اقرأ في هذا المقال
ينتشر الزباد الآسيوي على نطاق واسع ويوجد بشكل شائع في معظم أنحاء آسيا، وعلى الرغم من مظهره الشبيه بالقطط، فإنّ قطط الزباد الآسيوية ليست من القطط على الإطلاق ولكنها في الواقع أكثر ارتباطًا بالحيوانات آكلة اللحوم الصغيرة الأخرى بما في ذلك ابن عرس والنمس.
موئل وموطن الزباد الآسيوي وصغيره
زباد النخيل الآسيوي (Paradoxurus hermaphroditus) موطنه مناطق داخل وحول آسيا وتتراوح في الشرق الأقصى مثل الفلبين وأبعد الغرب مثل كشمير، وهي منتشرة على نطاق واسع ولكنها توجد في الغالب في جنوب الصين وشمال جبال الهيمالايا وجنوب الهند وجزر في المحيط الهندي وبحر الصين الجنوبي وبحر الفلبين، ويُرى سكان الزباد الآسيوي في سومطرة وبوتان وجاوا وبورنيو وسريلانكا وتايلاند وفيتنام وكمبوديا وماليزيا وإندونيسيا ولاوس ونيبال وسنغافورة وجزر سونداس.
يمكن أن يعيش الزباد الآسيوي في مجموعة متنوعة من الموائل، كما إنّهم يعيشون بشكل طبيعي في الغابات المعتدلة والاستوائية، ولكن في المناطق المتقدمة توجد أيضًا في المتنزهات وحدائق الضواحي والمزارع وبساتين الفاكهة، ويعتمد المكان الذي تختار فيه حيوانات الزباد العيش في الغالب على توفر الطعام، ووجود المناطق التي يمكن أن تستريح فيها مثل تجاويف الأشجار أو شقوق الصخور أو أوراق الشجر الكثيفة.
وزباد النخيل الآسيوي شجري لذا يقضون معظم وقتهم في أشجار الفاكهة وأشجار التين مفضلين أطول الأشجار ذات الستائر الكثيفة جدًا والكروم من أجل العزلة والحماية، ويمتد نطاق ارتفاعها إلى حوالي 2000 قدم.
تكاثر الزباد الآسيوي وصغيره
زباد النخيل الآسيوي ليلي وسري لذا فقد لوحظ سلوكه الإنجابي في الغالب في حديقة الحيوان ونظام التزاوج الخاص به غير معروف، ومن المعروف أنّها ولود وتلد عادة في أجوف الأشجار، وعلى الرغم من كونها منعزلة بشكل عام إلّا أنّ زباد النخيل الآسيوي يجتمع معًا في نفس الأشجار المريحة للتزاوج باستمرار لفترة تتراوح من يوم إلى خمسة عشر يومًا.
يجد زباد النخيل الآسيوي رفاقه باستخدام علامات رائحة من الغدد الشرجية التي تشير إلى عمر كل حيوان من الزباد والجنس والتقبل وعلاقة الأقارب وما إذا كانوا مألوفين، وزباد النخيل الآسيوي يتقبل الجنس طوال العام بمتوسط دورة شبق حوالي 82 يومًا، وعادة ما يكون لديهم ما يصل إلى اثنين من الفضلات سنويًا مع ولادة القطط من أكتوبر إلى ديسمبر.
يذهبون إلى استراحة الأشجار للتزاوج والولادة والاعتناء بالصغار ويقضون فترة التزاوج بأكملها في الشجرة التي يختارونها، ويميل الأزواج إلى اختيار الأشجار لهذه الفترة على مقربة من أعضاء آخرين في مجموعتهم، وبعد فترة حمل مدتها شهرين تلد قطط الزباد الآسيوية من 2 إلى 5 قطط صغيرة في تجاويف الأشجار أو شقوق الصخور من أجل السرية والحماية.
وتولد القطط وأعينها مغلقة والفراء يغطي أجسادها وتفتح تلك القطط عيونها بعد حوالي أحد عشر يومًا من الولادة، وصغار الزباد صغيرون للغاية ويزنون حوالي 80 جرامًا فقط عند الولادة، ويفطموا بعمر شهرين، وبعد حوالي ثلاثة أشهر تعتبر هذه الزباد كاملة النمو ولكنها لا تنضج جنسياً حتى يبلغ عمرها حوالي عام واحد.
يُصنف الزباد الآسيوي على أنّه مذيل مما يعني أنّ الصغار يحتاجون إلى رعاية والديهم بعد الولادة، ولا يُعرف الكثير عن الاستثمار الأبوي في قطط الزباد الآسيوية حيث أنّ الصغار لا يتركون تجاويف الأشجار التي ولدوا فيها إلّا بعد الفطام، ومع ذلك يُعتقد أنّ الإناث هي المسؤولة عن رعاية الصغار وتوفير الحليب للتغذية من الغدد الثديية فضلاً عن كونها مسؤولة عن فطامهم، ويعيش الزباد الآسيوي عادة في أي مكان من 15 إلى 20 عامًا، كما إنّهم يعيشون لفترة أطول في الأسر ويعيشون لمدة تصل إلى 24 عامًا و 5 أشهر.
النظام الغذائي للزباد الآسيوي وصغيره
يتم في بعض الأحيان مقارنة زباد النخيل الآسيوي وصغيره مع حيوانات الراكون في أمريكا الشمالية من حيث أنها تملأ مكانة مماثلة، وهم انتهازيون وقادرون على التكيف يأكلون كل ما هو متاح، ومع ذلك فهي في الغالب آكلة للثمار وتفضل التوت وثمار اللب على أي شيء آخر، ويقال إنّ زباد النخيل وصغيره في جافا يتغذى على أكثر من 35 نوعًا مختلفًا من الأشجار والشجيرات والزواحف.
يتسلق زباد النخيل الآسيوي وصغيره أشجار الفاكهة للحصول على طعامه، كأشجار التين والنخيل المفضلة لديهم لتتغذى منها ومن هنا نشأ أحد أسمائها الشائعة، ويشتهر زباد النخيل بقدرته على قطف أفضل الفاكهة وأكثرها نضجًا وترك الآخرين لوقت لاحق، كما إنّهم مغرمون بشكل خاص بالشيكو والمانجو والموز ورامبوتان والبابايا، وبخلاف الفواكه فإنّ زباد النخيل الآسيوي مغرم جدًا بعصارة أزهار أشجار نخيل السكر (Arenga pinnata) الموجودة في جميع أنحاء مداها الطبيعي.
كما تم استخدام هذا النسغ من قبل السكان الأصليين في المناطق لصنع الخمور الحلوة عن طريق تخمير عصارة السكر والتي تسمى تودي (toddy)، ومنحهم الاسم الشائع الآخر القط تودي، ويشربون أيضًا رحيق أشجار القطن الحريري (سيبا بتاندرا) وسيقان شجرة الأبوسيناسيا، ونظرًا لأنّ الزباد الآسيوي عبارة عن علف فغالبًا ما توجد في الحدائق الحضرية والمزارع والبساتين بحثًا عن الطعام، بالإضافة إلى نظامهم الغذائي المعتاد المكون من الفاكهة يأكل الزباد أيضًا الجرذان والزبابة والفئران والطيور والحشرات والديدان والبذور والبيض والزواحف والقواقع والعقارب وأكثر من ذلك.