السلوك هو عبارة عن سلسلة متصلة تتراوح من الانغلاق التام أو الثابت بواسطة النمط الجيني إلى الانفتاح التام والمرن للغاية والمعتمد على البيئة، أصبح علم الوراثة السلوكية مجالًا مهمًا بشكل متزايد حيث سمحت التكنولوجيا الحديثة للباحثين بتحديد جينات وأليلات معينة مسؤولة عن بعض السلوكيات، أثار هذا المجال أيضًا الجدل، يتردد الناس في رد السلوك إلى الجينات في الطبيعة القديمة مقابل الجدل حول التنشئة، لكن الطبيعة مقابل التنشئة انقسام خاطئ، الحقيقة هي أن كلاهما يمكن أن يلعب دورًا رئيسيًا في تحديد السلوك، يحدد النمط الجيني إمكانية وجود السلوك، بينما تحدد الطبيعة ما ينتج عن السلوك الظاهري بالفعل.
السلوكيات الوراثية عند الحيوانات
تعد الجينات السلوكية أكثر تعقيدًا من علم الوراثة المندلية لأنه بينما أظهرت نباتات البازلاء في مندل خصائص مميزة بوضوح، لا يتناسب سلوك الحيوان دائمًا مع هذه الفئات الصعبة والسريعة، من المرجح أن يكون التعرف الناجح على الجينات السلوكية عندما يظهر الجين نفاذية عالية أي يتم التعبير عن النمط الجيني في النمط الظاهري، درجة التعبير مهمة أيضًا للنجاح في تحديد الجينات السلوكية، السلوكيات التي يمكن ملاحظتها بسهولة وقياسها أو تصنيفها أسهل في التعامل معها.
ابتكر العلماء مقياسًا للتوريث، تُقاس على مقياس بين 0 و1، فإن التوريث هو مقياس لمقدار التباين الملحوظ في سمة ما بسبب مكوناتها الموروثة بدلاً من مكوناتها البيئية، قيمة التوريث 0 تعني أن سلوكًا معينًا مستقل تمامًا عن التركيب الجيني، وتعني قيمة التوريث 1 أن السلوك يعتمد كليًا على الجينات، يمكن أن يكون الحساب الفعلي للتباين بسبب الوراثة معقدًا للغاية ولا داعي لأن نهتم بهذا الحساب هنا، الشيء المهم الذي يجب تذكره هو أن قيمة التوريث التي تزيد عن الصفر وأقل من واحد تشير إلى أنه لا الطبيعة ولا التنشئة هي العامل الوحيد في تحديد السلوك.
يبحث علم الوراثة السلوكية في تأثير الجينات على سلوك الحيوانات، يتم تحديد السلوكيات بواسطة عوامل متعددة الجينات وعوامل فوق جينية، هذه الأجزاء مثل الخصائص الوظيفية وغيرها موروثة وفقًا لقواعد الميراث، تنتقل الصفات أو الاضطرابات الموروثة في الشفرة الوراثية للحيوان، تم العثور على هذه الشفرة الجينية في الحمض النووي للحيوان، وهو جزيء طويل موجود في كل خلية في الجسم، يحتوي الحمض النووي على آلاف الجينات، الجين هو تسلسل DNA محدد يؤدي إلى التعبير عن خاصية موروثة.
يقصد بعلم الوراثة السلوك ودراسة تأثير الوراثي للحيوان هو عبارة عن تكوين السلوك للحيوانات والتفاعل الحاصل ما بين الوراثة والبيئة التي ينتمي إليها الحيوان، حيث أنها لها تأثير فعال على سلوك الحيوان، ويعد هذا من أحد فروع العلوم الذي يهتم بالصفات الوراثية المطلوبة، حدد علماء الوراثة مجموعة متنوعة من العناصر التي تكون موجودة داخل الجينات والتي من الممكن أن تعمل على تعزيز نمو الحيوان وامتلاك القدر على استغلال العناصر الغذائية.
يتم تحديد القدرة الإنتاجية لأي حيوان من خلال تركيبته الجينية التي تتفاعل بعد ذلك مع العوامل البيئية مثل التغذية لتحديد مدى تحقيق الإمكانات، يمكن قياس هذه القدرة الإنتاجية من خلال ملاحظة سمات معينة، السمة هي خاصية إنتاج ويمكن اختيارها بشكل إيجابي لمعدل النمو المرتفع.
من خلال عملية الاختيار يحدد المنتجون الصفات التجارية ذات الصلة ويرتبونها حسب الأولوية من أجل تلبية أهداف التربية وبعض المواصفات، بعض الصفات الوراثية قابلة للتوريث بدرجة كبيرة ويتم نقلها بسهولة من جيل إلى آخر، في هذه الحالة يمكن إحراز تقدم سريع جدًا من خلال الاختيار، عندما تكون الصفات ذات قابلية وراثية منخفضة ويكون التقدم أبطأ عادة.
تقنيات واستراتيجيات مهمة في الوراثة السلوكية
علم الوراثة السلوكية كحقل تجريبي يمكن أن يكون تقنيًا ومعقدًا للغاية، وهناك بعض التقنيات والأساليب الهامة لدراسة علم الوراثة السلوكية.
التزاوج من النوع نفسه
من أجل فصل العوامل الجينية والبيئية التي تساهم في السلوك من المفيد أن تكون قادرًا على الاحتفاظ بعامل واحد ثابتًا، ينتج زواج النوع نفسه عبر أجيال عديدة مجموعة متماثلة اللواقح ومتطابقة وراثيًا، بمجرد أن تكون الموضوعات التجريبية متطابقة وراثيا يمكن تحديد الاختلافات في السلوك بسبب الاختلافات البيئية وتحليل أهميتها النسبية، لفحص الأهمية النسبية للمكونات الجينية للسلوك مع الحفاظ على المكونات البيئية ثابتة، يمكن استخدام سلالتين أو أكثر من السلالات الفطرية، يمكن تقييم سلالتين داخليتين مختلفتين عن بعضهما البعض مع الحفاظ على البيئة ثابتة عبر كلا السلالتين.