ما واجبات الزوجة تجاه أم الزوج في الإسلام

اقرأ في هذا المقال


هناك العديد من الأسئلة التي تطرحها الزوجات ومنها إلى أي مدى يمكن لأقارب الزوج التدخل في حياة الزوجة؟ هل لأهل الزوج الحق في التدخل في الحياة الزوجية؟ هل يجب على الزوج طاعتهم وتنفيذ أوامرهم في الأمور التي تتعلق بأسرته؟

واجبات الزوجة تجاه أم الزوج في الإسلام

على الزوج العلم أنه لا يجب على الزوجة طاعة أحد من أهله، سواء أكان والد زوجها أو أمه أو إخوته أو إخوانه في أي أمر، كبير أو صغير؛ إلا إذا طلبوا منها ما هو واجب شرعاً، أو نهى عن فعل المحرم، في مثل هذه الأمور على الزوجة أن تطيع، سواء كان ذلك من قريب أو غريب، أو أي شخص آخر.

وأما الزوج، فيجب على الزوجة طاعته في الأمور الصحيحة، لقول الله تعالى: “الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم “،النساء، 34، أي الرجال مسؤولون عن المرأة؛ لأن الله تعالى جعله يتفوق على الزوجة في بعض الأمور مثل القدرة على المحافظة عليها، ولأنها كذلك تنفق من ماله.

لا يجوز لأحد من أهل الزوج التدخل في شؤونهم الخاصة والدخول لغرفتهم الخاصة بغير إذن منهم؛ لقول الله تعالى: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَى أَهْلِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا فِيهَا أَحَدًا فَلَا تَدْخُلُوهَا حَتَّى يُؤْذَنَ لَكُمْ وَإِنْ قِيلَ لَكُمُ ارْجِعُوا فَارْجِعُوا هُوَ أَزْكَى لَكُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ “ ،النور 27،28.

ليس لدى أم الزوج الحق في إجبار الزوجة على القيام بأي من أعمال المنزل أو غيرها، مثل كيفية الطهي أو ارتداء الملابس أو أشياء أخرى مثل العمل والتعليم وما إلى ذلك، إلا إذا كان ذلك عن طريق النصيحة والمعاملة اللطيفة، وليس عن طريق طريق الإكراه.

لا يجوز لأم الزوج التدخل في الشؤون الخاصة للزوجين، لا يتعين على الزوجة طلب الإذن من أي أحد غير زوجها لزيارة عائلتها؛ فهذا ليس من حقهم. فقط على الزوجة أن تستأذن زوجها، وإذا أذن لها فلا يلزمها إذن أم الزوج أو غيرها، لا يحق لأم الزوج معرفة تفاصيل حياة الزوج والزوجة، ولا يجوز لأبنها إخبارها بأي أمور خاصة أو حميمية بينهم، يجب عل الزوج أن يكرم والديه وعلى الزوجة مساعدته في ذلك، ولا يجب أن تكون الزوجة سبب الخلاف بينه وبينهم، وإلا سترى عواقب ذلك في أولادها.

وموضوع خدمة الزوجة لأم الزوج وأداء أعمالها المنزلية، فالزوجة ليست ملزمًة بذلك، لكن إذا فعلت ذلك من باب الإحسان إليها، أو لإرضاء زوجها فهذا خير، ويكون لها الأجر في ذلك، إن أراد الله تعالى، وهذا من شأنه أن يرفع من مكانة الزوجة في نظر زوجها وأهله في الدنيا، ويرفع مكانتها في الآخرة أيضًا إن شاء الله.

وفيما يتعلق بسكن الزوجة منفردًا، فعلى الزوج أن يضمن لها مكانًا يمكنهما العيش فيه منفصلين، ولكن لا حرج في أن يسكن والديه معهم في نفس المكان إذا كان المنزل مناسبًا لذلك.

وفيما يتعلق بحياة الزوجين التي تخضع للتدقيق، فلا يحق لوالدي الزوج السيطرة على حياتهم، وعلى الزوجة أن تحاول التواصل بطريقة مناسبة مع زوجها وبالتفاهم والوصول إلى حل، فإن استطاع أن يحل الأمر كله خير، وإلا فلا حرج على الزوجة أن تتحدث مع أهل الزوج بحكمة ناضجة، فإن لم يستجيبوا واستمر الحال على ما هو عليه، على الزوجين الصبر والأجر من الله تعالى.

ومن النصائح الهامة للأزواج أن يكرموا والديهم في الصواب والصلاح، ولكن لا يطيعوهم إذا تجاوزوا حدود الله تعالى، أو إطاعتهم على الظلم، بما في ذلك الإساءة إلى زوجات أبنائهم، وينبغي أن يناقشوا معهم ما هو أفضل، ولا يمنعهم من طاعة الله تعالى وينبغي للزوجين أن يكونوا أقوياء على الحق، وأن يواجهوا من يقف في وجه تطبيق أحكام الله تعالى في بيوتهم؛ لأن المسلم لا يجب عليه إلا الكتاب والسنة، وعليهم أيضا أن يحذروا أمهاتهم من ارتكاب المعاصي بشأن الزوجة.

إذا رأى الزوج أن المصلحة الشرعية تقتضي التفريق بين زوجته وأهله، فلا حرج عليه في ذلك، يجب على الزوج والزوجة وأم الزوج أن يتسامحوا ويصبروا على بعضهم البعض، ولا ينسوا أن يكونوا لطفاء مع بعضهم، وينبغي أن يتكلموا مع بعضهم بالرفق، ودفع الشر بما هو أفضل، وسؤال الله تعالى أن يصلح أحوالهم كلها.


شارك المقالة: