10 أفكار لسيغموند فرويد ساهمت في علم النفس

اقرأ في هذا المقال


يعتبر سيغموند فرويد المؤسس الرئيسي للتحليل النفسي، فهو أحد الشخصيات المعروفة من قبل الجميع ومع ذل ئفلا زال يوجد العديد من بعض الحقائق الخفية حول حياته، برز فرويد نتيجة نظريات العقل واللاواعي التي بناها، كذلك آلية الدفاع عن القمع وخلق الممارسة السريرية في التحليل النفسي لعلاج الأمراض النفسية عن طريق الحوار بين المريض والمحلل النفسي. 

أفكار سيغموند فرويد أثرت في علم النفس:

اللاوعي:

أكّد فرويد أنّه ليس هناك أي شيء يُعرف بحادثة أو صدفة، كما قام باكتشاف كيف أن المشاعر والأفكار والدوافع والأمنيات والأحداث التي قد تبدو عشوائية، تحمل معاني خفية، فزلات اللسان التي يسميها علماء النفس “زلَّة فرويدية” التي تدلنا على أهمية المعاني الباطنة للأشياء التي نقولها ونفعلها، بمعنًى آخر لو حدث ونسي الشخص مفتاح شقة منزله في بيت آخر لشخص يحبه بالصدفة، فأغلب الظن أنّه بدون وعي تركها بهدف الرجوع إلى الشقة رغبةً في رؤيته.

الغريزة الجنسية:

حتى لو حاول الجميع بأن ينكروا هذا الأمر، فالجنس هو الدافع الأول والقاسم الذي يشترك بين البشر وفق رأي فرويد، إلّا أنّ الشعور الشديد بالخجل والاشمئزاز من تلك المبادئ الداروينية البدائية، التي ساهمت في تقدم الإنسان على سائر المخلوقات الحية، جعل الأشخاص يبذلون وقت كبير في إنكار هذا الجانب المظلم من الحياة. فحتى أكثر الأشخاص حكمةً وتزمت يعاني بشدة من محاولات هزم شهوته وشهيته الجنسية.

كل جزء من جسم الإنسان مثير جنسياً:

لا يمكن اعتبار أنّ المتعة الجنسية تتحدد بالاتصال الجنسي، بالرغم من أنّه حتى هذا اليوم لا يزال البشر يواجهون صعوبات في قبول هذا، كان فرويد يعلم أنّ الإنسان كائن جنسي منذ الولادة، كما أكّد انجذاب الرضيع لثدي أمّه انعكاس لرغبة جنسية مضمرة، فقال إنّه ليس باستطاعة أحد أن لا يربط بين تعبير وجه الرضيع وقد نال كفايته من صدر أمه، فهو مستلقي على ظهره ووجنتاه حمراوان وعلى شفتيه ابتسامة راضية، أيضاً بين التعبير الذي يرتسم على وجه الشخص إثر إشباع رغبته الجنسية.
أكّد فرويد كذلك أنّ الإثارة لا تتوقف على أعضاء الجسم التناسلية فحسب، فمن الممكن الوصول إلى المتعة من خلال استثارة جزء آخر في الجسم، لذلك فالمتعة الجنسية لا تحدد بالاتصال الجنسي المنتشر بين الذكر والأنثى، رغم أنّه حتى هذا اليوم لا يزال البشر يواجهون صعوبات في قبول هذه الفكرة كغيرها.

التفكير أحد أشكال التمنِّي:

قام فرويد بتوضيح عملية التفكير التي تشمل التمني والخيال؛ كما قام العديد من المعالجون والمحللون بملاحظة أنّ التخيل يكون في بعض الأحيان أكثر إشباع من الناحية العقليًة والجسديًة، هنا أخذ علماء الأعصاب الفائدة من نظرية فرويد التي شرحت محاولات البشر في أن يتخيلوا الأمور قبل أن تتحقق، ليس غريباً أن لا ترتقي متعة تحقيق الأشياء إلى متعة تخيلها وإضفاء تفاصيلنا الخاصة عليها.

الحكاية علامة شفاء الراوي:

شرح فرويد في محاضراته أنّ الكلام يساعدنا على التحسّن، حتى لو كان العلاج النفسي من خلال الطرق التي ابتكرها سيغموند فرويد أو أنواع أخرى من العلاج بالكلام، فقد تم إثبات أن التحدث يساهم في تقليل الأعراض العاطفية وتقليل القلق وتحرير العقل من القيود، يمكن للتأمل أن يؤثر بشكل فعلي على الأعراض ويخففها، إلّا أنّ العلاج بالكلام يشمل أداة مهمة وهي العلاقة العلاجية التي تنشأ بين المريض والمعالِج.
يقوم الشخص بالانخراط بكافة جوارحه في العلاج، فلا يشمل عدد من الأعراض أو التشخيصات فقط، بل يصل إلى تغيير أعمق وأبقى.

آليات الدفاع:

يعتبر مفهوم آليات الدفاع أحد الأجزاء التي لا يمكن تجزيها من الفهم البديهي لسلوك الإنسان، لذلك أصبح البشر ينظرون إليه كأحد الأمور المسلَّمة بها، فقد قام فرويد بإنشاء هذه النظرية وتطويرها بمساعدة ابنته آنا فرويد، تعتبر آليات الدفاع من الاستراتيجيات النفسية التي يأتي بها العقل الباطن بهدف التلاعب بالأفكار أو إنكارها أو تغيير الواقع؛ ذلك من أجل حماية النفس من مشاعر القلق والدوافع غير المقبولة.
من أهم الأنواع في آليات الدفاع التي قام فرويد بصياغتها، كالتبرير والإنكار، إلّا أنّ الإنكار يعد أهمها، فالإنكار يعتبر رفض حقيقي من أجل إدراك أنّ شيئ ما قد حدث بالفعل أو يحصل في الوقت الحاليً، حتى الاعتراف به، يمكن للإنكار أن يكون شخصيًاً، مثل إنكار الإدمان أو إنكار تجربة حياتية مؤلمة، لكن بإمكانه أيضاً أن يتخذ شكل أكثر عموماً، كإنكار ظاهرة علمية أو اجتماعية أو ثقافية، مثل إنكار حدوث التغير المناخي أو إنكار حدوث مذابح الهولوكوست.

مقاومة التغيير:

تقاوم عقول البشر وسلوكاتهم التغيير بشكل ، فجميع ما هو جديد يعتبر مخيف ولا يرّحب العقل به، حتى لو هذا التغيير إلى الأفضل، قام التحليل النفسي باستنتاج وجود مبدأ المقاومة وكان معه حق بشأنه، كما أصبح قادراً على إيجاد الأدوات التي تلزم من أجل هزيمة قدرته العنيدة على عرقلة حياة كلٍّ من الفرد والمجموعة.

الماضي يؤثر في الحاضر:

يبدو أنّ الماضي يؤثر على الحاضر، لكن قبل أكثر من 100 عام عندما وصل فرويد لهذه المعلومة، كان الوقت الذي كشف فيه عن الواقع بالنسبة إليه، فاليوم ساهمت كثير من نظريات فرويد بما يخص تنمية الطفولة وآثار ما اختبره الإنسان في سنواته المبكرة على سلوكه الحالي، في مساعدة وعلاج المرضى الذي تورّطوا في أنماط سلوكية تتكرر وتعاد وتسيطر على حياتهم

التنمية:

كان فرويد يرى أنّ البشر هم الأعداء لأنفسهم، كما أكّد أنّ حضارة البشر ستهدد إذا لم يتعدّل سلوك البشر بين بعضهم البعض، يدوم نمو البشر وتطوّرهم طَوَال حياة الفرد، فالحياة الصحيحة تستند على التكيف وتطويع ما نواجهه من تغير في حياتنا وكل ما حولنا بشكل مستمر، بالرّغم من أنّ كل مرحلة جديدة تعتبر تحدي للبشر، فهي توفر الفرص كذلك من أجل إعادة تقييم الأهداف والقيم الشخصية.

الميل نحو العنف عائق الحضارة الأول:

انتشرت أصداء الحرب العالمية الأولى في أوروبا، يقول فرويد في كتاب “قلق في الحضارة” سنة 1929 أنّ الإنسان يعتبر ذئب لأخيه، فمَن سيكون قوياً بما يكفي للتشكيك في هذه الحقيقة المؤكدة”، أكّد فرويد أنَّ الإنسان هو العدو الحقيقي لنفسه، قام النازيون أولًا بمهاجمة فرويد، بعد ذلك هاجمه الشيوعيون، إلّا أنّ فرويد لم ينحَز رغم ذلك لأمريكا، التي كان يرى في ثقافتها هوس مَرضي بالمادة، فقد كان هذا الموقف واحدًا من بين استبصارات كثيرة، أثبتت أهميتها للعالم اليوم، كما كانت عندما كتبها فرويد لأول مرة.


شارك المقالة: