يعتبر هرمون الكورتيزول من العناصر الحيوية في الجسم، الذي يساعد على تحويل البروتينات إلى طاقة تصبح قابلة للاستخدام؛ مما يساعدنا على مغادرة السرير كل صباح، كما يلعب دور حيوي في استجابة الجسم للصدمات النفسية وحالات الطوارئ، تقوم أجسادنا باستخدامه من أجل موازنة آثار الأنسولين للحفاظ على مستويات السكر طبيعية، ينظّم عمل الجهاز المناعي وينظم ضغط الدم، هذا الهرمون ينتج بواسطة قشرة الغدة الكظرية.
أعراض جسدية لاضطراب كرب ما بعد الصدمة
يقوم الكورتزول بإيقاف تشغيل الوظائف غير الضرورية؛ مثل استنساخ خلايا الجهاز المناعي من أجل السماح بتوجيه كل طاقات الجسم نحو التعامل مع الحالة الطارئة المهددة للحياة، إنّ رد الفعل هذا مهم جداً وضروري أثناء التعرُّض للخطر، لكن من المفترض أن لا يستمر هذا التفاعل لفترة طويلة وأن يستمر فقط لفترة تسمح بالتعامل مع وقت الضغوط والأزمات، في أحيان أخرى تنخفض مستويات الكورتيزول جداً؛ ممّا يسبب العديد من المشكلات الجسدية.
- جفاف الجلد وحدوث الندبات: حيث يتم توجيه الماء داخل الجسم مع تجنّب الطبقات الخارجية للجلد، بالتالي يجعل الجلد أكثر جفاف وتقل قدرته على إصلاح وتجديد نفسه.
- الشعور بطنين في الأذنين: يتم استثارة الجسم الحوفي، هو أحد أجزاء المخ المسؤول عن التفاعل وقت الخطر بأصوات طنين الأذن، عند الأشخاص المصابين باضطراب كرب ما بعد الصدمة تعمل المثيرات على جعل الأذن ترسل أصوات، يتم استقبال هذه الأصوات بواسطة الجسم الحوفي المسؤول عن التفاعل مع الخطر على أنّها طنين؛ ممّا يؤدي إلى مزيد من الإثارة.
- زيادة الوزن حول المعدة: إنّ الكورتيزول مسؤول وله تأثير بصورة مباشرة على تخزين الدهون وزيادة وزن الأفراد الذين يمرون بالأزمات والمستويات المرتفعة من الكورتيزول ترتبط بالإفراط في تناول الطعام، كذلك الشغف العالي للأطعمة السكرية والدهنية تراكم الدهون بمنطقة المعدة (الدهون الحشوية)، في الحقيقة فإنّ خلايا الدهون في المعدة فيها مستقبلات كورتيزول أربع مرات أكثر من الخلايا الدهنية في أي مكان آخر.
- تغييرات في عمل الجهاز الهضمي: يوجه الكورتيزول طاقة الجسم من أجل وظيفة الهجوم أو الدفاع أو الهرب، يفضّل أن يقل إمداد الجهاز الهضمي بالطاقة والدم، مما يؤدي إلى الانتفاخ والغازات وعسر الهضم وحرقه المعدة، غير ذلك من مشاكل القولون، كما يؤدي الكورتيزول الفائض إلى التهاب وتآكل بطانة الجهاز الهضمي ويمنع المعدة من هضم الأطعمة بشكل صحيح، أيضاً يتسبب الكورتيزول في احتفاظ الجسم بالصوديوم والماء الذي يسبب ارتفاع ضغط الدم وانخفاض تدفق الدم لبعض الأجهزة.
- آلام متكررة ومزمنة: تستفيد الغدة الكظرية من المستويات المرتفعة من الكورتيزول، ممّا يؤدي إلى ارتفاع مستوى البرولاكتين، بالتالي تزداد الحساسية للألم ويزداد الشعور بالقلق والتوتر الذي يحدث مع اضطراب كرب ما بعد الصدمة وتسبب توتر العضلات والمفاصل بشكل عام، في العادة يستيقظ المصابين بآلام في المفاصل والعظام.
- عدم اكتساب العضلات وأي تكسب يضيع بسهولة: يحد هرمون الكورتيزول من امتصاص الأحماض الأمينية في خلايا العضلات، ممّا يجعل من المستحيل بناء العضلات وأي كسب للعضلات من خلال ممارسة الرياضة يمكن أن يفقد بسهولة بعد أيام، هذا يجعل الشخص يمارس الرياضة بإفراط ليعوض ما فقده، ممّا يخلق في النهاية الضغط على النظام الخاص، كما يخلق المزيد من هرمون الكورتيزول والادرينالين، من ثم خفض بناء العضلات.
- الأقدام والأيدي تكون باردة جداً: في وقت الحادث الصادم يتم إعادة توجية الدم من الأطراف لباقي أجهزة الجسم الأساسية؛ ذلك حتى يستطيع الجسم أن يدافع أو يهاجم أو يهرب، في حالة الإصابة باضطراب كرب ما بعد الصدمة فإنّ المصاب يكون في حالة تأهب في جميع الأوقات، بالتالي لا يتدفق الدم للأطراف التي تبدو ثلجية وبيضاء ولا توجد فيها حياة، وكأنّها ستسقط.
- تفاقُم مشاكل الجلد: يتحرّك الكورتيزول الإضافي في مجرى الدم؛ بالتالي يُضعف دفاعات الجسم، يمكن أن يتحول الصابون والكريمات إلى مهيّجات للجلد، ممّا يؤدي إلى الأكزيما وظهور أشكال أخرى من الحساسية.
- التثاؤب بكثرة: يؤدي اضطراب كرب ما بعد الصدمة لظهور التعرق العصبي، يساعد التثاؤب على تهدئة حرارة المخ، إضافة لذلك فإن تسارع التنفس بسبب القلق ويجعل العقل يتصور أن الشخص لا يحصل على ما يكفي من الهواء، ممّا يجعله يتثاءب ليحصل على المزيد من الهواء.
- انفجار موجات الحساسية: 60% وأكثر من الجهاز المناعي يوجد في الجهاز الهضمي، كما أنّ امتلاء الجهاز الهضمي بالالتهابات بسبب زيادة مستويات الكورتيزول يقوم بتعريض وظائف المناعة إلى خطر شديد، أكّدت الدراسات أنّ هناك زيادة في نسب المصابين بالحساسية فيمن يعانون من اضطراب كرب ما بعد الصدمة.