أمثلة على السلوك الفطري لدى الحيوانات

اقرأ في هذا المقال


يَعتبر علماء الايثولوجيا السلوك تفاعلًا متعدد الأوجه للحيوانات مع العالم الخارجي، والسلوك هو أي نشاط يُظهره الحيوان.

سلوكيات الحيوانات

استجابة وحدوية والشكل البيولوجي للسلوك، هي مزيج من ردود الفعل تعكس استجابة وحدوية، تسمى الأشكال البيولوجية للسلوك بالمعقدة وتتوافق مع مراحل سلوك الحياة على سبيل المثال التغذية، والدفاع، والبحث، والأبوة والأمومة وغيرها.

السلوك الفطري لدى الحيوانات

هو أحد أنواع السلوك الذي تتحكم فيه الجينات لدى الحيوانات بصورة واضحة، وهو السلوك الذي يحدث بصورة طبيعية لدى جميع الحيوانات، ومن أجل أن يحدث السلوك الفطري لدى الحيوانات فإنه يحتاج فقط إلى حافز محدد من أجل القيام على تنشيطه، أن هذا النوع من السلوك لدى الحيوانات يسمى بالسلوك الغريزي، ويقصد بالغريزة على أنّه عبارة عن امتلاك الحيوان القدرة على القيام بسلوك ما وذلك استجابة لمحفز معين في المرة الأولى التي يتعرض فيها الحيوان للمثير.

جميع الحيوانات من نفس النوع بصورة دائمة بسلوك فطري بنفس الطريقة بغض النظر عن البيئة المحيطة به، وفي غالبية الأحيان يحتوي السلوك الفطري على مجموعة من وظائف الحياة الرئيسية مثل رعاية الأبناء لذلك غالبًا ما تكون ضرورية للتكاثر الناجح، إذا لم تؤد الحيوانات السلوكيات الفطرية بشكل صحيح فمن غير المرجح أن تنقل جيناتها إلى الجيل التالي.

أمثلة على السلوك الفطري لدى الحيوانات

السلوكيات الفطرية معروفة جيدًا في العديد من أنواع الطيور والحشرات، على سبيل المثال تفتح الكتاكيت في العديد من أنواع الطيور أفواهها بشكل غريزي عندما تعود أمها إلى العش، استجابة لهذا المنبه تقوم الأم غريزيًا ببصق الطعام لإطعام الكتاكيت، في بعض أنواع الطيور الأخرى بما في ذلك نورس عشب البحر عندما تنقر طائر أم على الأرض بمنقارها تنقر فراخها غريزيًا على بقعة حمراء على منقارها، استجابة للنقر تبصق الأم غريزيًا الطعام لإطعام الكتاكيت.

مثال آخر على السلوك الفطري يحدث في نحل العسل، يؤدي نحل العسل رقصة عندما يعود إلى الخلية بعد العثور على مصدر للغذاء، تخبر الرقصة النحل الآخر بمكان العثور على الطعام، تساعد هذه السلوكيات الفطرية في الطيور ونحل العسل الحيوانات التي تمارسها على البقاء والتكاثر لذلك يتم نقلها إلى الأجيال القادمة.

تحدث السلوكيات الفطرية في جميع أنواع الحيوانات تقريبًا، بشكل عام في الأنواع ذات المستويات المنخفضة من الذكاء تكون نسبة أكبر من السلوكيات فطرية، السلوكيات التالية هي أمثلة على السلوكيات الفطرية:

  • بناء العش عند الطيور.
  • القتال بين ذكور أسماك أبو شوكة.
  • شرنقة تدور عند الحشرات مثل العث.
  • السباحة عند الدلافين والأنواع المائية الأخرى .

هناك مثال مدروس جيدًا للسلوك الفطري يحدث في الطيور المائية التي تعشش على الأرض مثل الأوز الرمادي، إذا أخرجت إحدى بيضها من العش تقوم أنثى الإوزة باستعمال منقارها بشكل غريزي لدفع البيضة مرة أخرى إلى المكان الذي تضع فية البيض، يؤدي رؤية البيضة خارج العش إلى حدوث السلوك، حيث أن هذا النوع من السلوك الفطري يسمى أيضًا نمط العمل الثابت، وأنها تنطوي على تسلسل ثابت من الإجراءات، بمجرد أن يتم تشغيل نمط عمل ثابت بواسطة الحافز يستمر التسلسل حتى اكتماله حتى لو لم يعد الحافز موجودًا.

على سبيل المثال إذا خرجت بيضة الأوز من العش وتم التقاطها وأخذها بعيدًا تستمر الإوزة في تحريك رأسها كما لو كانت تدفع بيضة خيالية، يحاول الإوزة أيضًا دفع أي جسم على شكل بيضة إذا تم وضعه بالقرب من العش، حتى أنها تدفع شيئًا أكبر بكثير على شكل بيضة، في الواقع فإن الشيء الأكبر سيطلق حركات أكبر في الاستجابة.

يوضح سلوك أوزة أن السلوكيات الفطرية لا تزيد دائمًا من فرص الحيوان في التكاثر بنجاح، دفع بيضة مرة أخرى إلى العش يزيد من فرص الإوزة في التكاثر بنجاح، لذلك قد تكون السلوكيات الفطرية جامدة جدًا بحيث لا تكون مفيدة طوال الوقت، وقد تحدث حتى عندما لا تكون مناسبة.

من المحتمل أن تكون دوافع الأكل والتزاوج غرائز لدى الحيوانات، لكن الطرق التي يتصرف بها الحيوان بناءً على هذه الدوافع يمكن التحكم فيها بوعي والتأثر بالبيئة، السلوكيات الحيوانية الوحيدة الفطرية التي لا يمكن إنكارها هي السلوكيات الانعكاسية والعديد منها يحدث عند الرضع، مثال على ذلك هو منعكس الإمساك في الأشهر القليلة الأولى بعد الولادة يمسك الرضع غريزيًا الأشياء الموضوعة على راحة يدهم.

يمكن وصف السلوك بأنه رد فعل لمثير وهو حدث داخلي أو خارجي يؤدي إلى استجابة، والعديد من أشكال السلوك ضرورية لبقاء الحيوانات، تتراوح أمثلة السلوكيات من مهارات الصيد إلى تجنب الحيوانات المفترسة إلى الهجرة جنوبًا في الشتاء إلى طقوس التزاوج، السلوكيات الفطرية والتي تسمى غالبًا السلوكيات الوراثية أو الغريزية يمكن أن تكون هذه بسيطة جدًا أو معقدة، تعمل السلوكيات الفطرية بكامل طاقتها في المرة الأولى التي يتم إجراؤها حتى بدون التعرض السابق للمثير.

سلوك الإدراك لدى الحيوانات

الإدراك الحيواني هو مجال معقد، حتى الستينيات كان المصطلح نفسه يعتبر تناقضًا لفظيًا حيث كان يُنظر إلى الحيوانات على أنها أنظمة بسيطة تستجيب فقط للمنبهات المختلفة بطرق ثابتة ومبرمجة مسبقًا، عندما بدأ الباحثون في مراقبة الحيوانات عن كثب سواء في المختبر أو في الطبيعة، بدأوا يدركون أن هذه النظرة التبسيطية فشلت في تفسير أنماط السلوك المرصودة، اليوم على الرغم من وجود العديد من التعريفات للإدراك الحيواني كما هو الحال بالنسبة للباحثين، يتفق معظم العلماء على أن الإدراك الحيواني مثل نظيره البشري يتضمن بشكل أساسي معالجة المعلومات.

يمكن تقسيم المجال إلى مواضيع فرعية مختلفة، على سبيل المثال يميل الباحثون المتخصصون في علم النفس المقارن إلى فحص نوع معين من الإدراك مثل الكفاءة العددية عبر الأنواع المختلفة، بينما يميل الباحثون المتخصصون في علم السلوك المعرفي إلى النظر في كيفية السماح للسمات التطورية لأنواع معينة بالتفاعل بطرق مختلفة مع جانب واحد أو أكثر من جوانب بيئتها.

معظم الباحثين في دراسات تتداخل مع عدد من الموضوعات الفرعية المختلفة، لأن جميع الدراسات تتضمن جوانب مختلفة من الاهتمام والذاكرة والتفكير وحل المشكلات، وأحيانًا لا يمكن العثور على إجابات للأسئلة العلمية إلا من خلال الجمع بين الأبحاث المختبرية والميدانية، في جميع الحالات ينخرط العلماء في تجارب مضبوطة بعناية أو دراسات قائمة على الملاحظة جيدة التصميم.

على مدى العقود العديدة الماضية توسعت دراسة سلوك الإدراك الحيواني لتشمل مجموعة واسعة بشكل مذهل من الأنواع من الحشرات وغيرها، ودمج مجموعة واسعة من التقنيات، والعديد من التطورات في هذا المجال على سبيل المثال ترجع إلى التقدم في التكنولوجيا الأهم من ذلك أن الفكرة وراء دراسة الإدراك الحيواني هي تحديد قدرات تلك المخلوقات التي نتشارك معها كوكبنا.


شارك المقالة: