الحروق الكيميائية في القطط

اقرأ في هذا المقال


يجب التعامل مع الحروق الكيميائية على أنها حالة طارئة تتطلب اهتمامًا بيطريًا فوريًا؛ حيث أنها إذا تركت دون علاج يمكن أن تبدأ المواد الكيميائية في التهام لحم القطة، كما يجب البدء في إزالة المادة الكيميائية وغسلها عن القطة في المنزل بواسطة استخدام محلول قلوي من بيكربونات الصودا والماء لمدة 20 دقيقة قبل عرض القطة على الطبيب البيطري، كما تصاب القطط بالحروق الكيماوي عندما تتلامس مع مادة كيميائية سامة مثل الأسمدة أو منتج التنظيف المنزلي أو المبيدات الحشرية، كما قد تبتلع القطط المادة الكيميائية أثناء محاولتها لعقها عن جلدها؛ ونظرًا لإن القطط تمتلك عادات غذائية خاصة فإنها لا تتناول هذه المواد بإرادتها.

 الحروق الكيميائية في القطط

الحروق الكيميائية ليست شائعة مثل الحروق الحرارية، ويعود سبب الحرق الكيميائي النموذجي إلى ابتلاع القطة لها أو لعق مادة كيميائية كاوية أو مسببة للتآكل مثل المبيضات أو المطهرات، وعادةً ما يتم عزل الحروق في اللسانوالمريء العلوي، وقد لا تظهر الحروق الكيميائية الفموية على الفور، وقد يستغرق الأمر عدة ساعات قبل ملاحظة مشكلة، وعند إصابة القط بالحروق الكيميائية فإنها لا ترغب في الأكل، كما تعاني من تورم اللسان وسيلان اللعاب والبلع المفرط والخدش في الفم، ويعتمد التشخيص لهذه الحالة على التغيرات المميزة على سطح اللسان والاشتباه الشديد في الحرق الكيميائي الفموي.

كما لا توجد اختبارات دم محددة أو تشخيصات أخرى لتشخيص الحروق الكيميائية، على الرغم من أنه في الحالات الشديدة قد يلزم التخدير والتنظير لتحديد مدى الحرق الكيميائي، وعادةً ما تسبب الحروق الكيميائية على سطح اللسان تبييض أنسجة الجلد السطحية، وقد تصبح حواف اللسان حمراء، ويتقشر السطح الأبيض في النهاية ويكون سطح اللسان خامًا والأنسجة المكشوفة مرئية، كما يتم استخدام المنظار الداخلي وهو عبارة عن أنبوب مرن رفيع يمكن إدخاله من خلال الفم إلى المريء والمعدة؛ حيث يمكن أن يساعد المنظار الداخلي في تصور الأسطح الداخلية للمريء والمعدة دون الحاجة إلى جراحة، ويمكن تحديد مدى الحرق والمساعدة في تحديد العلاج المناسب.

يعتمد علاج الحروق الكيميائية على مدى إصابة الفم والمريء والمعدة، وفي البداية يمكن أن يساعد شطف الفم بكميات كبيرة من الماء في الحد من الضرر، وفي كثير من الأحيان بحلول الوقت الذي يتم فيه إحضار القط إلى الطبيب البيطري يكون الضرر قد حدث بالفعل، وعادةً ما تلتئم معظم حروق الفم الكيميائية في غضون أسبوع إلى أسبوعين.

أعراض الحروق الكيميائية في القطط

قد تكون الرائحة الكيميائية التي تفوح من القط هي إحدى أولى علامات الحرق الكيميائي، وقد تختلف الأعراض حسب المادة الكيميائية التي تسببت في الحرق، كما يكون هناك دليل فوري على هذه الحروق الكيميائية إذا أصيبت بها االقطة في الوجه أو العينين أو الرأس، وعند إصابة القطة بالحروق الكيميائية يجب غسلها من المادة الكيميائية ثم عرضها على الطبيب البيطري فورًا، كما لا يجب السماح للقطة بالاستمرار في لعق المنطقة المصابة لأن هذا قد يصيبها بمرض خطير، وتشمل أعراض الحروق الكيميائية ما يلي:

  • رائحة كيميائية على القطة.
  • احمرار الجلد وتورمه أو ظهور تقرحات.
  • تجعد الجلد.
  • زيادة التبول أو التبرز.
  • اللعق المفرط في موقع الحرق.
  • علامات الألم مثل التبويض.
  • صعوبة في فتح العيون.
  • الصدمة.

أسباب الحروق الكيميائية في القطط

السبب الرئيسي للحروق الكيميائية في القطط هو ملامستها لمادة كيميائية خطيرة، وعلى الرغم من أن القطط حذرة مما تأكله إلا أنها حيوانات فضولية وقد يؤدي ذلك إلى تناول مادة كيميائية ضارة عن طريق الخطأ.

كيفية تشخيص الحروق الكيميائية في القطط

قبل الذهاب للطبيب البيطري هناك بعض الخطوات الأولية التي يجب اتخاذها لمنع الحرق من التفاقم، كما يجب الاتصال بالطبيب البيطري في أقرب وقت ممكن لإخباره بما حدث، وإذا كانت المادة الكيميائية التي تسببت في الحرق معروفة فيجب التأكد من قراءة الملصق للتحقق مما إذا كان هناك ترياق أم لا، وعند غسل المادة الكيميائية بعيدًا يجب ارتداء قفازات صحية لتجنب التعرض للمادة الكيميائية، وإذا دخلت المادة الكيميائية في العين مباشرةً فيجب فصل الجفون عن بعضهما وغسلهما بالماء الفاتر، وإذا ابتلعت القطة المادة الكيميائية يجب غسل فمها، وتجفيف القطة تمامًا ولفها في بطانية ثم نقلها للطبيب البيطري.

سيكون الطبيب البيطري قادرًا على إجراء تشخيص بناءً على الأعراض والحروق، ويجب التأكد من إبلاغ الطبيب البيطري بمدة أعراض القطة، وكذلك المواد الكيميائية التي لامستها إذا أمكن، كما سيتمكن الطبيب البيطري من التأكد من أن القطة لم تتعرض للتسمم داخليًا من خلال فحص الدم.

كيفية علاج الحروق الكيمائية في القطط

سيبدأ العلاج على الفور؛ حيث تعتمد طريقة العلاج على نوع المادة الكيميائية وشدة الحرق وموقعه، وقد يحتاج الطبيب البيطري إلى حلق الفراء للوصول بشكل أفضل إلى الحرق لتنظيفه، وقد يتم استخدام  مرهم مضاد حيوي للحروق القوية، ومع ذلك قد لا يتم استخدام أي علاجات بالنسبة لبعض الحروق الخفيفة؛ لأن القطط تقوم بتنظيف نفسها بانتظام وستقوم بلعق المراهم، وإذا كان الحرق شديدًا يمكن وصف المضادات الحيوية وأدوية تسكين الألم، وإذا تم حرق العين أو الفم فقد تكون هناك حاجة لعملية جراحية أو علاج غذائي داعم، كما سيكون الطبيب البيطري قادرًا على تقديم النصح بناءً على حالة القطة الخاصة.

الشفاء من الحروق الكيميائية في القطط

يعتمد التعافي والتشخيص على شدة الحرق، كما أنّ القاعدة العامة للحروق هي أن تلك الحروق التي تنطوي على أقل من ثلث جسم القطة من المرجح أن تتعافى بشكل جيد، ولكن يجب دائمًا إتباع تعليمات الطبيب البيطري بعد العلاج بعناية، وإذا كانت القطة قد خضعت لعملية جراحية فلا يجب السماح لها بتهييج موقع الجراحة، كما يجب إعطاء أي أدوية وخاصةً المضادات الحيوية طوال فترة العلاج الكاملة حتى إذا بدأت الأعراض في التحسن، ولا يجب استخدام أي مراهم أو أدوية تُصرف دون وصفة طبية لأنها قد تؤدي إلى تفاقم الحالة، كما ستحتاج القطة إلى ممارسة الإجراءات الوقائية لتجنب حدوث حروق كيميائية أخرى.

وقد يتطلب العلاج الحد من نشاط القطة في الهواء الطلق عند عدم معرفة سبب الحرق، كما يجب الاحتفاظ دائمًا بجميع منتجات التنظيف المنزلية بعيدًا عن متناول القطة، وتنظيف أي مواد كيميائية مسكوبة على الفور، واعتمادًا على شدة الحرق وما إذا كانت القطة قد خضعت لعملية جراحية أم لا قد يحدد الطبيب البيطري مواعيد متابعة حسب الحاجة لتقييم تقدم  حاجة القطة.


شارك المقالة: