القط الأنمر وصغاره

اقرأ في هذا المقال


البج أو القط الأنمر (Serval) هو نوع متوسط ​​الحجم من القطط التي توجد في جميع أنحاء أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى  وخاصة في المناطق المغطاة القريبة من الماء، ويُعتقد أنّ القط الأنمر هو الأكثر ارتباطًا بالقط الذهبي الأفريقي وكاراكال وهو أحد السلالات الأكثر تميزًا في القارة الأفريقية بفروه المرقط وأطرافه الطويلة مما يمنحه مظهر فهد صغير، وعلى الرغم من أنّ القط الأنمر لا تعتبر معرضة لأي خطر كبير في البرية، إلّا أنّها تتعرض لمستويات متزايدة من فقدان موائلها في الأراضي الرطبة مما أدى إلى انخفاض عدد السكان في مناطق معينة إلى جانب البحث عن فرائها على نطاق واسع.

مظهر القط الأنمر

قطط الأنمر هي حيوانات ذات رائحة وبصر وسمع ممتازين تساعدها على اكتشاف الفرائس في كل من العشب الطويل وحتى تحت الأرض مع آذانها الكبيرة والمستديرة قادرة على الدوران بشكل مستقل لتحديد الحيوانات الصغيرة عن قرب، والقط الأنمر هو حيوان ذو فرو أصفر أو برتقالي اللون مغطى ببقع وخطوط داكنة (يختلف حجمها وموضعها بشكل كبير بين الأفراد)، مما يساعد على تمويه القط الأنمر في العشب الطويل، وتبدأ العلامات في الجزء العلوي من الرأس وتمتد بين الأذنين وأسفل الرقبة وتشكل أربعة خطوط مميزة تنقسم إلى نقاط عند الوصول إلى الكتفين، والذيل القصير نسبيًا للقط الأنمر مُحاط بحلقات سوداء وينتهي بطرف أسود.

تتميز القط الأنمر بأعناق طويلة جدًا مقارنة بحجم أجسامها، وعندما تقترن بأرجلها الطويلة فإنّها تتيح لرأسها أن تصل إلى 75 سم من الأرض، مما يساعد الحيوان على الرؤية والسماع بوضوح أثناء الاختباء في العشب الطويل، ومثل جميع القطط الأخرى (باستثناء الفهد) فإنّ القط الأنمر قادرة على سحب مخالبها إلى أكياس واقية من الجلد في أقدامها مما يعني أنّها قادرة على الحفاظ على مخالبها حادة للصيد لأنّها لا يتم تفتيتها عند التحرك.

موطن القط الأنمر

تاريخيًا كان من الممكن العثور على القط الأنمر ذات مرة في جميع أنحاء إفريقيا ولكنها اليوم محصورة بشكل أساسي في مناطق جنوب الصحراء، وعلى الرغم من وجود عدد قليل من السكان في الشمال إلّا أنّه يُعتقد أنّ عددهم يبلغ حوالي 250 فردًا ناضجًا ويعتبرون معرضين محليًا لخطر الانقراض، ويحتوي القط الأنمر على نطاق واسع نسبيًا في جميع أنحاء الأجزاء الوسطى والجنوبية من إفريقيا، حيث يتواجد بشكل شائع في أحواض القصب والاندفاع في الأراضي الرطبة الهامشية وفي الأراضي العشبية التي تحتوي على مصدر جيد للمياه.

على الرغم من أنّ الأراضي الرطبة مفضلة إلّا أنّ القطط الأنمر حيوانات قابلة للتكيف إلى حد ما ويمكن العثور عليها في مجموعة من الموائل الأخرى داخل نطاق موطنها أيضًا، بما في ذلك الغابات وغابات الخيزران والمستنقعات وعلى طول الجداول مما يوفر إمدادات جيدة من الطعام والكثير من الماء.

عادات القط الأنمر

يعتبر القط الأنمر حيوانًا منفردًا يقود أسلوب حياة شفقي مما يعني أنّه يكون أكثر نشاطًا في الصباح الباكر والمساء، وقطط الأنمر هي حيوانات إقليمية للغاية تتجول في جميع أنحاء المنزل تتراوح مساحتها بين 12 و 20 كيلومترًا مربعًا والتي تتميز برائحة مثل البول أو علامات الخدش على الأشجار وعلى الأرض، ومثل العديد من أنواع القطط الأخرى في جميع أنحاء العالم يتداخل نطاق ذكر القط الأنمر مع أكبر عدد ممكن من الإناث التي يمكنه التزاوج معها (ومع ذلك لا تشارك الإناث أجزاء من أراضيها مع إناث أخرى).

قطط الأنمر هي حيوانات قابلة للتكيف بشكل لا يصدق وليست جيدة فقط في تسلق الأشجار للهروب من الخطر، ولكن على عكس العديد من القطط، وسوف يسعدها أيضًا الخوض في الماء للقبض على فرائسها وهو ما يفعله من خلال الانقضاض بقوة على ضحيتها والقبض عليها بمخالبها الأمامية.

تكاثر القط الأنمر والصغار

على الرغم من عدم وجود موسم تكاثر محدد لقط الأنمر إلّا أنّ المزيد من التزاوج يحدث في الربيع عندما تبحث الأنثى عن الذكر وتغازلها لبضعة أيام، وبعد التزاوج تقيم أنثى القط الأنمر وكرًا آمنًا في الغطاء النباتي الكثيف، حيث تلد ما بين قطط واحد وثلاث قطط وتولد بعد فترة حمل تستمر لمدة 73 يومًا، ويولد صغار القط الأنمر أعمى ويزن 250 جرامًا فقط ولكن خلال الأسبوعين الأولين وتفتح أعينهم ويتضاعف حجمهم.

ترضع أنثى القط الأنمر صغارها حتى يتم فطامها في 5 أشهر عندما تبدأ في مرافقتها عند البحث عن الطعام ولكن لا تميل إلى تركها لمدة عام على الأقل، وبمجرد استقلال القطط يجب أن تجد منطقة تسميها منطقتها، والتي يمكن أن تستغرق الذكور الصغار حتى عامين، ويُعتقد أنّ القط الأنمر تعيش في المتوسط ​​من 10 إلى 12 عامًا في البرية مع بلوغ أكبر فرد تم تسجيله سن 23 عامًا.

من المعروف أنّ أنثى القط الأنمر تغير أنماط حياتها من أجل التكيف مع حقيقة أنّ لديها صغارًا، ويجب أن تجد الطعام في كثير من الأحيان أكثر من المعتاد، ومع ذلك قبل أن تبلغ من العمر ما يكفي للانضمام إليها في الصيد تنتظرها القطط بلا كلل في العرين وستحاول غالبًا متابعة والدتها التي يجب أن تشتت انتباهها قبل المغادرة للصيد.

حمية القط الأنمر

القط الأنمر هو حيوان لاحم يصطاد ويأكل الحيوانات الصغيرة من أجل البقاء على قيد الحياة، وتصطاد القط الأنمر بشكل أساسي الفئران والقوارض الصغيرة الأخرى جنبًا إلى جنب مع الأسماك والضفادع في الماء والحشرات الكبيرة والطيور الصغيرة، والتي يمكنها اصطيادها على الأرض وعن طريق القفز في الهواء، وتكتشف قطط الأنمر فرائسها إما عن طريق شم الهواء أو عن طريق الانتظار والاستماع بصمت باستخدام آذانها الكبيرة، وبمجرد العثور عليهم ينزلون أجسادهم نحو الأرض ويتحركون ببطء نحوها وهو ما يعرف بالمطاردة، وبمجرد اقتراب القط الأنمر بدرجة كافية من ضحيتها تنقض عليها وتصطاد الحيوان بمخالبه الأمامية.

تتميز الأرجل الخلفية الطويلة للقط الأنمر بأنّها قوية بشكل لا يصدق وتسمح لها بالقفز حتى أربعة أمتار أفقيًا وأكثر من متر في الهواء، وعلى الرغم من أنّهم لا يهاجمون الماشية بشكل طبيعي إلّا أنّه في المناطق القريبة من السكن من المعروف أنّهم يأكلون الدواجن ونادرًا ما يمكنهم مهاجمة الكلاب أيضًا.

القط الأنمر والتهديدات

نظرًا للحجم الكبير نسبيًا والطبيعة الخفية للقط الأنمر لا يوجد لديهم مفترسات طبيعية مشتركة في بيئاتهم الأصلية، حيث يشكل الفهود والضباع أكبر تهديد لهم (ليس فقط من الهجوم ولكن أيضًا التنافس على كل من الطعام والأراضي)، وأكبر تهديد للقط الأنمر في جميع أنحاء إفريقيا هو الأشخاص المعروفون بقتلهم بسبب فرائهم وهو أمر مطلوب بشدة خاصة بين القبائل في غرب إفريقيا، كما أنّهم معرضون لخطر إطلاق النار عليهم من قبل المزارعين الذين يخشون على ماشيتهم ويهددون بفقدان الموائل في عدد من المناطق في جميع أنحاء مداها الطبيعي.

اليوم تم إدراج القط الأنمر من قبل (IUCN) كحيوان لا يهتم كثيرًا بالانقراض في بيئته الطبيعية في المستقبل القريب نظرًا لانتشارها واستقرار سكانها في العديد من الأماكن، ومع ذلك فقد انقرضت الآن من مناطق معينة وتم الإعلان عنها محليًا بأنّها مهددة بالانقراض في الشمال حيث لا يوجد سوى عدد قليل من السكان، وحدثت إعادة تقديم سرفالس المرباة في الأسر في عدد من المناطق لمحاولة تحقيق الاستقرار في أعداد السكان المتضائلة، ولكن الخسارة المستمرة لموائلها الفريدة في الأراضي الرطبة تثير قلق دعاة الحفاظ على البيئة بشأن مستقبل سرفال في إفريقيا، وعلى الرغم من أنّ صيدها محظور الآن في العديد من البلدان الأفريقية إلّا أنّ تجارة الجلود لا تزال بأعداد كبيرة في بعض المناطق.


شارك المقالة: