الضفدع النجار وصغاره

اقرأ في هذا المقال


الضفدع النجار (Carpenter Frog) موطنه الأصلي السهل الساحلي الأطلسي لقارة أمريكا الشمالية، حيث تحب هذه الضفادع البقاء في المياه الحمضية إلى حد ما، ويبدو أنّ عدد هذه الضفادع شائع حتى الآن ولكن تم إدراجها كأنواع ذات أهمية خاصة في نيوجيرسي، ويحدث موسم التكاثر لهذه الضفادع في الفترة من أبريل إلى أغسطس وخلال هذا الوقت ويمكن للأنثى أن تضع حوالي 200-600 بيضة في المرة الواحدة، وهذه الضفادع لها سمتان مميزتان هما الأول هو الويب على أطراف أقدامهم قبل أن يصلوا إلى أطول إصبع قدم لهم، والآخر هو دعوة مميزة لهم، فهذه المكالمة المحددة تبدو وكأنها نجار يدق المسامير وهي أيضًا السبب وراء اسمهم.

موطن الضفدع النجار

تم العثور على ضفادع النجار في السهل الساحلي الأطلسي لأمريكا الشمالية، ويمتد مداها إلى الداخل في جنوب ولاية كارولينا الشمالية وفي ولاية كارولينا الجنوبية، وتعيش الضفادع الحفارة في مجموعة متنوعة من الموائل التي تحتوي على مياه ثابتة أو بطيئة الحركة ووفرة من النباتات المائية، ويمكن العثور عليها في خلجان دلمارفا ومستنقعات الطحالب ومستنقعات التوت البري المغمورة بالمياه والبحيرات الاصطناعية وبرك الصنوبر الجرداء.

تزدهر في الأراضي الرطبة مع مستويات حموضة تتجاوز العتبة لأعضاء آخرين من جنس (Rana)، وفي المناطق التي توجد فيها ضفادع الخنازير (Lithobates grylio) قد توجد ضفادع نجارة بكثرة أقل، وفي شمال فلوريدا يمكن العثور على ضفادع نجارة في قبة السرو ومستنقعات الصمغ وهي المنطقة الوحيدة الموجودة في تلك الولاية، ويقال إنّ ضفادع النجار توجد في المجاري المائية الملونة بالشاي أو القهوة حيث يمكن بسهولة تمويهها، وغالبًا ما تُرى الضفادع الحفارة خارج الماء تمامًا ولكن لا تُرى أبدًا على مسافة كبيرة من الماء، وتعتمد على النباتات المائية في المياه الضحلة للحماية والتكاثر.

مظهر الضفدع النجار

ضفادع النجار هي ضفادع متوسطة الحجم تتراوح من 4.1 إلى 6.6 سم (1.6 إلى 2.6 بوصة)، ولديهم رأس بني وجسم ورجلين، وذكور ضفادع النجار لها رأس أضيق من الإناث، وهناك أربعة خطوط مميزة ذات لون بني مصفر أو ذهبي تمتد أسفل ظهر وجوانب هذه الضفادع، ويقترب خطان من الخط المركزي من الجسم بينما يكون الخطان الآخران أفقيًا، وتعتبر الضفادع الحفارة أو الضفدع النجار فريدة من نوعها من حيث أنّها لا تحتوي على طيات ظهرية جانبية ولا يصل حزام أقدامها إلى أطول إصبع قدم، والجانب السفلي هو كريمي إلى أصفر اللون مع بقع داكنة غير موجودة في نمط معين، وغالبًا ما تكون أنماط التبقع سوداء، ويوجد خط خفيف على شفتهم العليا، وضفادع النجار لديها أكياس حلق مقترنة تكون كروية عند نفخها.

الضفادع النجار هي ضفادع كبيرة الحجم حيث يصل طولها إلى 9 سم، ومثل نظرائهم البالغين هم من البني مع بقعة بيضاء تحت الجسم، والذيل له خطوط داكنة تتكون من خطوط بارزة من البقع الداكنة والتي تمتد طوليًا عبر العضلات، وغالبًا ما تندمج البقع لتشكل خطوطًا داكنة، ويمكن الخلط بين ضفادع النجار والضفادع الخضراء الشمالية والضفادع الأمريكية الصغيرة والضفادع الفهدية الجنوبية الداكنة وضفادع الخنازير الصغيرة، وتفتقر الضفادع الخضراء الشمالية والضفدع الأمريكية الصغيرة إلى الخطوط البني المصفر أو الذهبي الموجود على الضفادع النجار، وضفادع النمر الجنوبي الداكن لها بقعة مضيئة في منتصف طبقتها والتي تفتقر إليها الضفادع النجار.

تكاثر الضفدع النجار والصغار

يفقس بيض ضفدع الحفار أو الضفدع النجار بعد حوالي أسبوع من وضعه وذلك حسب درجة حرارة الماء، وستعيش الضفادع الصغيرة في تلك الحالة لمدة عام تقريبًا وتنمو حتى 9 سم، ويقضون الشتاء في أحواض التكاثر، بين أغسطس وسبتمبر من العام التالي سوف تتحول الضفادع الصغيرة النجار إلى صغار.

عندما يبدأ موسم التكاثر يقوم ذكور الضفادع النجارة بتأسيس أراضيها والدفاع عنها من خلال الدعوات، ويختارون مناطق في الأراضي الرطبة الضحلة التي تتكون من المياه الراكدة والشجيرات المغمورة، ويرتبط عدد مواقع الاتصال الموجودة في الأراضي الرطبة ارتباطًا مباشرًا بكمية الغطاء النباتي المغمور المناسب لوضع البيض.

من خلال استخدام الأصوات العدوانية التي تتكون من ثلاث مكالمات مختلفة وعروض نشر منتصبة وممارسات قتالية يقوم ذكر الضفادع النجارة بتحديد منطقتهم ومحاولة جذب انتباه الإناث، وتشمل الممارسات القتالية مصارعة الذكور لفترات وجيزة من الزمن، وأثناء مباراة المصارعة يتشابك الذكور مع أرجلهم الأمامية في شكل ضمور مثل العناق، ويتم ذلك عن طريق محاولة تثبيت بعضها البعض، وفي نفس الوقت قد يقوم الذكور بإجراء مكالمات عدوانية تشبه الهدير، كما تستخدم هذه الأنشطة للمساعدة في جذب الانتباه من الإناث.

إذا كانت الإناث مهتمة بالذكر بناءً على عرضه الجسدي أو مكالماته فسوف تقترب من الذكر وتتواصل أحيانًا مع الذكر من خلال زقزقة مثل المكالمة، ولا يتم دائمًا ملاحظة هذا الزقزقة مثل النداء في تفاعلات الضفدع النجار للذكور والإناث، وهذا السلوك الخاص أكثر شيوعًا وفريدًا بين مجموعات ضفادع ديلمارفا، وبعد تفاعل الذكور والإناث قد يحدث التزاوج.

عادة ما تتزاوج الضفادع الحفارة أو الضفدع النجار وتضع بيضها بين أبريل ويوليو، وتودع إناث الضفادع النجارة كتلة كروية تتكون من 600 بيضة، وترتبط الكتلة المستطيلة بالنباتات المائية المغمورة داخل أراضي الذكر، وكتل البيض غير مرتبطة بالنباتات على عمق أكبر من 30 سم، ويتراوح قطر كل كتلة من 75 إلى 100 ملم، وبيض الضفادع الحفار وأجنتها لها نفس مستوى تحمل الماء الحمضي مثل البالغين، كما أظهرت بعض الدراسات أنّه عند درجة الحموضة 3.8 أو أقل نتج عن ذلك تطور غير طبيعي، وتم العثور على نفس النتائج عندما تراوحت مستويات الملوحة بين 0.15 و 0.30 جرام لكل 100 سم مكعب.

قد تضع الإناث عدة كتل من البيض خلال موسم التكاثر، وبالنظر إلى تلك الدراسات فقد أوضح أنّ الذكور استدعوا 95٪ من الليالي، ونتيجة لذلك خلص إلى أنّ الذكور بشكل شبه مستمر ينادون ويشاركون في أنشطة التزاوج طوال موسم التكاثر، وتظهر النتائج أيضًا أنّ جهود الاتصال من قبل الذكور الأصغر أقل من تلك الخاصة بالذكور الأكبر حجمًا، وتميل الذكور الأصغر إلى النمو أكثر خلال موسم التكاثر، ولم يتم توثيق المعلومات المحددة المتعلقة بالرعاية الأبوية في ضفادع النجار، ومع ذلك فإنّ معظم الأنواع في جنس (Rana) تستثمر القليل في رعاية الوالدين بعد وضع البيض وتخصيبه.

أطول عمر تم توثيقه في الأسر كان 6 سنوات وشهرين ولم يتم توثيق حياة الضفادع النجارة على مدى الحياة البرية، وتتواصل ضفادع النجار أيضًا مع بعضها البعض من خلال ممارسات تكاثرها، ويتواصل الذكور مع الإناث من خلال إظهار وضعيتهم المستقيمة والقتال مع الذكور الآخرين.

الضفدع النجار وعادات الطعام

تتغذى ضفادع النجار على الأرض وفي الغطاء النباتي للحشرات الصغيرة واللافقاريات الصغيرة الأخرى.

الضفدع النجار والافتراس

في حين أنّ هناك القليل من المعلومات المنشورة المتعلقة بالحيوانات المفترسة الطبيعية لضفادع النجار، تشير بعض الأبحاث إلى أنّ ثعابين الماء تأكل الضفادع النجارة، كما تشير الأبحاث الأخرى إلى أنّ وجود الضفادع الأمريكية يؤثر سلبًا على تجمعات الضفادع النجار، وعند وجود ضفادع الخنازير (Lithobates grylio) كان هناك أيضًا غياب أو انخفاض ملحوظ في أعداد الضفادع النجار، وضفادع النجار مموهة جيدًا في موائلها الطبيعية.

المصدر: فادية كنهوش (2007)، أطلس الحيوانات (الطبعة الأولى)، حلب: دار ربيع.أميرة عبداللطيف (1-3-2014)، "الأهمية الاقتصادية للحيوانات البرية ومنتجاتها في أفريقيا حالة خاصة السودان"، جامعة السودان، اطّلع عليه بتاريخ 18-10-2016.ديانا أبي عبود عيسى (2003)، حياة الحيوانات (الطبعة الأولى)، بيروت: دار المجاني.هيئة من المؤلِّفين (1999)، الموسوعة العربية العالمية (الطبعة الثانية)، الرياض، المملكة العربية السعودية: مؤسسة أعمال الموسوعة للنشر والتوزيع.


شارك المقالة: