ببغاء المكاو وصغاره

اقرأ في هذا المقال


ببغاء المكاو (Macaw) هي أعضاء بحجم كينغ في عائلة الببغاء ولها ميزات نموذجية للببغاء، وتتكيف مناقيرها الكبيرة والقوية والمنحنية لسحق المكسرات والبذور، وتُستخدم أصابع قدمهم القوية والرشاقة مثل اليدين لإمساك الأشياء، وتساعد الأصوات الصاخبة في جعل وجودها معروفًا في الغابات المطيرة الكثيفة، وتشتهر أيضًا بألوانها الزاهية والتي تبدو جريئة وواضحة بالنسبة لنا ولكنها في الواقع تمتزج جيدًا مع الأوراق الخضراء والفواكه الحمراء والصفراء والظلال المزرقة لمنازل الغابة.

ببغاء المكاو وببغاوات العالم القديم والجديد

يوجد ما يقرب من 17 نوعًا فريدًا من طيور الببغاء في البرية وفي الأسر اليوم، وكل هذه الطيور هي جزء من عائلة (Psittacidae) والتي تُترجم إلى ببغاوات حقيقية، وتنقسم عائلة الببغاء هذه إلى فئتين فرعيتين: (Psittacinae) و (Arinae) أو ببغاوات العالم القديم والعالم الجديد على التوالي، وتشمل ببغاوات العالم القديم الببغاء الرمادي وببغاء الرأس وببغاء السنغال والتي توجد بشكل أساسي في إفريقيا.

في المقابل تشمل ببغاوات العالم الجديد ستة أجناس من طيور الببغاء التي تعيش وتتجول في المكسيك وهندوراس والبرازيل ودول أخرى في أمريكا الوسطى وأمريكا الجنوبية، وتشمل هذه الطيور الببغاء القرمزي والببغاء الأزرق والذهبي والببغاء الأخضر الجناح والأكتاف الحمراء أو هانز ومكاو والمكاو المهرج، وعلى عكس أبناء عمومتهم في العالم القديم فإنّ كل هؤلاء لديهم ريش لامع بدرجات متفاوتة من الأخضر والأزرق والأصفر والذهبي والأحمر، وفي حين أنّ هذه الألوان نابضة بالحياة وجذابة للغاية للبشر فإنّ هذه الألوان تسمح لطيور الببغاء بتمويه نفسها في الأوراق الخضراء لغابات الأمازون المطيرة والغابات الأخرى التي يسمونها المنزل.

موطن ببغاء المكاو

التي تعيش هذه الطيور بشكل عام في أزواج أحادية الزواج ولكنها تشكل أيضًا عائلات تصل إلى 30 في قطيع واحد، ويستقرون عمومًا في الشقوق داخل الأشجار العالية أو يعيشون على سفوح المنحدرات للحماية، ومن المعروف أيضًا أنّها تحفر المنخفضات في ضفاف الأنهار أو التلال الأخرى المصنوعة من التربة الناعمة.

وعادة ما تعشش هذه الطيور في عقدة أو شقوق في أشجار الغابات المطيرة الطويلة، وبعض الأنواع أيضًا تبني منازلها في الأشجار المتعفنة في السافانا والسهول في أمريكا الجنوبية، وستختار الأنواع الأخرى العش على المنحدرات الصخرية للحماية بينما يختار البعض حفر منطقة في ضفة النهر.

عادات ببغاء المكاو

هذه طيور مرحة وسعيدة بشكل عام، ووصفهم أصحابها بأنّهم مهرجون أو مازحون، وهم مخلوقات اجتماعية للغاية سواء في البرية أو في الأسر، ويعمل الكثير بشكل جيد مع العائلات حيث يوجد المزيد من البشر للتفاعل معهم بشكل منتظم، وإذا تم إطعامهم يدويًا في سن مبكرة فسيتم ربطهم بأصحابهم، وفي البرية هذه طيور غريبة، فقد لاحظ العلماء والمتحمسون أنّ هذه الطيور تلعب بأشياء جديدة، وغالبًا ما يرمون أشياء جديدة في الهواء ويلتقطونها بمناقيرهم أو بأقدامهم، وسيقومون أيضًا بلعق الكائن وتذوقه لمحاولة الحصول على مزيد من المعلومات عنه.

بينما تترابط هذه الطيور في أزواج فإنّها تسعى أيضًا إلى تكوين أسراب أكبر من 30 إلى 40 أو أكثر من الطيور، وتعمل الأعداد المتزايدة على حماية نفسها من البشر والثعابين والطيور الكبيرة والجاغوار والتهديدات الأخرى، وغالبًا ما يصرخ الببغاوات أو يطلقون أصواتًا عالية للتواصل مع زملائهم في القطيع أو لتحذيرهم، وفي الأسر يحبون تعلم الكلمات وسوف يمارسون مفردات جديدة حتى يتقنها.

مظهر ببغاء المكاو

إنّ متوسط ​​الحجم والوزن وطول الجناح يختلف اختلافًا كبيرًا من نوع لآخر، وأكبر الأمثلة هي جزء من جنس (Arinae)، وتشمل هذه المجموعة صفير الببغاء الذي يبلغ طول جناحيه بين ثلاثة وأربعة أقدام ويصل وزنه إلى أربعة أرطال كما يبلغ طولها أكثر من 39 بوصة، وأصغر الأنواع هو المكاو ذو الأكتاف الحمراء واسمه العلمي (Diopsittaca nobilis) والذي يُعرف أيضًا باسم المكاو الصغير، وتزن هذه الطيور 5.8 أوقية وطول 12 بوصة فقط، وببغاء مكاو هان والببغاوات النبيلة التي تتكون منها هذه الأنواع متطابقة تقريبًا في المظهر، ومع ذلك فإنّ الفك السفلي العلوي لأسرة هان أسود.

حمية ببغاء مكاو

يأكل الببغاوات الفاكهة في المقام الأول كمصدر رئيسي للتغذية، ومع ذلك فإنّها تطير أيضًا إلى المناطق العشبية بحثًا عن البذور أو المكسرات، ومناقيرها القوية قادرة على تكسير اللوز والمكسرات البرازيلية وغيرها من المكسرات المماثلة، وتعتبر القيمة العالية من السعرات الحرارية ومحتوى الدهون في المكسرات أمرًا مهمًا للأنواع الأكبر مثل الببغاء الصفير.

ببغاء مكاو والتهديدات

هذه الطيور معرضة للخطر من العديد من الأنواع المحلية في غابات الأمازون المطيرة وغابات أمريكا الوسطى وأمريكا الجنوبية، وتشمل هذه الحيوانات المفترسة الثعابين والقرود والطيور الكبيرة، وتشمل التهديدات المحددة الثعابين وعوائق بوا والنمور والنسور والصقور.

تكاثر ببغاء مكاو والصغار

يصل الببغاوات إلى مرحلة النضج الجنسي بين سنتين و 10 سنوات حسب النوع، وفي ذلك الوقت سوف يتزاوجون عادةً مع طائر آخر في قطيعهم، تعيش الببغاوات عادة في أزواج وبعد موسم التعشيش تعيش في مجموعات عائلية، وعندما يختار الببغاوات الكبار رفقاءهم فعادة ما يظلون معًا حتى يموت أحدهم، وهذه العلاقة الوثيقة تسمى السندات الزوجية، ويعزز الزوج روابطه من خلال تنظيف ريش بعضهما البعض ومشاركة الطعام والعيش معًا، والرابطة قوية لدرجة أنّه حتى عندما يطير الزوجان مع قطيع كبير يظل الاثنان قريبين من بعضهما البعض وأجنحتهما تتلامس تقريبًا.

تتكاثر معظم أزواج الببغاوات مرة واحدة سنويًا وتحتوي معظم القوابض على ما بين بيضة واحدة وأربع بيضات، التي تضع الأنثى بيضها في عش داخل شجرة مجوفة أو في حفرة مجوفة على وجه منحدر، والأم فقط هي التي تقوم بالحضانة حتى تفقس الكتاكيت، والأب هو المسؤول عن جلب الطعام لها، وإذا نجح التكاثر فستنتظر الإناث عمومًا عامين للتزاوج مرة أخرى.

وبمجرد أن تفقس الكتاكيت يحضر كلا الوالدين لهم الطعام، وفراخ الببغاء لا حول لها ولا قوة في البداية، وتظل أعينهم مغمضة لعدة أيام ويتم تغطيتهم قليلًا بالريش الناعم لذا فهم بحاجة إلى رعاية والديهم حتى ينمو ريشهم في حوالي 10 أسابيع من العمر.

في كثير من الأحيان تتنافس الكتاكيت الموجودة في نفس العش على الطعام، وغالبًا ما تبقى الصيصان الأكبر والأقوى فقط على قيد الحياة، ويكون الفراخ خرقاء في البداية عندما يتعلمون الطيران في حوالي ثلاثة أشهر من العمر، ولكن بمجرد أن يتعطلوا يبدأون في الطيران مع الكبار بحثًا عن الطعام.

وتبدأ معظم الببغاوات بعيون رمادية أو سوداء عندما تكون صغيرة والتي تتحول إلى اللون البني أو الأصفر مع نضوجها، ويحضن البيض عادة ما بين 24 و 28 يومًا حسب نوع الببغاء، وتبقى الكتاكيت عادة في العش تحت حماية والديهم لمدة تصل إلى ثلاثة أشهر بعد الفقس، وعند هذه النقطة سيبقون غالبًا مع والديهم وإخوتهم لمدة عام ثم يتوجهون ليجدوا مكانهم في قطيع.

يختلف عمر الببغاء اختلافًا كبيرًا بناءً على نوعه، فعلى سبيل المثال سيعيش الببغاء الأزرق والذهبي لمدة تصل إلى 35 عامًا في البرية، وبالمقارنة فإنّ عمر الجناح الأخضر والببغاوات القرمزية يتراوح بين 70 و 75 عامًا، وبشكل عام يبلغ متوسط ​​عمر هذه الطيور 60 عامًا في البرية ولكن بعض الأفراد يعيشون حتى الثمانينيات من عمرهم وما بعدها، وتختلف أعداد الببغاوات بشكل كبير اعتمادًا على الأنواع التي تقيمها، وبعض الأنواع مثل ببغاء مكاو سبكس (Spix Macaw) انقرضت في البرية، وفي الواقع بقي أقل من 200 من هذه الطيور في الأسر في جميع أنحاء العالم.

في المقابل يعتقد أنّ هناك ما لا يقل عن 10000 من الببغاوات الزرقاء والذهبية المتبقية في البرية، وتم تصنيف هذا النوع على أنّه أقل إثارة للقلق لأنّ أعداده بينما لا تزال في تناقص ظلت مستقرة نسبيًا على مدار العقد الماضي، أمّا الأنواع الأخرى مثل صفير الببغاء مهددة بالانقراض وتعتبر مهددة، ولا يوجد سوى ما يقدر بنحو 6500 عينة من هذه الطيور المتبقية في البرية، وبالمثل لم يتبق في العالم سوى حوالي 2000 ببغاء قرمزي.

المصدر: هيئة من المؤلِّفين (1999)، الموسوعة العربية العالمية (الطبعة الثانية)، الرياض، المملكة العربية السعودية: مؤسسة أعمال الموسوعة للنشر والتوزيع.ديانا أبي عبود عيسى (2003)، حياة الحيوانات (الطبعة الأولى)، بيروت: دار المجاني.أميرة عبداللطيف (1-3-2014)، "الأهمية الاقتصادية للحيوانات البرية ومنتجاتها في أفريقيا حالة خاصة السودان"، جامعة السودان، اطّلع عليه بتاريخ 18-10-2016.فادية كنهوش (2007)، أطلس الحيوانات (الطبعة الأولى)، حلب: دار ربيع.


شارك المقالة: