ارتفاع الحرارة الخبيثة في الخيول

ارتفاع الحرارة الخبيثة في الخيول (malignant hyperthermia – MH) هو مرض وراثي يتسبب في حالة مهددة للحياة في مواقف معينة مثل التخدير أو الإجهاد أو التمارين الشديدة، حيث تؤدي هذه المحفزات إلى زيادة الكالسيوم، مما يؤدي في النهاية إلى ارتفاع الحرارة وربما الموت، وعلى الرغم من أن هذه الحالة غير شائعة في الخيول، فمن الأفضل أن يتم اختبار جين هذا المرض قبل إعطاء أي نوع من التخدير.

نبذة عن ارتفاع الحرارة الخبيثة في الخيول

تتأثر بعض الخيول بارتفاع الحرارة الخبيثة أكثر من غيرها مثل الخيول العربية والأصيلة وخيول الربع، وينتج هذا المرض الوراثي عن جين متحور يخلط عن طريق الخطأ الجلايسين (glycine) والأرجينين (arginine) في نظام الحصان، وهذا هو الجين السائد لذلك هناك حاجة إلى جين واحد متحور من الوالدين لتمرير الجين إلى أمهارهم.

وبعبارة أخرى يحتاج حصان واحد فقط (الأب أو الأم) إلى امتلاك هذا الجين الطافر حتى يصاب نسله بارتفاع الحرارة الخبيثة، وإذا ظهرت على الحصان أعراض ارتفاع الحرارة الخبيثة، يجب التعامل مع هذا على أنه حالة طبية طارئة، فبمجرد أن يصل الحصان إلى مرحلة المرض التي تسمى أزمة ارتفاع الحرارة الخبيثة، فإنها عادة ما تكون قاتلة.

يُلاحظ ارتفاع الحرارة الخبيثة في الغالب في العديد من الحيوانات، حيث تم الإبلاغ عنه في الخيول والكلاب والقطط، وتتميز هذه المتلازمة بارتفاع غير طبيعي في درجة حرارة الجسم، تيبس العضلات، سرعة ضربات القلب وعدم انتظامها، زيادة معدل التنفس، مسحة مزرقة للجلد والأغشية المخاطية، ضغط الدم غير المستقر، تراكم السوائل في الرئتين، ضعف تخثر الدم، الفشل الكلوي والموت.

ويحدث ارتفاع الحرارة الخبيث باستمرار في الحيوانات المعرضة للإصابة عن طريق الإثارة أو التخوف أو ممارسة الرياضة أو الإجهاد البيئي، كما أن إعطاء بعض أنواع التخدير أو الأدوية المحددة التي تؤثر على الجهاز العصبي والعضلي يؤدي باستمرار إلى ارتفاع الحرارة الخبيثة في الحيوانات المعرضة للإصابة.

عادةً، تحدث نوبات ارتفاع الحرارة الخبيثة فجأة وتكون شديدة، وإذا تم التعرف على الحالة مبكرًا في حيوان تحت التخدير، فقد تكون التدابير الداعمة قادرة على إنقاذ الحيوان، ولسوء الحظ، بغض النظر عن العلاج، عادةً ما يكون ارتفاع الحرارة الخبيثة قاتلاً، لذلك يجب التقليل من الإجهاد لمنع نوبات ارتفاع الحرارة الخبيثة في الحيوانات الفردية، وإذا احتاج حصان يُشتبه في تعرضه لارتفاع الحرارة الخبيثة، أو نجا من نوبة سابقة إلى التخدير والجراحة، فيجب اتخاذ احتياطات معينة، وتشمل هذه إدارة دواء يسمى دانترولين قبل يوم إلى يومين من التخدير وتجنب بعض عوامل التخدير.

أعراض ارتفاع الحرارة الخبيثة في الخيول

لحسن الحظ، يظهر الاضطراب عادةً أثناء وجود الخيل تحت رعاية طبيب بيطري للخيول ويجب أن يكون على دراية بهذا النوع من المواقف، فإذا بدأ الحصان في إظهار علامات ارتفاع الحرارة الخبيثة، يجب على الطبيب البيطري التعرف على المشكلة على الفور ويجب أن يكون لديه الدواء اللازم، والعلامات أو الأعراض التي تشير إلى أن الحصان قد يكون مصابًا بارتفاع الحرارة الخبيثة هي كما يلي:

• زيادة في درجة حرارة الجسم (Increase in body temperature).

• التعرق المفرط (Excessive sweating).

• سرعة ضربات القلب والتنفس (Rapid heart rate and breathing).

• تصلب العضلات (Rigid muscles).

• انحلال الربيدات (Rhabdomyolysis).

• ضغط دم مرتفع (High blood pressure).

• التنفس الضحل (Shallow breathing).

• النوبات (Seizures).

• حالة فرط التمثيل الغذائي القاتلة (Fatal hypermetabolic state) المعروفة باسم أزمة (MH).

• الموت (Death).

أسباب ارتفاع الحرارة الخبيثة في الخيول

يحدث ارتفاع الحرارة الخبيثة بسبب اختلاف وراثي سائد في جين (RYR1) الذي يشفر مستقبلات ريانودين (ryanodine) للخلايا في العظام والعضلات، وهذا هو السبب الأكثر شيوعًا لأنواع معينة من التخدير مثل الأيزوفلورين (isoflurane) والهالوثان (halothane)، وهذا المرض أكثر انتشارًا في، خيول الربع، والخيول الأصيلة، والخيول العربية، والمهور، وخيول الرسم الأمريكية.

كيفية تشخيص ارتفاع الحرارة الخبيثة في الخيول

يجب الاستعانة بطبيب بيطري متخصص في الخيول بشكل دائم عند الحصول على تشخيص لأي نوع من الحالات، وخاصةً مع الأمراض الخطيرة مثل ارتفاع الحرارة الخبيثة، ومن الجيد جدًا أن يكون الخيل في وجود متخصص بيطري من نوع ما عندما تصبح هذه الحالة معروفة؛ نظرًا لأنها غالبًا ما يتم إجراؤها عن طريق التخدير، وفي هذه الحالة، سيعرف الطبيب البيطري ماذا يفعل، ومع ذلك، إذا كان الحصان يعاني من ارتفاع الحرارة الخبيثة بعد ممارسة التمارين أو الإجهاد، ويجب أن يتم التعامل مع المرض كحالة طبية طارئة.

يجب اطلاع الطبيب البيطري عن ما تم فعله، وعن الأعراض التي تمت ملاحظتها، مع التأكد من إخبار الطبيب البيطري إذا كان الحصان يتناول أي نوع من الأدوية، ومن المحتمل أن يقوم بإجراء اختبار تقلص في المختبر (IVCT) أو تحليل الحمض النووي للتأكد من ارتفاع الحرارة الخبيثة، ويتكون هذا الإجراء من إدخال عامل مثير مثل الكافيين أو الهالوثان في منطقة صغيرة خاضعة للرقابة للتحقق من تقلصات ألياف العضلات.

سيقوم الطبيب البيطري أيضًا بإجراء فحص جسدي بما في ذلك ردود الفعل والوزن والطول وحالة درجة الجسم ومعدل ضربات القلب والتنفس ودرجة حرارة الجسم وضغط الدم إذا كان ذلك ممكنًا، كما سيقوم الطبيب البيطري بتقييم العضلات المتحركة ويراقب القوام والتوقف والعرج، كما يجب فحص الدم الدم الكامل (CBC)، والمسحة البكتيرية والفطرية، والتحليل الكيميائي الحيوي، كما أن عينة من الدم ستذهب إلى مختبر خارجي حيث يمكن اختبارها لتحقق من طفرة (RYR1)، كما سيتم أخذ الأشعة المقطعية ومسح العظام والصور الشعاعية الرقمية (الأشعة السينية) للبحث عن التشوهات، وفي بعض الأحيان، إذا تعرض الحصان لرد فعل شديد، يمكن أن تحدث الكسور الصغيرة بسبب تقلصات العضلات.

كيفية علاج ارتفاع الحرارة الخبيثة في الخيول

نظرًا لعدم وجود العديد من الأدوية التي يمكنها علاج ارتفاع الحرارة الخبيثة بنجاح، فمن الأفضل اختبار الخيل قبل الحاجة إلى أي نوع من التخدير، فبهذه الطريقة يمكن للطبيب البيطري إعطاء دواء دانترولين (dantrolene) قبل إعطاء التخدير للجراحة، ومع ذلك، إذا كان الحصان يعاني من ارتفاع حرارة خبيثة نشطة، فمن المرجح أن يعالج الطبيب البيطري بالأدوية وبعض أشكال العلاج الباردة (cold therapy)، وتشمل ما يلي:

1. العلاج البارد – Cold therapy

سيرغب الطبيب البيطري في التركيز على علاج الأعراض، أحدها ارتفاع درجة حرارة الجسم بشكل خطير، وعادةً ما تكون الكمادات الباردة (كمادات الثلج) وحمامات الكحول (alcohol baths) هي خطة علاج الحمى.

2. الأدوية – Medications

الأدوية الموصى بها هي ليدوكائين (lidocaine) والديكتروز (dextrose) أو الأنسولين (insulin)، كما يمكن إعطاء بيكربونات الصوديوم (Sodium bicarbonate)؛ للحفاظ على الرقم الهيدروجيني المناسب وسيتم إعطاء العلاج بالسوائل الوريدية لتثبيت الإلكتروليتات.

الشفاء التام من ارتفاع الحرارة الخبيثة في الخيول

يعتمد تشخيص الخيل على السبب ومدة العلاج، على سبيل المثال، إذا كان التخدير هو الذي تسبب في حدوث المرض، فسيكون الطبيب البيطري قادرًا على علاج الحصان على الفور، مما يمنحه فرصة أفضل بكثير للشفاء، وسيتم الاحتفاظ بالخيل في المستشفى للمراقبة في الأيام العديدة الأولى لأن الانتكاسات شائعة.