اقرأ في هذا المقال
- مظهر الباندا الحمراء
- موطن الباندا الحمراء
- الباندا الحمراء وعادات الطعام
- تواصل وإدراك الباندا الحمراء
- تكاثر الباندا الحمراء والصغار
- الحفاظ على الباندا الحمراء
الباندا الحمراء (Red Panda) كثير من الناس معجبون بالباندا الحمراء لوجهها الساحر الشبيه بالقطط وفروها الأحمر القرفة والذيل الرقيق الحلقي وخفة الحركة المذهلة، وقد تحظى الباندا العملاقة ذات اللونين الأبيض والأسود بشعبية عالمية ولكن آكل الخيزران الآخر الساحر والشجري له جاذبيته الخاصة، وأصل اسم الباندا غير واضح، ويعتقد الكثير من الناس أنّها مشتقة من الجزء الثاني من الاسم النيبالي القديم لهذه الحيوانات (nigalya ponya)، والذي ربما كان يعني شيئًا مثل قدم الخيزران، واسم محلي آخر للباندا الحمراء هو واه أو شيتواه (wah or chitwah)، وفي حالة لم تنجح الباندا الحمراء في إبعاد الأعداء يمكن للباندا الحمراء إطلاق رائحة قوية من غدد الرائحة في قاعدة الذيل والتي قد تجعل المفترس يفكر مرتين في تناول وجبة الباندا الحمراء.
مظهر الباندا الحمراء
قناع الوجه الناعم ذي اللون الكريمي تمويهًا رائعًا بين الطحلب الأحمر والأشنة البيضاء التي تغطي جذوع الأشجار في غابة الخيزران، ويوجد تحت كل عين مجموعة من الألوان تتنوع من البني الفاتح إلى الأحمر إلى الأسود، وتتجه الأرجل والبطن إلى اللون الأسود في تناقض صارخ مع الجسم الأحمر والذيل مكسو بالكامل ومربوط بشكل أو بآخر مع ظهور حلقات على بعض الأفراد أكثر من الآخرين، ويعطي معطف الباندا الأحمر القرفة المحشو أحيانًا باللون البرتقالي أو الأصفر.
موطن الباندا الحمراء
من المثير للدهشة أنّ أحافير الباندا الحمراء قد تم اكتشافها في أمريكا الشمالية، والتي يعود تاريخها إلى 5 ملايين سنة، واليوم ومع ذلك لا توجد الباندا الحمراء إلّا في مناطق جبلية صغيرة ومعزولة يزيد ارتفاعها عن 4000 قدم في الصين ونيبال والهند وبوتان وبورما، ومع ذيلها الكثيف لتحقيق التوازن -والذي يمكن أن يكون بطول جسمها- ومخالب للإمساك بها فإنّ الباندا الحمراء هي بالتأكيد تعيش في الأشجار البهلوانية، ويقضي معظم وقتهم في الأشجار، وتُستخدم الأشجار أيضًا كمنصة للحمامات الشمسية في أعالي مظلة الغابة وتمنح الباندا الحمراء طريقًا للهروب من الحيوانات المفترسة مثل النمور الثلجية والفتحات، وللنزول ينزل الباندا الأحمر رأسًا على عقب ويمسك الجذع بالمخالب الخلفية.
تعيش الباندا الحمراء في الغالب في غابات باردة ومعتدلة مع شجيرة تحت الأرض يهيمن عليها الخيزران السميك، كما إنّهم يفضلون الموائل التي بها الكثير من جذوع الأشجار المتساقطة وجذوع الأشجار والمياه العذبة، وفي جزء من الهند تعيش الباندا الحمراء في غابة استوائية، والمخالب مخصصة للتسلق بالطبع.
الباندا الحمراء وعادات الطعام
الباندا الحمراء لها أضراس قوية لمضغ الخيزران القاسي وهي في الغالب نباتية على الرغم من أنّها مصنفة على أنّها آكلة اللحوم، ولا يعتبر الخيزران مصدرًا غذائيًا رائعًا للطاقة ويصعب هضمه، وفي الواقع يهضم الباندا الأحمر حوالي 24 في المائة فقط من الخيزران الذي يأكلونه.
وتحتاج الباندا الحمراء إلى تناول 20 إلى 30 في المائة من وزن جسمها كل يوم أي حوالي 2 إلى 4 أرطال (1 إلى 2 كيلوغرام) من براعم وأوراق الخيزران، وفي إحدى الدراسات تبين أنّ أنثى الباندا الحمراء تأكل ما يقرب من 20000 ورقة من أوراق الخيزران في يوم واحد، ويأكل الباندا الأحمر في الغالب أوراق الخيزران والبراعم والجوز والزهور، حيث تؤكل سيقان الخيزران في الربيع ويتم الاستمتاع بالفاكهة في الصيف.
قد يأكلون أيضًا البيض والطيور الصغيرة والقوارض الصغيرة، وقد يشتمل موطن الباندا الحمراء على ما يصل إلى 40 نوعًا من الخيزران، ولكنها تختار فقط نوعًا أو اثنين من أكثر الأنواع المغذية لتناولها. بينما تعض الباندا العملاقة قطعًا كبيرة من سيقان وأوراق الخيزران في قضمة واحدة، وتقضم الباندا الحمراء بلطف ورقة واحدة منتقاة جيدًا في كل مرة، وتتكيف عضلات المضغ الكبيرة والقوية والأسنان المفلطحة لمضغ الخيزران، ومثل حيوانات الراكون تغمس الباندا الحمراء كفوفها في الماء عندما تحتاج إلى مشروب، ومثل الباندا العملاقة تمتلك الباندا الحمراء عظم الرسغ الذي يعمل مثل الإبهام الكاذب للمساعدة في الإمساك براعم الخيزران.
تواصل وإدراك الباندا الحمراء
على الرغم من الانفرادية إلى حد كبير إلّا أنّ الباندا الحمراء تتبادل المعلومات، وذلك باستخدام غدد الرائحة والإشارات المرئية بما في ذلك التحديق لأسفل مع تمايل الرأس ومجموعة متنوعة من المكالمات، ويستخدم الأطفال حديثو الولادة الذين يعانون من ضائقة صافرة عالية النبرة، والباندا الحمراء التي تشعر بالتهديد تصدر صوت نباح متذمر، ويستخدم البالغون التغريد عالي التردد والثغرات منخفضة التردد خلال موسم التكاثر، وتشمل الأصوات الأخرى الصرير والشخير والزفير المسموع.
تكاثر الباندا الحمراء والصغار
يبدأ موسم التكاثر من يناير حتى أبريل، وخلال هذا الوقت تتجمع الباندا الحمراء معًا في مجموعات صغيرة وقد يشارك الأشبال أو البالغون في لعبة اجتماعية تتضمن الرئة والمصارعة والعض، ومثل الباندا العملاقة تكون أنثى الباندا الحمراء خصبة لمدة يوم أو يومين فقط في السنة، وهناك فترة تأخر في الزرع عندما لا تنغرس البويضة الملقحة أو تتطور على الفور ربما لضمان ولادة الأشبال في الصيف عندما تكون فرصهم في البقاء على قيد الحياة أفضل، وقبل الولادة ببضعة أيام فقط تبدأ الأم الحامل في بناء عرين للولادة في شجرة مجوفة أو جذع أو شق صخري مبطنًا بأغصان وأوراق وعشب وطحلب وأغصان صغيرة.
يولد الصغار بفراء برتقالي كثيف ورمادي وأعينهم وآذانهم مغلقة بإحكام لذا فإنّ حماية العرين مهمة للغاية، وتحافظ الأم على صغارها في العرين وخلال الأيام السبعة إلى العشرة الأولى يكون نشاط الأشبال الوحيد هو التمريض، وتجذب الأشبال الجائعة انتباه أمي بصفارات عالية النبرة، ويبدأون عادة بفتح عيونهم وآذانهم في عمر 2 إلى 3 أسابيع والممرضة حتى عمر 13 إلى 22 أسبوعًا، ويتغير شعرهم الرمادي الغامق إلى اللون الأحمر في هذا الوقت، وتقوم أم الباندا الحمراء بإيواء صغارها في أجوف الأشجار وتنقلهم بانتظام إلى أوكار جديدة وتحمل صغارها في فمها.
بحلول الوقت الذي يبلغ عمر الأشبال 40 إلى 50 يومًا فإنّهم يستكشفون العرين والاستمالة واللعب بنشاط، ويبدأون في مضغ أغصان الخيزران التي تحضرها أمهم إلى العرين على الرغم من أنّهم لن يأكلوا الطعام الصلب بانتظام حتى يبلغوا أربعة أشهر من العمر، ويغامر الأشبال بالخروج من العرين عندما يبلغون من العمر ثلاثة أشهر، وبعمر خمسة أشهر يكاد يكونون بحجم أمهم، وينضجون في غضون 18 إلى 20 شهرًا وتطردهم أمهم بعيدًا في ذلك الوقت حتى تتمكن من الاستعداد لرفع القمامة التالية، ونادرا ما يساعد الذكور في تربية الصغار.
باطن قدمي الوليد -الشبل- عارية ولكن كشخص بالغ يتم تغطية القدمين بالشعر لمساعدة الباندا الحمراء على التسلق على الأغصان الرطبة والزلقة والسير على الصخور الجليدية أو الأرض المغطاة بالثلوج، ومع نمو الطفل يصبح ذيله القصير السمين حلقًا جميلًا وينمو ليصبح طول جسمه تقريبًا، ويساعد هذا الذيل الطويل الباندا الحمراء في الحفاظ على توازنها في الأشجار.
الحفاظ على الباندا الحمراء
ربما تكون أعداد الباندا الحمراء قد انخفضت بنسبة تصل إلى 40 في المائة على مدار الخمسين عامًا الماضية، واليوم ربما يبلغ عدد السكان البالغين حوالي 10000، والناس الذين يقومون بإزالة الغابات من أجل الزراعة والرعي وكذلك الصيد وتجارة الحيوانات الأليفة قد قللوا بشكل كبير من عدد الباندا الحمراء، ويقدر البعض أنّ 2500 من الباندا الحمراء البالغة لا تزال في موطنها الأصلي، ويتم اصطياد الباندا الحمراء للحصول على جلودها والتي تُصنع في أغطية رأس وقبعات من الفرو، وفي بعض الأحيان يتم صيد الباندا الحمراء في الأفخاخ المعدة للخنازير البرية والغزلان والتاكينز.