اقرأ في هذا المقال
ما هي الديدان الأسطوانية؟
تعرف الديدان الخيطية أيضاً بالديدان الأسطوانية وهي إحدى الشعب الكبيرة في المملكة الحيوانية وتشمل ديداناً أسطوانية يمكنها أن تعيش في أيّ مكان متاح للحياة الحيوانية، وغالبيتها العظمى حرة المعيشة على اليابسة وفي المياه العذبة والبحرية، وكذلك المواد العضوية المتحللة، وعلى قمم الجبال حتى أعماق البحار وقد يحتوي الرمل أو طين قاع البحرعلى ملايين من هذه الكائنات وقد يحتوي التربة الجيدة على ملايين من الديدان الخيطية.
ومن الخيطيات أنواع متطفلة على النبات والحيوان وقد تؤدي إلى خسائر فادحة، وقد وجد أن نوعاً منها يعيش في الخل الذي يوجد في الرواسب غير المبسترة من الخل، وثمة أنواع تعيش حتى في البترول الخام. والخيطيات قد لا تسدعي الانتباه نظراً لصغر حجمها، فالأنواع التي تتطفل غلى النبات قد تصل إلى أقل من مليمتر في الطول والكثير منها مجهري (لا يرى بالعين المجردة)، وإن كانت بعض الأنواع البحرية تصل إلى 5 سم في الطول. ومع ذلك، يبلغ طول بعض الأنواع المتطفلة إلى متر أو أكثر ويحتوي جسم الإنسان على ما يزيد عن 50 نوعاً متطفلاً ويتراوح طولها من مليمترات إلى حوالي المتر؛ فمنها الدودة الخطافية، إنكلستوما، الفيلاريا، والترايكينا. وللخيطيات قدرة خارقة على تحمل الظروف البيئية القاسية، حتى أن الكثير منها يمكنه أن يمر في طور سكون لفترة طويلة حيث تنخفض كل عمليات الأيض انخفاضا كبيراً.
أهم صفات الديدان الأسطوانية:
- ديدان أسطوانية غير مقسمة والجسم طويل ويتميز بالتماثل الجانبي.
- يغطي الجسم طبقة سميكة من الكيوتين الذي يتكون من السكليرويروتين، وقد تكون ملساء أو خشنة وهي قابلة للانثناء ولكن غير مرنة تمنع الدودة من تغير طولها أو سمكها.
- العضلات جيدة التكوين ومكونة من ألياف طولية.
- عدد الخلايا أو الأنوية المكونة للأعضاء المختلفة للجسم ثابت إلى حد كبير، ويعتبر هذا العدد الذي يميز نوعاً عن آخر.
- لا توجد فجوة سياومية حقيقية ولكن التجويف الجسم سيلوم كاذب يتكون بالتحام الفجوات الكبيرة لخلايا خاصة تشغل الفراغ بين الأمعاء وجدار الجسم.
- يتكون الجهاز الإخراجي من عدد محدود من الخلايا يطلق عليها الخلايا الغذية الرينتية، والتي تستطيل إلى أنبوبتين طوليتين مقفلتين ينتهيان عند الطرف الخلفي، ويتصلان عند الطرف الأمامي بأنبوبة مستعرضة تفتح بثقب إخراجي خلف الفم.
- يتركب الجهاز العصبي من حلقة حول مريئية يخرج منها ستة أفرع قصيرة أمامية، وستة حبال طولية تتجه نحو الخلف.
- غالباً ماتكون ثنائية المسكن حيث تكون الأجناس منفصلة، ونادراً ما تكون خناث والأعضاء التناسلية تكون عادة خيطية الشكل ويحاط البيض بغلاف واقي ومقاوم.
- تاريخ الحياة يكون مباشر ألا في حالات قليلة، حيث تكون دورة الحياة معقدة والتفلج فسيفائي.
التركيب العام للديدان الأسطوانية:
1- جدار الجسم:
يغطي الجسم جُليد سميك معقد التركيب يقاوم العصارات المعدية في الديدان الخيطية المتطفلة، وهو منفذ للماء والأملاح رغم أنه مغطى من الخارج بطبقة ليبيدية ويفرز الجُليد بشرة تحتية، والجُليد قابل للانثناء ويتكون من بروتين كولاجين وليس من مادة الكيتين، وقد يكون الجُليد أملس أو يظهر على أشكال حلقية دقيقة أو خطوط طولية وغيرها من الأشكال أما تحت البشرة فهي عادة خلوية وحيدة أو ثنائية النواة، ولكن قد تكون على شكل مدمج خلوي. وعادة تبرز في السيلوم الكاذب على هيئة أربعة خطوط طولية تحت البشرة عند منتصف السطحين الظهري والبطني وخطين جانبيين؛ ولذلك تظهر تحت البشرة على هيئة أربعة خطوط وهي خط بطني وخط ظهري وخطان جانبيان، وعادة لا توجد أهداب سواء في الخارج أو الداخل.
ويلي تحت البشرة طبقة عضلية بدائية من خلايا عضلية طلائية تفصلها الأربعة خطوط الطولية إلى أربعة أرباع، وتتركب كل خلية من جزء محيطي عضلي يتكون من ألياف طولية مخططة مائلة كما في العضلات الهيكلية للفقاريات؛ حيث تتكون من جزء ليفي منقبض مخطط بشرائط الأكتين والميوسين، وجزء ساركوبلازمي غير منقبض. أما الجزء الداخلي للخلية الطلائية العضلية فيحتوي على النواة، ويعتبر المخزن الرئيسي للجيليكوجين في الدودة ويمتد منه نتوء طويل رفيع فجوي هو ذارع العضلة وهو سركوبلازمي إلى الحبال الظهرية والبطنية، وذلك لتزويدها بالأعصاب بدلاً من وجود نتوء عصبي يتصل بجسم الخلية العضلية ولا توجد طبقة عضلات دائرية على الإطلاق ممّا يحدّ من حركة الدودة.
2- السيلوم الكاذب:
وهو التجويف الذي يحيط بالأحشاء ويوجد بين الطبقة الطلائية العضلية والأحشاء الداخلية، والسيلوم الكاذب غير مبطن من الخارج أو الداخل بخلايا الميزودرم وهو مملوء بسائل غني بالبروتينات ونسيج ليفي، ويحتوي على عدد قليل من الخلايا العملاقة المثبتة وذات الفجوات الكبيرة والتي يطلق عليها الخلايا السيلومية الكاذبة، وتستند هذه الخلايا إما على جدار الجسم أو الأعضاء الداخلية ومن المحتمل أن يكون لها وظيفة إخراجية وأيضية، وفي الخيطيات الطفيلية توجد عادة خلية سيلومية كاذبة واحدة ذات أفرع عديدة وتقع فوق المريء. ومع ذلك، توجد أربعة خلايا تتصل بالخطوط الجانبية في أنواع الإسكارس، كما تلعب الخلايا السيلومية الكاذبة دوراً مهما في توزيع الغذاء المهضوم وجمع الفضلات الناتجة وعلى وجه الخصوص ولا يوجد في السيلوميات الكاذبة جهاز دوري أو تنفسي.
ومن الملاحظ أن ضغط السوائل في السيلوم الكاذب للديدان الخيطية يكون أعلى ممّا يوجد في كل الأنواع الحيوانية الأخرى ذات الهيكل الهيدروستاتيكية، ولكن لها أيضاً مجموعات عضلية متضادة وعلاوة على ذلك فالسائل الموجود داخل السيلوم الكاذب إضافة لوجود جُليد سميك قابل للانثناء يمكن أن يكون هيكلاً هيدروستاتيكياً ومثل هذا الهيكل الذي يوجد في العديد من اللافقاريات، يوفر الدعامة بنقل قوة انقباض العضلات إلى السائل المحصورغير قابل للضغط.
3- الجهاز الهضمي والتغذية:
تتكون القناة الهضمية من معي أمامي وخلفي مبطن من الداخل بواسة الجُليد، وتتكون من انغماد لجدار الجسم للداخل لذلك فتكون طلائيتها إكتودرمية الأصل، أما المعي المتوسط فهو إندودرمي الأصل وخلايا المعي المتوسط ليست غذية أو هاضمة، ولكنها تمتص الغذاء والفك يكون طرفي ما عدا في أحوال نادرة، ويحاط بست شفاة أو أقل كما في الأنواع المتطفلة، وقد تختفي الشفاة تماماً أو يستعاض عنها بتاج شعاعي، ويؤدي الفم إلى محفظة فمية تؤدي إلى المريء عادة يطلق علية البلعوم.
صفات المحفظة الفمية والمريء لها أهمية تصنيفية وقد تكون مقسمة إلى جزئين أو ثلاثة ويؤدي المريء إلى المعي المتوسط وهو أنبوب مستقيم بسيط مبطن بخلايا عمادية بسيطة ومزود بصمام عند كل طرف وقد تحتوي الخلايا المعوية غلى نواة واحدة أو اثنتين أو ثلاثة، وتحمل على حافتها، خملات دقيقة وقد يمتد من أول المعي أعوران يؤديان إلى المريء وقد يوجد كلا الأعورين المريئي والمعوي، وفتحتة الشرج غير طرفية عادة وتدفع المواد الغذائية في الأمعاء إلى الخلف بحركات الجسم، ويضغط الطعام الإضافي التي يمر من الأمعاء إلى الخلف بحركات الجسم، كما يضغط الطعام الإضافي التي يمر من الأمعاء إلى البلعوم ويتم التبرز بالعضلات التي تجذب الشرج وتفتحه وتنشأ قوة طاردة من الضغط السيلوم الكاذب.
إن الكثير من الديدان الخيطية الحرة المعيشة منها آكلات اللحوم تتغذى على غيرها من الحيونات الصغيرة، أما الخيطيات البحرية فتتغذى على الطحالب والدياتومات، وأن عدداً كبيراً من الأنواع التي تعيش على اليابسة وتتطفل على النباتات تثقب الخلايا والجذور وتمتص محتوياتها والبعض الآخر يعيش على المواد العضوية المتحللة، أما الخيطيات المتطفلة مثل الإسكارس وغيرها فتمتص غذاءها وهو مهضوم جزئياً بمساعدة البلعوم العضلي جيد التكوين والبلعوم في الإسكارس مزود بثلاث غدد لعابية ويتم الهضم خارج الخلايا ويمتص الغذاء المهضوم خلال الجدار المعوي ثم يوزع على باقي الأعضاء والأنسجة عن طريق السيلوم الكاذب.