الذئب الأحمر وصغاره

اقرأ في هذا المقال


الذئب الأحمر (Red Wolf) الذي يحمل الاسم العملي (Canis lupus rufus) أو (Canis rufus) وهو أكثر أنواع الكلابالمهددة بالانقراض في العالم وواحد من أندر الثدييات، كما إنّه ابن عم أصغر وأرق للذئب الرمادي وسُمي بسبب لون معطفه المائل إلى الحمرة، بينما في الحجم المادي يقع بين ذئب البراري والذئب الرمادي، وأنواع الذئاب هي موطنها الأصلي في جنوب شرق الولايات المتحدة على الرغم من أنّ موطنها امتد من تكساس في الغرب نزولاً إلى فلوريدا وصولاً إلى الغرب الأوسط، وتسرد خدمة الأسماك والحياة البرية الأمريكية أنّ الذئب الأحمر باعتباره من الأنواع المهددة بالانقراض التي تتمتع بوضع محمي في الدرجة الأولى بموجب قانون الأنواع المهددة بالانقراض لعام 1973.

مظهر الذئب الأحمر

يقع حجم الذئب الأحمر بين ذئب البراراي والذئب الرمادي أو نفس حجم الذئاب الرمادية الصغيرة، ويرتبط ارتباطًا وثيقًا بالذئب الشرقي في شرق كندا، ويتكون الجانبان والرأس من مزيج من الألوان البني الفاتح والرمادي الفاتح والأحمر الصدئ، في حين أنّ الصدر والساقين أحمر أو بني داكن وأبيض كريمي، وهناك علامات ضوئية حول الشفتين والعينين وبعض الأسود على ظهره، وله ذيل كثيف أسود الرؤوس، وخلال الخريف ينمو معطفًا أطول يتساقط من أجل معطف أخف في الربيع.

هذه الذئاب لها كمامة أقصر وأوسع من ذئاب القيوط وعيون أكثر تقريبًا، وعلى عكس أنواع الكلاب الأخرى يمتلك الذئب الأحمر مخيخًا يشبه إلى حد بعيد ثعالب جنس (Vulpes) و (Orocyon)، وهي تختلف عن كل من ذئاب القيوط والذئب الهجينة من حيث القياسات الفيزيائية بأطراف طويلة ونحيلة تشبه السلوقي وآذان أكبر من ذئاب القيوط والذئاب الرمادية، ويبلغ طول الذئاب البالغة من 4 إلى 5 أقدام ويبلغ ارتفاعها قدمين عند الكتف ووزنها من 45 إلى 85 رطلاً.

الذئب الأحمر مقابل ذئب البراري

غالبًا ما يتم الخلط بين الذئاب الحمراء وذئب البراري لأنّ المفترسين لهما مظاهر وحجم وحتى ألوان متشابهة، والاختلافات الرئيسية بين الذئاب الحمراء والذئاب هي أنّ الذئاب الحمراء أكبر ويمكن أن تزن حوالي ضعف وزن الذئاب عند أكبر وزن لها، بالإضافة إلى ذلك لدى الذئاب نداء مختلف يتضمن المزيد من النبح، بينما يتم استخلاص نداءات الذئب الأحمر، والأهم من ذلك أنّ الذئاب الحمراء مهددة بالانقراض بينما الذئاب هي حيوان أقل قلقًا، وتمتلك الذئاب الحمراء اليوم نطاقًا صغيرًا للغاية، وهناك مشكلة شائعة تتمثل في إطلاق النار على الذئاب بعد أن تم الخلط بينها وبين ذئاب القيوط لذلك من المهم فهم الاختلافات بين هذين النوعين.

كما ناقش العلماء ما إذا كان الذئب الأحمر نوعًا متقاطعًا جديدًا بين ذئب البراري وذئب رمادي أو نوع متقاطع قديم أو نوع ذئب متميز مع تهجين حديث مع ذئب أو نوع ذئب جديد ومتميز تمامًا، وكاد أن ينقرض في منتصف القرن العشرين بسبب تدمير الموائل وبرامج مكافحة الحيوانات المفترسة والتهجين المفرط مع الذئاب، وتم الإعلان عن انقراض هذا النوع في البرية في عام 1980.

وتم إنشاء مجموعة من الذئاب الحمراء في تكساس في حديقة حيوان بوينت ديفيانس وأكواريوم بين عامي 1974-1980، وأعيد تقديمهم في شرق ولاية كارولينا الشمالية في عام 1987، وانقرض الآن نوعان من الأنواع الفرعية الثلاثة للذئب الأحمر: الذئب الأسود وذئب وادي المسبي، ويعد الذئب الأحمر من أندر أنواع الحيوانات في العالم.

تواصل وإدراك الذئب الأحمر

الذئاب الحمراء لديها مجموعة متنوعة من الأصوات تتراوح من العواء الطويل إلى النباح القصير، كما يستخدمون أيضًا أشكالًا غير مسموعة من الاتصالات بما في ذلك وضع علامات الرائحة ووضعية الذيل والأذن ولغة الجسد، ولا توجد حاليًا العديد من الحقائق المتعلقة بالاتصال بالذئب ولا تزال الأبحاث تكشف عن معلومات جديدة.

موطن الذئب الأحمر

هذه الذئاب موطنها جنوب شرق الولايات المتحدة، وفي الماضي امتد موطنها من تكساس إلى فلوريدا والغرب الأوسط حتى حتى وسط ولاية بنسلفانيا، ويشير النطاق الواسع إلى مجموعة متنوعة من الموائل من غابات الأنهار في قاع اليابسة والمستنقعات إلى الأراضي الزراعية والمروج الساحلية، مما يدل على أنّها يمكن أن تزدهر في معظم العادات مع وجود عدد كافٍ من الفرائس وقليل من الاضطهاد من قبل البشر، وتعد ولاية كارولينا الشمالية حاليًا الموطن الأخير حيث توجد الذئاب الحمراء البرية.

حمية الذئب الأحمر

الذئاب الحمراء مثل الأنواع الأخرى من الكلاب هي في النهاية حيوانات آكلة للحوم ولكن نظامهم الغذائي يركز على احتياجاتهم الرئيسية من آكلات اللحوم، كما إنّهم يصطادون ويأكلون الغزلان ذات الذيل الأبيض والراكون والثدييات الأخرى الأصغر مثل الأرانب والفئران والمغذيات والقوارض الأخرى، ويأكلون ما بين 2 إلى 5 أرطال من الطعام يوميًا ويمكنهم السفر ما يصل إلى 20 ميلًا أو أكثر يوميًا للعثور على الطعام.

خلال فصل الشتاء يكون من الأسهل عليهم العثور على الطعام بسبب عدم وجود غطاء نباتي مخفي لفرائسهم جنبًا إلى جنب مع المسارات الواضحة التي تتركها فرائسهم في الثلج، والربيع هو الوقت الذي يجدون فيه مصادر الطعام للاستعداد للقمامة القادمة من الجراء، والصيف هو أصعب وقت في السنة حيث يتم إخفاء الغطاء النباتي وزيادة تواتر حركة الفريسة والحاجة إلى مزيد من الطاقة للإنفاق في الحرارة للعثور على مصادر الغذاء.

الذئب الأحمر والتهديدات

من المعروف أنّ الذئاب الحمراء تقتل الماشية وبعض الحيوانات الأليفة، وغالبًا ما تم الخلط بينهم وبين ذئاب القيوط أو أنواع أخرى من الذئاب وبالتالي قُتلوا بطلقات نارية، والعوامل الأخرى التي أدت إلى انخفاض أعدادها وتعرض الأنواع للخطر هي السيارات وفقدان الموائل من إزالة الغابات لإنشاء الأراضي الزراعية وبرامج مكافحة الحيوانات المفترسة التي تم التعامل معها على أنّها تهديد للماشية واللعبة، والتهجين مع ذئب البراري والصيادين، وأخيرًا يشكل الطقس العاصف تهديدًا حيث تعرضهم العواصف الرعدية والفيضانات والأعاصير للخطر.

تكاثر الذئب الأحمر والصغار

مثل حيوانات ذوات الأنياب الأخرى تسمى مجموعة الذئاب بالقطيع، فهذه الذئاب اجتماعية للغاية ومترابطة مع قطيعها وهي مجموعة عائلية تتكون من زوج متكاثر بالإضافة إلى أي من نسلها وربما علاقات مباشرة في أي مكان يتراوح بين عضوين إلى ثمانية أفراد، ولكن عادة ما يكون من خمسة إلى ثمانية أفراد في المتوسط، وتظهر الحقائق حول سلوكهم أنّه اجتماعي أكثر من ذئب البراري وأقل من الذئب الرمادي.

تتزاوج الذئاب الحمراء مدى الحياة كأزواج أحادية الزواج وعادة ما تتزاوج مرة واحدة في السنة في يناير أو فبراير، وفترة الحمل من ثمانية إلى تسعة أسابيع، وتولد الجراء في أي مكان من مارس إلى مايو ويتم إخفاؤها في أوكار مخفية بما في ذلك جذوع الأشجار المجوفة على طول ضفاف الجداول أو أوكار الحيوانات الأخرى المهجورة، كما تحتوي الفضلات على ستة إلى سبعة صغار ويشارك كلا الوالدين في تربية الصغار.

خلال فصل الخريف تمارس الذئاب الصغيرة وتتقن مهارات الصيد مع وفرة الطعام، وفي عمر ستة أسابيع تنأى الجراء بأنفسها عن العرين وتصل إلى الحجم الكامل في عام واحد وتنضج جنسيًا في عمر ثلاث سنوات، وفي عمر سنة إلى سنتين يجدون معارف جديدة لتشكيل زوج تكاثر أو مجموعة عائلية، وتعيش الذئاب الحمراء عادةً من ست إلى سبع سنوات في البرية وتصل إلى 15 عامًا في الأسر.

تصنف القائمة الحمراء للاتحاد الدولي للحفاظ على الطبيعة (International Union for Conservation of Nature – IUCN) الذئاب الحمراء على أنّها من الأنواع المهددة بالانقراض وهي محمية بموجب قانون الأنواع المهددة بالانقراض، وبفضل الجهود التي تبذلها خدمة الأسماك والحياة البرية الأمريكية لأكثر من عقدين أصبحت الذئاب الحمراء الـ 14 المتبقية التي تم أسرها على وشك الانقراض أسلافًا لأولئك الذين يعيشون حاليًا في ولاية كارولينا الشمالية، وقليلون ما زالوا في البرية في ولاية كارولينا الشمالية مع وجود أعداد أكبر في المنطقة الشرقية، ولكن التقديرات الأعلى 40 يعيشون حاليًا في البرية مع أكثر من 200 في الأسر، ومن ناحية أخرى يعد مركز حماية الذئب (WCC) موطنًا لـ 18 ذئبًا أحمر اعتبارًا من صيف عام 2020.

المصدر: فادية كنهوش (2007)، أطلس الحيوانات (الطبعة الأولى)، حلب: دار ربيع.أميرة عبداللطيف (1-3-2014)، "الأهمية الاقتصادية للحيوانات البرية ومنتجاتها في أفريقيا حالة خاصة السودان"، جامعة السودان، اطّلع عليه بتاريخ 18-10-2016.ديانا أبي عبود عيسى (2003)، حياة الحيوانات (الطبعة الأولى)، بيروت: دار المجاني.هيئة من المؤلِّفين (1999)، الموسوعة العربية العالمية (الطبعة الثانية)، الرياض، المملكة العربية السعودية: مؤسسة أعمال الموسوعة للنشر والتوزيع.


شارك المقالة: