التكيسات الدهنية في القطط

إذا كانت القطة تنزعج بسبب كيس دهني أو إذا أصبحت كبيرة أو معرضة لخطر التمزق فيجب طلب المساعدة البيطرية لها، كما لا يجب أن يحاول أصحاب القطط أبدًا معالجة الكيس الدهني للقطة بمفرده؛ لأن ذلك قد يسبب استجابات التهابية ضارة في الأنسجة المحيطة؛ حيث يمكن أن تظهر التكيسات الدهنية في أي مكان على جسم القطة ولكن غالبًا ما تظهر على جذعها (الصدر والجانبين) أو الساقين، وعادةً ما تكون هذه الأكياس المملوءة بالسوائل حميدة؛ مما يعني أنها ليست سرطانية ولا تسبب الكثير من الانزعاج الجسدي للقطة.

التكيسات الدهنية في القطط

الأكياس هي فراغات مجوفة داخل الأنسجة تحتوي إما على مواد سائلة أو صلبة، وقد تتكون المحتويات من إفرازات جسدية طبيعية، على سبيل المثال، الزهم وهي مادة شمعية دهنية تفرزها الغدد الدهنية أو العرق أو منتجات غير طبيعية مثل الخلايا الميتة أو الكيراتين، وهناك عدة أنواع من الخراجات، بما في ذلك الأكياس الحقيقية والخراجات الجريبية والأكياس الدهنية والأكياس الجلدانية والخراجات الكاذبة، وتحتوي الأكياس الحقيقية على بطانة إفرازية (غشاء يبطن سطحه الداخلي وينتج إفرازات)، وغالبًا ما تتكون الخراجات الحقيقية في الغدد (مثل الغدد العرقية) نتيجة انسداد القنوات.

وقد تكون الإزالة الكاملة للبطانة أو تدميرها ضرورية لمنع تكرار الكيس الحقيقي والخراجات الحقيقية خاصة تلك التي تتكون في الغدد العرقية، كما أنها شائعة في الكلاب والقطط خاصةً على الجفون، أما التكيسات الجرابية هي بصيلات شعر متوسعة تحتوي على سائل أو مادة جبنية داكنة اللون، وتُعرف الأكياس الجريبية أيضًا باسم التكيسات البشروية، كما ترتبط المسام المتوسعة والكوميدونات (الرؤوس السوداء) بالكيسات الجرابية ولكن لها فتحات أوسع من المعتاد على سطح الجلد، والأكياس الجرابية شائعة في الكلاب ولكنها غير معتادة في القطط، باستثناء “حب الشباب في القطط” على الذقن.

تمتلئ الأكياس الدهنية بالدهون وتتطور داخل وحول الغدد الدهنية المرتبطة ببصيلات الشعر، وهذه الأكياس أيضًا عرضة للعدوى البكتيرية الثانوية، والتكيسات الجلدانية عبارة عن تكيسات خلقية معقدة تتكون قبل الولادة بفترة طويلة، وتكون الخراجات الجلدانية نادرة، كما أنّ الخراجات الكاذبة هي هياكل مملوءة بالسوائل لا تحتوي على بطانة إفرازية، وقد تتكون الخراجات الكاذبة عن طريق النزيف أو الصدمة التي تؤدي إلى موت الأنسجة، كما يتطور السائل الموجود بداخلها عندما يسيل النسيج الميت.

غالبًا ما تظهر أكياس الغدد العرقية (أو الحقيقية) على شكل عقيدات أو حويصلات؛ فهي شفافة قليلاً وزرقاء أو داكنة اللون وقد تتسبب في تساقط الشعر المحيط، كما تمتلئ بالسوائل التي تنتجها الغدد العرقية وقد تفرز مادة صفراء، كما قد يكون هناك الكثير منهم خاصةً حول العينين والأذنين، كما تظهر الأكياس الدهنية على شكل نتوء منفرد مرتفع قد يبدو أبيض أو أزرق قليلاً في اللون، وإذا انفجرت فسوف تفرز إفرازات بيضاء رمادية أو بنية أو شبيهة بالجبن القريش، وتتطور هذه الأكياس عادةً على الرأس أو الرقبة أو الجذع أو الجزء العلوي من الساقين.

أعراض التكيسات الدهنية في القطط

تظهر الأكياس الدهنية على شكل نتوءات مرتفعة وتكون ناعمة الملمس، وفي بعض الحالات يمكن أن تستمر الأكياس الدهنية في النمو حتى تتمزق، وعند حدوث ذلك قد تحدث عدوى وستحتاج القطة إلى علاج إضافي، كما قد تبدأ التكيسات الدهنية في شكل أجزاء صغيرة مرتفعة من جلد القطة، وقد يكون من الصعب اكتشاف هذه النتوءات في المراحل المبكرة لأن الفراء الكثيف للقطة يمكن أن يخفي مظهرها، ومع نموها تصبح الأكياس أكثر وضوحًا وقد تظهر علامات إضافية، فقد تشمل أعراض التكيسات الدهنية ما يلي:

• نتوءات بارزة مملوءة بالسوائل على جلد القطة.

• نتوءات ممزقة.

• خدش أو حكة مفرطة في المنطقة.

أسباب ظهور الكيسات الدهنية في القطط

التكيسات الدهنية في القطة هي أكياس مملوءة بالسوائل حميدة وغير ضارة وغير سرطانية، وتحدث هذه الأكياس عندما تتلف بصيلات الشعر أو تنسد في جلد القطة، وعندما يحدث هذا يتسبب الجهاز المناعي للقطة في عزل الأنسجة المحيطة عن الضر؛ مما يخلق جيبًا صغيرًا يمتلئ ببطء بمادة صفراء تسمى الكيراتين وهي مادة شائعة في الأظافر والفراء، كما يمتلئ الكيس بالسوائل بشكل متزايد بمرور الوقت، وفي بعض القطط يتسبب حشو الكيس في توقف الكيس عن النمو، وفي الحيوانات الأخرى سيستمر الكيس في النمو حتى يتمزق وتسرب السوائل.

كيفية تشخيص الكيسات الدهنية في القطط

سيشمل تشخيص التكيسات الدهنية في القطط فحصًا جسديًا شاملاً في عيادة الطبيب البيطري؛ حيث سيقوم الطبيب البيطري بفحص جلد القطة بدقة متناهية، وفحص الحجم التقريبي وموقع أي نتوءات أو أجزاء مرتفعة من الجلد، وغالبًا ما تحدث التكيسات الدهنية في مضاعفات، وسيساعد الحجم والعدد الطبيب البيطري في تحديد طريقة العلاج المناسبة، كما يجب تزويد الطبيب البيطري بجدول زمني تقريبي لظهور التكيسات إلى جانب أي تغييرات أو نمو ملحوظ؛ حيث سيساعد هذا أيضًا في تحديد مدى قوة العلاج الذي يجب أن يكون عليه الكيس الدهني.

ونظرًا لأن التكيسات الدهنية لها مظهر مشابه لبعض الأورام السرطانية، فمن المرجح أن يقوم الطبيب البيطري بأخذ عينة من كيس القطة للتأكد من أنها حميدة وليست حالة أكثر خطورة، وعادةً ما يتم ذلك باستخدام إجراء يسمى شفط الإبرة الدقيقة والخزعة، وفي هذا الإجراء لن تحتاج القطة إلى التخدير؛ حيث سيقوم الطبيب البيطري بإدخال إبرة معقمة في الكيس الدهني في القطة وسيجمع كمية صغيرة من السوائل والأنسجة لإرسالها إلى المختبر، وسيقوم الطبيب البيطري بذلك بشكل فردي مع كل كيس.

كيفية علاج الكيسات الدهنية في القطط

يمكن أن يتخذ علاج التكيسات الدهنية عدة أشكال، من العلاج التحفظي إلى التدبير العدواني، وفي العديد من القطط لن تؤثر الأكياس الدهنية عليها ولن يكون هناك أي إزعاج أو تدخل في حياتها اليومية، وفي هذه الحالات حيث تظل الأكياس بنفس الحجم قد ينصح الطبيب البيطري بترك الكيس سليمًا وفي مكانه طالما أنه لا يسبب إزعاجًا للقطة، وهذا ينطبق بشكل خاص على الحيوانات غير الودية ويصعب علاجها في عيادة الطبيب البيطري أو التي قد يكون لها ظروف صحية معقدة تجعلها مرشحة سيئة للعلاج الجراحي.

وفي بعض الحالات التي تستمر فيها الأكياس في التكرار والنمو، ستتطلب هذه الأكياس جراحة أكثر تعقيدًا من أجل إزالة الجريب وجدار الكيس تمامًا، وهنا سوف تحتاج القطة إلى التخدير الكامل وسيتم استخدام الغرز لشد الجلد معًا فوق المنطقة المفقودة التي تم استئصالها.

الشفاء من التكيسات الدهنية في القطط

لدى القطة تشخيص ممتاز للشفاء بعد إزالة الأكياس الدهنية، وفي حين أن المتابعة الجراحية ستكون ضرورية في بعض الأحيان إلا أنّ التصريف أو الإزالة للتكيسات لن تؤثر على صحة القطط على المدى الطويل، كما يجب العمل مع الطبيب البيطري لمناقشة التدابير الوقائية للكيسات مثل مكملات السلمون أو الزيوت الصحية الأخرى والتنظيف المنتظم بالفرشاة لدعم صحة البصيلات.