السنجاب الأحمر وصغاره

اقرأ في هذا المقال


السنجاب الأحمر الأمريكي (Red Squirrel) هو أحد الثدييات الأكثر شيوعًا في جميع أنحاء أمريكا الشمالية، وكنوع من القوارض تم العثور على متسلقي الأشجار الرشيقين في أي مكان تقريبًا مع الغابات الصنوبرية الصلبة المختلطة والدائمة الخضرة، ولقد تكيفوا جيدًا أيضًا مع البيئات الحضرية والضواحي، وتشتهر السناجب الحمراء الأمريكية بذاكرتها الممتازة حيث تدفن طعامها في الشتاء ثم تعود إليه لاحقًا لتتغذى، وفي حين أنّه من السهل استبعادهم بسبب صغر حجمهم ومظهرهم العادي إلّا أنّهم في الواقع مخلوقات رائعة للغاية، وهناك 25 نوعًا فرعيًا معترفًا به من السناجب الحمراء الأمريكية معزولة حسب المنطقة.

مظهر السنجاب الأحمر

يمكن التعرف على السنجاب الأحمر من خلال الجسم الصغير ولكن القوي والكفوف الكبيرة نسبيًا والذيل كثيف ومتعرج والأذنان المنتصبة مع خصلات صغيرة من الفراء، ويمكن أن تنمو قواطعهم الطويلة التي تساعدهم في قطع المواد الصلبة بمقدار 6 بوصات في السنة ويجب أن تتآكل عن طريق الأكل والقضم، ويتم تغطية الظهر والوجه باللون الأحمر الصدئ الذي يتحول إلى اللون الرمادي قليلاً في الشتاء، بينما يكون الجزء السفلي من الجسم والحلقة حول العينين أبيض، كما توجد أجزاء سوداء حول الذيل والأنف، والسناجب الحمراء بنفس حجم الكتاب الكبير، ويزنون ما بين 7 و 10 أونصات ويبلغ قياسهم حوالي 10 إلى 15 بوصة مع تضمين الذيل، وكل من الذكور والإناث متشابه في المظهر.

تتمتع السناجب الحمراء بدراكرة قوية وهي واحدة من أكثر الحقائق المدهشة هي أنّ السناجب يمكن أن تتذكر موقع آلاف المكسرات التي دفنها أثناء تحضيرها لأشهر الشتاء الهزيلة، ويبدو أنّ دماغهم يتوسع في الحجم ويطور المزيد من النشاط العصبي خلال الخريف، وذيل السنجاب الكبير الكثيف ليس للعرض فقط، ويساعد على توفير التوازن وتنظيم درجة حرارة الجسم، وحقيقة أخرى مدهشة هي أنّ السناجب لديها قدرة ملحوظة على القفز عموديًا حوالي 4 إلى 5 أقدام وأفقيًا حوالي 10 أقدام، ومثل القطة يبدو أنّهم يهبطون على أقدامهم دون أي مشكلة عن طريق التواء أجسادهم في الهواء وتدوير ذيلهم.

السنجاب الأحمر مقابل السنجاب الرمادي

في أمريكا الشمالية هناك عدة أنواع من السنجاب الرمادي بما في ذلك السنجاب الرمادي الشرقي والسنجاب الرمادي الغربي والسنجاب الرمادي في ولاية أريزونا والسنجاب الرمادي المكسيكي، وكلها تنتمي إلى جنس منفصل وهو (Sciurus)، وإلى جانب الاختلافات الواضحة في اللون فإنّ السنجاب الأحمر أصغر بحوالي 30٪ إلى 50٪ من الأنواع الأخرى من السناجب، كما أنّ لديها خصلات من الفراء على الأذنين وتفتقر إلى تأثير الهالة متعدد الألوان حول الذيل.

تواصل وإدراك السنجاب الأحمر

من أجل التواصل يصنع السنجاب الأحمر نشازًا من أصوات النقيق والصراخ والطنين المختلفة، وتعمل معظم هذه الأصوات كتحذير ضد الحيوانات المفترسة أو التهديدات أو أي شيء آخر يتعدى على أراضيها، وتساعد الأصوات أيضًا الذكور العدوانيين على طرد المنافسين التناسليين في موسم التكاثر، وستكون علامة الرائحة أول علامة على أنّ السنجاب يتطفل على أراضي شخص آخر، وسيكون هذا عادةً كافيًا لإبعاد المتسللين ومنع النزاعات غير الضرورية، ولكن إذا استمرت هذه الغارات فقد تندلع معركة بين السناجب.

موطن السنجاب الأحمر

يمكن العثور على السنجاب الأحمر في أي مكان تقريبًا في كندا والولايات المتحدة (بما في ذلك ألاسكا) مع الكثير من غطاء الأشجار الصنوبرية، وهذا يعني أنّه أقل شيوعًا في ولايات السهول العظمى وجنوب شرق الولايات المتحدة وأجزاء من ساحل المحيط الهادئ، ويبدو أنّه يفضل موطنًا من غابات الأخشاب الصنوبرية المختلطة مع أشجار التنوب أو الصنوبر أو الشوكران أو التنوب حتى ارتفاع 2500 قدم.

السنجاب الأحمر والتهديدات

تموت العديد من السناجب الحمراء بسبب الافتراس والاستنزاف الطبيعي كل عام، ولكن هذا النوع لا يواجه أي تهديدات كبيرة في البرية، ولا يمثل فقدان الموائل مشكلة بشكل عام، وفي حين أنّ السناجب قد تفقد بعض الأراضي بسبب قطع الأشجار والتنمية فإنّ مقدار الغطاء الشجري ظل ثابتًا في الولايات المتحدة، وربما تكون المشكلة الأكبر هي أنّ السناجب الحمراء تتفوق أحيانًا على الموارد خاصةً من قبل أبناء عمومتها الرمادية الأكبر حجمًا والأكبر حجمًا، ويتم افتراس السنجاب الأحمر من قبل ابن عرس والدجاج وحيوان المنك والثعالب والوشق والثعابين والنسور والبوم والصقور، ولقد تم اصطيادهم أيضًا تاريخيًا من قبل البشر من أجل الطعام والفراء.

حمية السنجاب الأحمر

يتغذى السنجاب الأحمر بشكل أساسي على البذور والمكسرات، وستكمل هذه الحيوانات الانتهازية نظامها الغذائي بقطعة عرضية من الفاكهة أو الفطر أو نسغ الأشجار أو الزهور أو الحشرات أو بيض الطيور، ومن أجل استخلاص نسغ الشجرة يقوم السنجاب بثقب الأوعية الحاملة للنسغ ثم حصاده لاحقًا، ولكنها لن تلجأ إلى هذا إلّا إذا لم يكن الطعام الآخر متاحًا على نطاق واسع، ويبدو أنّ البذور الخضراء للأشجار الصنوبرية هي نوع الطعام المفضل للسنجاب.

تكاثر السنجاب الأحمر والصغار

السناجب الحمراء ذات طبيعة إقليمية للغاية ولا تتسامح مع وجود الدخلاء، ويحتفظ كل واحد بمنطقة بمساحة بضعة أفدنة، وتميل عدوانيتهم ​​إلى التزايد في الخريف بينما يستعدون لموسم التزاوج وأشهر الشتاء الهزيلة، وسوف تبني السناجب أعشاشها في مكان ما داخل أراضيها وعلى مقربة من مخابئ الطعام، حيث إنّهم يفضلون أن يسكنوا التجاويف والتجاويف الطبيعية للأشجار ولكن إذا لم تكن متوفرة فعادة ما يبنون عشًا في الفروع والجحور تحت الأرض وحتى المنازل والمباني البشرية، كما إنّهم يميزون للغاية في اختيارهم للمنازل، ويتم أخذ قطر الشجرة وهيكل الفرع ووجود طرق للهروب في الاعتبار، وستكون الأعشاش مبطنة بالأعشاب والطحالب والريش والأوراق وحتى الفراء.

للسنجاب الأحمر موسم أو موسمان تكاثر محددان في السنة والتي عادة ما تستمر بين مارس ومايو ومرة ​​أخرى بين أغسطس وسبتمبر، ويتنافس الذكور ضد بعضهم البعض بقوة للحصول على أكبر عدد من الاصحاب، والترابط الفردي الزوجي نادر،و قد تكون الأنثى في حالة شبق (بمعنى متاح جنسيًا) ليوم واحد فقط في كل موسم تكاثر، وفي هذه النافذة القصيرة سينفق الذكور طاقتهم في مطاردة الأنثى وطرد المنافسين الآخرين.

بعد فترة حمل استمرت حوالي شهر تلد الأنثى ما معدله أربعة (رغم أن ما يصل إلى ثمانية) صغار في كل مرة، وتولد هذه الجراء الصغيرة عاجزة تمامًا وبدون الكثير من الفراء، وتتحمل الأم وحدها مسؤولية تربية الصغار بينما يعود الذكر عادة إلى منطقته وليس له أي اتصال آخر مع رفيقه والنسل.

تحدث الإرضاع خلال أول 70 يومًا من الولادة، وبعد فطام كل طفل عن الحليب من المتوقع أن تصبح الجراء مستقلة تمامًا، وفي بعض الأحيان عندما تكون الأم مريضة قد يتلقى السنجاب الناضج حديثًا بعض قطع أراضيها مثل ورثة التركة، وهذا سيزيد بشكل كبير من احتمالات بقائهم على قيد الحياة.

تتمتع السناجب الحمراء بمعدل مواليد مرتفع للغاية ربما لأنّ لديها أيضًا معدل وفيات مرتفع جدًا بين الشباب كطفل بسبب الافتراس ونقص الغذاء والظروف البيئية القاسية، وحوالي ربعهم فقط سيبقون على قيد الحياة في السنة الأولى من حياتهم، ومع ذلك إذا خرجوا من مرحلة الأحداث فسيكون لديهم عمر حوالي خمس سنوات، وعاش أقدم سنجاب مسجل حوالي 10 سنوات في البرية.

المصدر: فادية كنهوش (2007)، أطلس الحيوانات (الطبعة الأولى)، حلب: دار ربيع.أميرة عبداللطيف (1-3-2014)، "الأهمية الاقتصادية للحيوانات البرية ومنتجاتها في أفريقيا حالة خاصة السودان"، جامعة السودان، اطّلع عليه بتاريخ 18-10-2016.ديانا أبي عبود عيسى (2003)، حياة الحيوانات (الطبعة الأولى)، بيروت: دار المجاني.هيئة من المؤلِّفين (1999)، الموسوعة العربية العالمية (الطبعة الثانية)، الرياض، المملكة العربية السعودية: مؤسسة أعمال الموسوعة للنشر والتوزيع.


شارك المقالة: