السلحفاة الصندوقية وصغارها

اقرأ في هذا المقال


الميزة الأكثر بروزًا للسلحفاة الصندوقية (Box Turtle) الشائعة هي قوقعتها ذات اللون البني الداكن أو الأسود التي تتميز بنمط أصفر لامع، كما تنتمي هذه السلاحف إلى عائلة سلحفاة البركة الأمريكية، ويعيشون في الغابات والحقول يأكلون الحشرات والفواكه والجذور والبرمائيات الصغيرة، ومثل العديد من أنواع السلاحف الأخرى يمكن أن تعيش هذه السلاحف لفترة طويلة جدًا، على الرغم من أنّه يمكن أن يصل عمرهم إلى 100 عام إلّا أنّهم عادة ما يعيشون حتى 30 أو 40 عامًا.

المظهر

تحتوي السلحفاة الصندوقية الشرقية على قشرة بنية داكنة أو سوداء تُعرف أيضًا باسم درع مع وجود بقع صفراء على قمتها، وتتشابه قوقعة السلحفاة الصندوقية في فلوريدا في المظهر، فبدلاً من ذلك تحتوي السلحفاة الصندوقية المزخرفة على قشرة بنية اللون مع خطوط صفراء مائلة فوقها، وتتكون قوقعة السلحفاة من صفائح قوية تسمى (scutes)، وهذه الزواحف لها أربعة أرجل مع خمسة أصابع مخالب في كل رجل أمامية وأربعة أصابع مخالب في كل من أقدامها الخلفية، ولديهم رقبة على شكل حرف (S) تجعل من السهل سحب رؤوسهم إلى قوقعتهم، وعادة ما تكون عيون ذكر سلحفاة الصندوقية الشائع حمراء بينما عيون الإناث بنية.

تنمو سلحفاة الصندوقية المشترك بطول يتراوح من أربع إلى ست بوصات، وتزن هذه السلاحف من 0.5 إلى 2 رطل، وإذا كان لدى المرء كرة سلة ونصف جالسة على طاولة أمامه فستكون بنفس وزن سلحفاة صندوقية وزنها 2 رطل، وأكبر أنواع هذه السلاحف هي سلحفاة الصندوقية ساحل الخليج، ويمكن أن يصل طولها أحيانًا إلى 8.5 بوصات، ولا تنتمي السلاحف العضلية الشائعة إلى نفس عائلة هذه السلاحف، وقوقعتها مختلفة في الشكل ويمكن أن يصل طولها إلى 18 بوصة.

الموطن

تعيش هذه السلاحف هي وصغارها في وسط وشرق وجنوب الولايات المتحدة وكذلك في المكسيك، كما تعيش هذه السلاحف في مناخات معتدلة إلى دافئة، وتدخل السلاحف التي تعيش في المناطق الباردة في الشتاء في حالة السبات لتظل دافئة، ويبحثون عن مأوى في شجرة جوفاء أو يحفرون في الأرض باستخدام أرجلهم الخلفية القوية، ويشمل موطن السلاحف الصندوقية الشرقية الغابات ومناطق المستنقعات والمروج والحقول، وعادة يشمل مداها مصدرًا للمياه مثل بركة أو مجرى مائي، وبدلاً من ذلك تعيش السلاحف الصندوقية المزخرفة في البراري والمناطق العشبية.

تتجنب هذه السلاحف الحرارة الشديدة من خلال البحث عن الطعام في الصباح الباكر في أيام الصيف، وفي حرارة النهار يختبئون تحت الأدغال أو تحت جذوع الأشجار ليظلوا باردين، وتحتوي أقدام هذه السلاحف على حزام يسمح لها بالعثور على الطعام في الخور أو بالقرب منه، ويساعدهم حاسة الشم الممتازة عند البحث عن الحشرات أو الغطاء النباتي للاستهلاك، وهذه السلاحف لا تهاجر ولكنهم يتنقلون داخل أراضيهم التي هي بحجم ملعب كرة قدم.

التكاثر والصغار

تصل هذه السلاحف إلى مرحلة النضج الجنسي في سن الخامسة تقريبًا، ويبدأ موسم تكاثرها في الربيع ويمتد حتى الخريف، ويتنافس الذكور على الإناث من خلال قتال بعضهم البعض، وأقوى ذكر يحصل على التزاوج مع الأنثى، ويمكن للذكور التزاوج مع عدة إناث في موسم تكاثر واحد، وتتراوح فترة حمل سلحفاة الصندوق الشرقي من 50 إلى 90 يومًا.

من المثير للاهتمام ملاحظة أنّ أنثى السلحفاة الصندوقية الشرقية يمكنها تخزين الحيوانات المنوية لمدة تصل إلى 4 سنوات، ولذلك يمكنها أن تتزاوج وتضع بيضها بعد ثلاث أو أربع سنوات، وتبدأ فترة التعشيش في مايو وتستمر حتى يونيو، حيث تبدأ معظم الأعشاش عند الشفق وتنتهي أثناء الليل تحفر الأعشاش عادة في التربة الرملية أو الطينية باستخدام الأرجل الخلفية، ثم يتم وضع البيض في هذا التجويف ويتم تغطية العش بعناية مرة أخرى، وتحفر الإناث جحرًا وتضع من أربع إلى خمس بيضات هناك وتضع بعض السلاحف ما يصل إلى 11 بيضة، وهي بيضاوية الشكل وذات قشور رقيقة بيضاء ومرنة يبلغ طولها حوالي 3 سم وعرضها 2 سم.

تغادر بعد دفن البيض تحت التراب أو السطح الرملي والتي عادة ما تستمر فترة الحضانة لمدة ثلاثة أشهر ولكن هذا يختلف حسب درجة حرارة التربة ورطوبتها، وتفقس بيض السلحفاة الصندوقية ويفقس دون أي رعاية من الوالدين، ويبلغ طول البيض حوالي 2 سم ويزن أقل من أونصة، وفي حين أنّ بعض بيض السلاحف مصنوع من الجلد الملمس فإنّ بيض السلاحف الصندوقية له قشرة رقيقة ومرنة إلى حد ما.

يُطلق على السلحفاة الصغيرة الصندوقية الفقس، والزحف الصغيرة تزحف خارج جحرها ويجب أن تعيش بمفردها في تلك المرحلة، ويبدأون في البحث عن الديدان الصغيرة والحشرات والحياة النباتية لتناولها، وصغار السلاحف معرضة للحيوانات المفترسة بسبب صغر حجمها وحقيقة أنّها ولدت بقشرة ناعمة لا توفر سوى القليل من الحماية أو لا توفرها على الإطلاق.

يتم تطوير السلحفاة الصندوقية جيدًا عند الولادة (مبكرًا للمجتمع) وينمو بمعدل حوالي 1.5 سم سنويًا خلال السنوات الخمس الأولى وفي ذلك الوقت يصلون إلى مرحلة النضج الجنسي، ثم يتباطأ النمو بشكل كبير بعد ذلك ولكن تم الإبلاغ عن استمراره لأكثر من 20 عامًا على الأقل، وليس من المستغرب أن تؤكل العديد من الصغار قبل أن تتاح لهم الفرصة لتنمية قوقعة أقوى يمكنهم التراجع إليها عندما يكون حيوان مفترس قريبًا، وهذه السلاحف عرضة لأمراض الجهاز التنفسي والطفيليات على الرغم من أنّ معظم هذه السلاحف تعيش حتى سن 30 أو 40 عامًا فمن المعروف أنّها تعيش حتى سن 100 عامًا.

على طول حدود نطاقات الأنواع الفرعية توجد مجموعات سكانية متنوعة للغاية بسبب التهجين بين الأنواع الفرعية، وكثير من هؤلاء الأفراد متنوعون لدرجة أنّ التعرف عليهم كعضو في نوع فرعي أمر مستحيل، وعدد سكان السلحفاة الصندوقية الشرقية أقل من 10000، وانخفض العدد الإجمالي لهذه السلاحف بسبب فقدان الموائل وتطوير الأراضي، وتحدث العديد من وفيات السلاحف عندما تحاول عبور الطرق ويتم دهسها بواسطة المركبات العابرة، وتعتبر حالة حفظ السلاحف الصندوقية الشرقية معرضة للخطر مع تناقص أعدادها.

النظام الغذائي

تحتوي هذه السلاحف على نظام غذائي من الحشرات واليرقات والفاكهة والزهور والجذور والبرمائيات الصغيرة، وعلى الرغم من أنّ السلاحف الصندوقية الشرقية من الحيوانات آكلة اللحوم، إلّا أنّها تتبع نظامًا غذائيًا مختلفًا في مراحل مختلفة من الحياة، وبشكل عام يأكل الرضيع أو السلحفاة الصغيرة الحشرات والبرمائيات الصغيرة، وتميل السلاحف الأكبر سنًا إلى أكل الجذور والفاكهة والزهور، كما تتغذى السلاحف الصندوقية المزخرفة وصغارها على الزهور والجذور والحشرات أيضًا وهم أيضا يأكلون الجيف.

التهديدات

بعض الحيوانات المفترسة لهذه السلاحف وعلى صغارها تشمل الكلاب والظربان والراكون والطيور والثعابين، وتتمتع بعض هذه الحيوانات بالقدرة على استكشاف ما بداخل قوقعة السلحفاة لإصابة السلحفاة وقتلها، فعلى سبيل المثال يمكن أن تستخدم حيوانات الراكون مخالبها الذكية للوصول إلى قوقعة السلحفاة، وتستخدم الكلاب فكيها وأسنانها القوية لكسر قوقعة السلحفاة الصندوقية للوصول إلى الداخل، وإذا انقلب كلب أو حيوان مفترس آخر سلحفاة على ظهرها فقد تموت إذا لم تكن قادرة على قلب نفسها مرة أخرى بعد مغادرة المفترس.

المصدر: فادية كنهوش (2007)، أطلس الحيوانات (الطبعة الأولى)، حلب: دار ربيع.أميرة عبداللطيف (1-3-2014)، "الأهمية الاقتصادية للحيوانات البرية ومنتجاتها في أفريقيا حالة خاصة السودان"، جامعة السودان، اطّلع عليه بتاريخ 18-10-2016.ديانا أبي عبود عيسى (2003)، حياة الحيوانات (الطبعة الأولى)، بيروت: دار المجاني.هيئة من المؤلِّفين (1999)، الموسوعة العربية العالمية (الطبعة الثانية)، الرياض، المملكة العربية السعودية: مؤسسة أعمال الموسوعة للنشر والتوزيع.


شارك المقالة: