إنّ الصحة النفسية هي أغلى ما نملك ويجب أن نحافظ عليها، ليس فقط الصحة الجسدية مهمة، فالميل إلى التعامل مع الكروب والصدمات على أنها ستختفي مع الوقت أو أنَّنا سنتجاوز الألم بدون مساعدات أو وعي، هذا تفكير خاطىء ولا يدفع ثمنه سوانا، فحين يتعرض الشخص للأزمات والمواقف الصادمة، يدخل الجسم في حالة من الهروب أو المواجهة، بالتالي يصبح كل شيء له علاقة بالجهاز العصبي في جسم الإنسان في حالة فوضى عارمة، فكيف نتعامل مع الصدمات النفسية بشكل صحيح علمياً ونفسياً حتى نتعافى منها بالفعل.
خطوات مهمة بعد الصدمة النفسية:
- التعامل مع المشاعر السيئة: يجب أن نتعامل مع الصدمة النفسية ولا نقمعها، فمرحلة الإنكار تعد من الأجزاء الخاصة بعملية الشفاء من أي صدمة ولابد أن نفسح لها الطريق، ونحن لسنا ملزمين أنّ نمر بذلك سريعاً، فلا يجب أن نرغم أنفسنا على أية مشاعر ايجابية غير موجودة في الأصل.
- تجزئة المشاعر: يجب التعامل مع المشاعر واحدة تلو الأخرى، إذا مررنا بتقلبات حادة في المشاعر ما بين هدوء ثمّ عصبية ثم فرح، يجب أن نحاول التعرف على آثار كلاً منها على حدّة، فلا نتعامل معها كلها كباقة واحدة، لابد أن نتعرف على أسباب الصدمة النفسية حتى نتعامل معها بشكل منفصل، بالتالي يمكننا تجاوزها.
- عدم الانعزال: يجب ألّا يعزل الشخص نفسه عن الآخرين فور حدوث الصدمة النفسية، لأنّه سيشعر برغبته في عدم الحديث مع أحد أو مقابلة أحد، هذه مشاعر طبيعية، فالصدمات النفسية تجعل الشخص يشعر أنّه بلا حماية، لذلك يجب أن يُرغم نفسه على التواصل مع محيط جيد ومريح قدر المستطاع، يمكن خلاله أن يتحدث عن تجربته ومشاعره، فهذا يساعد الجسم على التخلص من أسباب التوتر والشعور بحال أفضل.
- وضع أهداف صغيرة وجديدة: بعد الصدمة النفسية يسيطر الشعور بالعجز، الحل الوحيد هو وضع أهداف جديدة؛ لأنّ الوضع النفسي ربما لا يساعد على ذلك فيمكن وضع أهداف بسيطة بحسب الظروف والحالة المادية والنفسية، كأن تقوم بترتيب دولابه أو الذهاب لندوة أو تعلم شيء جديد وتحقيق انجاز ولو بسيط في أي شيء محبب له، بالتالي سيشعر بالفرق.
- القيام بالإلهاء بعد الصدمة النفسية: أن يقوم الشخص بإلهاء نفسه، فلا يدع مجال وفراغ لإعادة تخيل الصدمة والحدث، مع كسر هذا الإيقاع يجب أن يقوم بأي نشاط يمنعه من إعادة مشهد الصدمة، حتى يتم تشغيل زر الإيقاف.