الديدان السوطية في القطط

اقرأ في هذا المقال


الدودة السوطية هي طفيلي يبلغ طوله (45-75) مم ولها مؤخرة سميكة وخلفية رفيعة تشبه السوط، وعلى الرغم من أن الغالبية يشير إلى هذه الديدان على أنها ديدان سوطية إلا أن هناك أكثر من نوع واحد من الديدان السوطية ويجب تحديدها باسم (Trichuris trichiura) وهي الدودة السوطية للقطط، ونظرًا لأن الدودة السوطية تحفر نفسها في الجزء المخاطي من الأمعاء فإن جهاز المناعة في الجسم يتفاعل ويؤدي إلى التهاب الأمعاء؛ مما يتسبب في فقدان القطط لجزء كبير من قدرتها على امتصاص العناصر الغذائية، ونظرًا لتعرض الأمعاء للخطر يمتص الجسم جزءًا فقط من الطعام الذي تتناوله القطة وستبدأ في فقدان الوزن ونصبح خاملة.

الديدان السوطية في القطط

تحصل الديدان السوطية المعروفة باسم عدوى (Trichuris Serrata) على اسمها من حقيقة أنها تتشكل حرفيًا تمامًا مثل سوط صغير، وتعد عدوى الدودة السوطية أكثر شيوعًا في الكلاب أكثر من القطط ولكن لا يزال من الضروري أخذها على محمل الجد في القطط، ويمكن أن تصاب القطط بالعدوى عن طريق تناول أي شيء ملوث ببيض أو يرقات الدودة السوطية، كما يمكن أن تعيش الديدان السوطية في التربة والغذاء والماء في أي مكان من بضعة أشهر إلى بضع سنوات، ويمكن العثور على بيضها في البراز ولحوم الحيوانات أيضًا.

وبمجرد البلع يشق البيض طريقه إلى أمعاء القط حيث يستغرق ثلاثة أشهر حتى يفقس، وهناك في الأنسجة الرخوة تتغذى الديدان السوطية على العناصر الغذائية من طعام القطة المهضوم بالفعل، وسرعان ما يصبح الجهاز المناعي للقطة ضعيفًا للغاية وتلتهب أمعائها، ومع امتصاص الدودة السوطية للكثير من العناصر الغذائية ستبدأ القطة في فقدان الوزن وتصبح فاترة وتمرض، وكما هو الحال مع العديد من الطفيليات لن تظهر أي أعراض واضحة على العديد من القطط حتى تبدأ الديدان في التكاثر وتسبب الخسائر، وعلى الرغم من عدم وجود أدوية معتمدة خصيصًا للديدان السوطية يمكن للطبيب البيطري أن يزود بأدوية التخلص من الديدان التي أثبتت فعاليتها في علاج الديدان السوطية.

تعمل أدوية التخلص من الديدان عن طريق شل الديدان السوطية بحيث تطلق قبضتها على أمعاء القطة ويمكن أن تنتقل عبر البراز، ونظرًا لأن الديدان السوطية تضع الكثير من البيض وتقضي وقتًا طويلاً داخل جسم القطة، فقد تستغرق عملية العلاج عدة أشهر؛ لذلك يجب التأكد من متابعة خطة التخلص من الديدان بالكامل حتى يتم التمكن من إزالة هذا الطفيلي الخطير جدًا للأبد، وقد يصف الطبيب البيطري أيضًا الأدوية المضادة للالتهابات خلال هذا الوقت لتخفيف أي من آلام المعدة المستمرة للقطة، أو الرعاية الوريدية إذا أصيب القطة بالجفاف الشديد أو فقر الدم نتيجة الديدان السوطية.

أعراض الإصابة بالديدان السوطية في القطط

الدودة السوطية هي نوع من الطفيليات؛ مما يعني أن الدودة يجب أن يكون لها مضيف للبقاء على قيد الحياة في شكلها البالغ؛ حيث يتواجد بيض الدودة السوطية في البيئة وتبقى دون أن تفقس حتى يتم ابتلاعها، ويمكن أن تصيب القطة التي تشرب الماء أو تلعق التربة من أقدامها أو تستهلك المواد الغذائية نفسها ببيض الدودة السوطية؛ حيث يهبط البيض في الأمعاء الدقيقة حيث يفقس في اليرقات ويشق طريقه إلى الأمعاء الغليظة، ومن ثم داخل الأمعاء الغليظة تحفر يرقات الدودة السوطية نهايتها الأمامية في الغشاء المخاطي لقولون القط، ومن هنا سوف تتغذى الدودة الطفيلية وتنضج لتصبح ديدان سوطية بالغة.

لن تظهر الإصابة الخفيفة بالديدان السوطية في القطط أي علامات أو أعراض واضحة، ولكن مع تكاثر الديدان يبدأ عبء هذه الطفيليات في التأثير على جسم القطط؛ مما يتسبب في الأعراض التالية:

  • الإسهال.
  • فقدان الوزن.
  • متلازمة الأمعاء الالتهابية.
  • الجفاف.
  • في الحالات الشديدة؛ يظهر دم أحمر لامع في البراز وفقر دم.

أسباب الإصابة بالديدان السوطية في القطط

تحدث الدودة السوطية في القطط عن طريق تناول الماء أو الطعام أو اللحم (الفئران، الطيور، إلخ) الملوث بالديدان السوطية البالغة أو يرقات الدودة السوطية أو البيض، ولفهم كيفية إصابة القطة بالديدان السوطية يجب على الفرد فهم دورة حياة وطبيعة هذه الديدان الطفيلية؛ حيث تلتصق الديدان السوطية بالطبقة المخاطية من القولون للقط وتتغذى وتضع البيض، ويتم تمرير هذه البويضات ذات القشرة السميكة والمقاومة للطقس عبر البراز وتدخل التربة وتنشط لتنتشر في غضون أسبوع إلى أسبوعين.

وإذا كانت القطة تشرب الماء من مصدر خارجي أو حتى تلعق أقدامها بعد أن تكون بالخارج فيمكنها التقاط واحدة من 2000 بيضة دودة سوطية يمكن أن تضعها الأنثى في يوم واحد، ويمكن للقطط أيضًا أن تصيب نفسها بالديدان السوطية عند استهلاكها للحيوانات الفريسة مثل القوارض والطيور والفرائس الأخرى الجذابة.

كيفية تشخيص الديدان السوطية في القطط

إذا لوحظ أن القطة تفقد الوزن بينما لا تزال تحافظ على عادات الأكل نفسها أو تعاني من براز رخو ودموي فقد حان الوقت لتحديد موعد مع الطبيب البيطري لأن ذلك قد يشير إلى الإصابة بالديدان السوطية، ومن المحتمل أن يطلب الطبيب البيطري عينة براز من القطة لتشخيص الطفيل، كما سيكون البيض ذو القشرة السميكة على شكل كرة القدم التي تنتقل عادةً إلى البيئة عن طريق الديدان السوطية موجودًا في القطة المصابة ويمكن التعرف عليه تحت المجهر، ومن أجل عرض البيض سيحتاج الطبيب البيطري أولاً إلى فصل البيض عن البراز من خلال استخدام جهاز طرد مركزي وماء مخفف.

وبعد إزالة العينة من جهاز الطرد المركزي توضع شريحة مجهرية أعلى القارورة وترتفع البويضات إلى الأعلى وتلتصق بالشريحة، ثم يتم بعد ذلك إزالة الشريحة ويمكن وضعها تحت المجهر لإكمال اختبار التعويم البرازي.

كيفية علاج الديدان السوطية فى القطط

يتم علاج الإصابة بالديدان السوطية في القطط بشكل عام في العيادات الخارجية؛ حيث أن دواء الديدان السوطية سهل بشكل عام، وقد يصف الطبيب البيطري أيًا من العوامل المضادة للطفيليات للقضاء على الديدان السوطية في القطة؛ مثل ميبيندازول، فيبانتل، برازيكوانتيل، بيرانتيل باموات أو فينبيندازول، وقد تتلقى القطط المصابة بالجفاف أو القطط المصابة بفقر الدم أيضًا رعاية في الوريد لعكس آثار الإصابة بالديدان السوطية، كما يتم وصف الأدوية المضادة للالتهابات بشكل شائع للتخفيف من تهيج الجزء الداخلي من الأمعاء الغليظة والدقيقة.

الشفاء من الديدان السوطية في القطط

كما هو الحال مع أي علاج موصوف طبيًا، من المهم أن تكمل القطة دورة العلاج الكاملة، ويمكن ملاحظة التحسن في أقل من سبعة أيام في الحالات غير الشديدة ويمكن توقع الشفاء التام، كما أنّ الدواء المضاد للطفيليات سيقضي على الديدان وستمررها القطة خلال التغوط؛ لذلك من الضروري الحفاظ على البيئة نظيفة؛ حيث يجب تنظيف وعاء فضلات القطة يوميًا وغسل الفراش، كما يجب التأكد من ارتداء القفازات أثناء عملية التنظيف؛ حيث إن الإصابة البشرية أمر محتمل، كما يُنصح بعزل القطط لمنعها من إصابة الحيوانات الأليفة الأخرى أثناء العلاج.


شارك المقالة: