5 علامات تشير أننا واقعون تحت تأثير صدمة نفسية

اقرأ في هذا المقال


قد يخرج الشخص لتوّه من علاقة عاطفية انتهت بقسوة بعد ألم شديد، كذلك قد يتعرض لحادث على الطريق أثار رهبته أو فزعه حتى وإن لم يترك أثر على جسده، أي ربما يكون واحد ممن تعرّضوا في حياتهم لهزّة نفسية من ذلك النوع الذي لا يكاد يترك أثر ملموس على جسدهم أو يُخلّف تغيير ضخم في حياتهم، فبمجرد خروج الشخص من هذا الوضع فإنّه يحاول أن يتجاوز الأمر مخبراً نفسه أنّ الأمور ستتحسن، لكنّه يجد نفسه في مواجهة ولا يمكنه العودة لنفسه كما كان في السابق.

علامات تشير أننا واقعون تحت تأثير صدمة نفسية:

الشعور بالتشوش العقلي:

في بعض الأحيان تجعلنا الصدمة النفسية غير قادرين على التفكير بشكل جيد، حيث نشعر أنّ ذهننا مشوش أو أنّ لدينا حالة من الضباب الدماغي، فقد يقودنا هذا إلى الشعور بأن الحياة ليست واقعية وأن ما يحدث حولنا محض خيال ولا نشارك في أحداثه ولا نصدق أنّها حادثة بالفعل من حولنا، فقد نتفاجئ أنّنا وفي وسط كل هذه الفوضى لا نفعل إلّا أنّ نقوم بالأعمال الروتينية التي اعتدنا عليها وكأن شيئاً لم يكن، هذا ما يسمّى بالانفصال.

المعاناة من آثار جسدية جانبية:

عندما يرى دماغ الإنسان أنّه يوجد خطر يجب علينا مواجهته، فإنه يقوم بأحد نوعين من الاستجابة، إمّا أنّ يقرر خوض المعركة أو يقرر الهرب من محيط هذا الخطر، كانت هذه الاستجابات الدماغية مفيدة إلى درجة كبيرة في حالة الإنسان البدائي، أمّا في الوقت الحاضر ومع تعقد الحياة وبالتالي تعقد نوعية المخاطر التي تواجه الإنسان، بحيث لا يكون في الكثير من الأحوال شيء مادي يمكن للإنسان أن يقوم به للتعامل مع هذا الخطر، فإنّ البديل يصبح معاناة الجسد من مجموعة من الآثار الجسدية الجانبية.
عندما يتعامل الجسم مع الخطر يقوم بإفراز الأدرينالين الذي يجعل الجسم متحفز للاشتباك مع الخطر الذي لم يعد ملائم للاشتباك في الأساس، فالارتفاع في مستوى الأدرينالين يؤدّي إلى سرعة في ضربات القلب وتوتر العضلات والصداع واضطرابات في المعدة، إضافة إلى المزيد من الآلام والأوجاع العشوائية.

اضطرابات النوم:

في الغالب يتأثر النوم بالوقوع تحت تأثير الصدمة النفسية، فتحدث بعض اضطرابات النوم سواء ظهرت هذه الاضطرابات في صورة أرق مستمر أو في صورة النوم الطويل المستمر، فهو في هذه الحالة يكون نوم غير مريح مليئ بأحلام متوترة، من الشائع في هذه الحالة حدوث نوبات الهلع الليلية، حيث يتم الاستيقاظ بشكل مفاجيء وربما بصراخ غير مفهوم وضربات قلب سريعة وقلق شديد.

الشعور بالخوف المستمر:

عندما يدخل الإنسان في صدمة نفسية يكون السبب شعوره بأن العالم لم يعد آمن كما كان يتصوره، كما أنّ هناك أحداث في هذا العالم هي خارجة عن دائرة توقعه وعن سيطرته بالمنع أو أي من صور التحكم، فهي أحداث لم يكن في الغالب مستعد لمواجهتها، هذه الحالة تُشعره بأن الحياة خطيرة ولا يمكن التنبؤ بمدى خطورتها وأنّها قد تباغته بضربات لا يكاد يقدر على صدّها، حينها يشعر أنّه لا يمكنه الوثوق بأحد، فهي حالة تسلمه لهجمات القلق الشرسة.

سيطرة العواطف والذكريات:

عندما يكافح العقل لفهم موقف صعب فإنّه لا يترك فراغ كافي للتعامل مع الأشياء الأخرى المحيطة بالإنسان، فنجد أنفسنا منعزلين عن الواقع وغير قادرين على التعامل مع المحيطين أو التفاعل مع ظروف حياتك الحالية، أي أنّنا تجد أنفسنا واقعين بالكامل في أسر الذكريات وتكرار المشاهد السابقة بما أثارته من مشاعر وقت حدوثها، كذلك بما تثيره من مشاعر جديدة بينما نسترجعها.
تخرج الذكريات والعواطف عن حدود السيطرة وتتحول إلى مجموعة من الألغام التي يمكنها الانفجار فينا وفيمن حولنا في أي لحظة، كل هذا يجعلنا بشكل دائم على قدر عالي من الإنهاك والإجهاد، كذلك غير قادرين على ممارسة حياتنا بشكل طبيعي، حينها يأخد الإنسان رد فعل؛ إمّا أن يكرر لنفسه أنّه أكبر من كل ما حدث وأنّ بإمكانه أن يغير كل هذا بشكل كلي أو أن يفسح المجال لتفكير الضحية بداخله ليكرر لنفسه (كيف حدث هذا لي).
يشعر الإنسان بالذنب ويقنع نفسه بأن كل ما حدث كان خطأه بمفرده، تكون هذه بداية الشعور بالخزي من أن ينكشف أمره للناس والتفكير في كيف سيرونه، بديل ذلك أن يلقي باللوم في الحادثة التي هزّت كيانه على أشخاص بعينهم ذوي صلة بموضوع الحادثة، فتتحول مشاعره تجاههم لكراهية عميقة تؤذي المصدوم إيذاء نفسي شديد وتنال من سلامه الداخلي حتى يتمكن من التغلب عليها؛ من خلال اللجوء لمعالج نفسي يساعده في فك ذلك الاشتباك بداخله وتجاوز مرحلة الصدمة بسلام.


شارك المقالة: