تدلي العين عند القطط

إذا ظهرت على القطة علامات تدلي في العين فيجب تحديد موعد مع طبيب بيطري، وبعد تحديد المصدر الأساسي سيبدأ الطبيب البيطري في الرعاية أو يوصي بأخصائي، وقبل الزيارة يجب الاستعداد للإجابة على الأسئلة المتعلقة بالتاريخ الطبي للقطة؛ فغالبًا ما يكون لدى القطط ذات العين المترهلة أو الجفن البارز عين متدلية وتُعرف أيضًا باسم “متلازمة هورنر”، وتختلف أصول هذا المرض وهي تتراوح من تلف الدماغ إلى التهابات الأذن الداخلية؛ ونتيجة لذلك فإن العلاج ليس دائمًا بسيطًا.

تدلي العين عند القطط

تدلي العين أو بروز الجفن من العين أو ضيق بؤبؤ العين بشدة، قد تم ربط هذه الحالة بحالات تؤثر على الأذن الوسطى ولكن في كثير من الحالات يبقى الأصل غير معروف، وفي ما يقرب من 45 في المائة من القطط التي تم تشخيصها يظل السبب الدقيق بعيد المنال، كما سيتطلب التشخيص لهذه الحالة تقديم تاريخ مفصل لصحة القطة، وبداية وطبيعة الأعراض والحوادث المحتملة التي قد تسببت في هذه الحالة، مثل إصابات الدماغ وإصابة الرأس أو الظهر والتهابات الأذن وأي حالة صحية سابقة أخرى، كما سيقوم الطبيب البيطري بإجراء فحص جسدي شامل للقطة مع فحص الدم القياسي وملف الدم وتحليل البول.

ولكن الاختبارات المعملية الروتينية غير مطلوبة لتشخيص هذه الحالة، ولكنها قد تكون مفيدة في تحديد الأمراض أو العدوى الأخرى التي قد تكون موجودة، كما يبقى التصوير الشعاعي هو الأسلوب المهم لتقييم آفات الدماغ والحبل الشوكي، كما أن الأشعة السينية للجمجمة مفيدة في تقييم مشاكل الأذن، ويتم أيضًا استخدام التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI) والتصوير بالموجات فوق الصوتية والتصوير المقطعي (CT-scan) لتشخيص حالة تدلي العين، وفي بعض الحالات يتم أخذ عينة من السائل الدماغي النخاعي لتحليل أمراض الدماغ والحبل الشوكي.

أعراض تدلي العين عند القطط

تتجلى أعراض تدلي العين عند القطط في مظهرها الخارجي؛ حيث تبدو إحدى عينيها أو كلتيهما غير طبيعية، وقد يكون لديها أيضًا التهاب حول الأذنين، وفيما يلي بعض العلامات المعتادة:

• ترهل الجفن العلوي.

• تقبض الحدقة أو تقلص حدقة العين

• ارتفاع الجفن الداخلي فوق القرنية.

• عيون أو محجر العين الغارق.

• القطط التي تعاني من أعراض تدلي العين تحتاج إلى رعاية فورية، ولا يجب تأخير عرضها على طبيب بيطري، ونظرًا لأن البداية قد تكون مرتبطة بمرض خطير في بعض الأحيان، يكون الاكتشاف المبكر أمرًا حيويًا للشفاء التام.

أسباب تدلي العين عند القطط

تختلف أسباب تدلي العين عند القطط، ويعد اكتشاف المصدر الأساسي لهذا المرض الوظيفة الأولى للطبيب البيطري، كما أنه أيضًا الشيء الأصعب لأنه لا يوجد قط محصن، وأيضًا ما يقرب من نصف الحالات المبلغ عنها تظهر تلقائيًا دون سبب واضح، ولكن فيما يلي المشغلات الشائعة:

• تؤثر آفات الحبل الشوكي بالقرب من أعصاب العين على قدرتها على العمل بشكل جيد أو على الإطلاق.

• إصابة الدماغ (ورم أو صدمة) تؤثر على الخلايا العصبية، ونتيجة لذلك تفشل الإشارات المتعلقة بحركة العين أو تحديد المواقع.

• تحفيز التهابات الأذن أو العين على تراكم المواد؛ مما يؤدي إلى إزاحة آليات العين، كما التهاب الجفون يؤدي إلى تضخمها.

• الحالات المجهولة السبب التي لا يجد فيها الطبيب البيطري أي مصدر أو سبب لتدلي العين.

كيفية تشخيص تدلي العين عند القطط

ليس من الصعب تحديد ما إذا كانت القطة مصابة بالعين المتدلية؛ حيث أنّ وجودها مرئي لأي متفرج، ومع ذلك لا يزال اكتشاف السبب الأساسي يمثل تحديًا للأطباء البيطريين؛ لذا فإن تشخيص تدلي للعين يتطلب بضع خطوات، تشمل ما يلي:

• الكشف عن التاريخ الطبي للقطة: حيث أنه  للعثور على السبب الجذري سيطلب الطبيب البيطري تاريخًا كاملاً عن صحة القطة والأحداث التي أدت إلى تدهور العين.

• عمل اختبارات الدم: لعزل أي عدوى أو مرض في جسم القطة، سيطلب الطبيب البيطري سلسلة من اختبارات الدم؛ حيث أنها تعرض عدد خلايا الدم الحمراء في نظام القطة جنبًا إلى جنب مع التشوهات.

• أخذ عينات من البول (أو تحليل البول): يقوم الطبيب البيطري بفحص بول القطة بحثًا عن الأمراض التي تؤثر على مستويات الأس الهيدروجيني والبروتينات والكليتين.

• أداء التصوير الشعاعي: تستخدم تقنية التصوير هذه الإشعاع الكهرومغناطيسي لفحص آفات الدماغ والحبل الشوكي.

• طلب التصوير المقطعي: تستخدم تقنية التصوير هذه الإشعاع لاكتشاف السرطان في العظام والرئتين وتجاويف الصدر.

• طلب التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI): لا تستخدم تقنية التصوير الإشعاعي ولكنها تكشف عن الأورام والآفات في الدماغ والحبل الشوكي.

• جمع السائل النخاعي (CSF): يتم هذا باستخدام إبرة طويلة؛ حيث يسحب الطبيب البيطري السائل النخاعي من العمود الفقري ثم يحلل هذا السائل لاحقًا بحثًا عن المرض.

كيفية علاج تدلي العين عند القطط

لا يوجد علاج للعين المتدلية، كما أنّ الأطباء البيطريون يركزون الرعاية على أصول هذا المرض، وإذا تم علاجها فإن الأعراض المقابلة تلتئم دون تدخل، وتشمل هذه العلاجات ما يلي:

• الجراحة: تتضمن جراحة العمود الفقري أو الدماغ إزالة أو إصلاح النمو أو الإصابة، وهذه الطريقة غازية، كما يجب إدخال القطة إلى مستشفى الحيوانات، ويمكن أن تستمر إقامتها لمدة تصل إلى أسبوع ويستغرق التعافي بعد الجراحة حوالي ثلاثة أشهر.

• الستيرويدات: الستيرويدات التي يتم تناولها عن طريق الحقن تغير الهرمونات وتقلل من التهاب الأنسجة، وهي مفيدة في علاج الأورام والنموات الأخرى في العمود الفقري، وفي الحالات الخفيفة يكون الشفاء للقطط من (4 إلى 6) أسابيع.

• المضادات الحيوية: يتم استخدام المضادات الحيوية الموصوفة كمراهم أو حبوب لمحاربة البكتيريا؛ حيث يقدم الطبيب البيطري هذا كعلاج للعدوى، ويبدأ التعافي بعد يومين، وتكون الآثار الجانبية هي الطفح الجلدي والخمول والقيء.

• نمط الحياة: القطط التي تعاني من إصابات في العمود الفقري أو الدماغ لا يمكن علاجها، وبدلاً من ذلك يقدم الطبيب البيطري نصائح حول نمط الحياة للمساعدة في إدارة العين المتدلية، كما أنها تنطوي على إبقاء العين المصابة نظيفة ومراقبة أي تغييرات.

الشفاء من العين المتدلية في القطط

بغض النظر عن العلاج فإن القطط المصابة بتدلي العين لديها زيارات متابعة؛ حيث سيتحقق الطبيب البيطري من التغييرات التي تطرأ على العين، ونظرًا لاختلاف أصول العين المتدلية فهو بحاجة لمعرفة ما إذا كان تشخيصه وعلاجه يؤديان إلى الشفاء، وإذا لم يكن الأمر كذلك فقد تخضع القطة لمزيد من الاختبارات والرعاية، اعتمادًا على الحالة، كما قد ينطوي التعافي الكامل على التجربة والخطأ على مدى فترة زمنية طويلة.