حيوان الأسد وصغيره الشبل

اقرأ في هذا المقال


لقد استحوذت الأسود على خيالنا لعدة قرون، فنجوم الأفلام وشخصيات الكتب والأسود على رأس السلسلة الغذائية، والكلمة السواحيلية للأسد سيمبا التي تعني أيضًا ملك والقوي والعدواني، وكلمة أسد لها نفس المعنى في مفرداتنا، فإذا وصفت شخصًا ما بأنّه قلب الأسد فأنت تصف شخصًا شجاعًا، وإذا كنت تحب شخصًا ما فإنك تعامله باهتمام أو أهمية كبيرة.

الأسد والقطط الكبيرة

تختلف الأسود عن الأعضاء الآخرين في جنس القطط الكبيرة من النمر والفهد والجاغوار، حيث ذكور الأسود البالغة أكبر بكثير من الإناث وعادة ما يكون لها شعر مثير للإعجاب حول الرقبة، كما يختلف لون وحجم ووفرة البدة باختلاف الأفراد ومع تقدم العمر، ووظيفة الرجل هي جعل الذكر يبدو أكثر إثارة للإعجاب للإناث وأكثر ترويعًا للذكور المنافسين، كما أنّ لبدة الأسد السميكة تحمي رقبته من نهب المخالب أثناء المعارك مع الذكور الآخرين بسبب النزاعات على الأراضي أو حقوق التكاثر.

الأسود هي أيضًا القطط الوحيدة التي تعيش في مجموعات اجتماعية كبيرة تسمى الفخر، ويمكن أن يكون للفخر 3 إلى 30 أسدًا ويتكون من لبؤات (أمهات وأخوات وأبناء عم) وأشبالهم مع عدد قليل من الذكور البالغين من غير الأقارب، والكبرياء -مكان سكن الأسد واللبؤة- له علاقة وثيقة وليس من المرجح أن يقبل شخصًا غريبًا، ويبقى الذكور غير المرتبطين بضعة أشهر أو بضع سنوات ولكن اللبوات الأكبر سنًا تبقى معًا مدى الحياة.

في المناطق الجافة التي بها طعام أقل تكون الفخر أصغر وتتولى لبؤتان المسؤولية، وفي الموائل التي تحتوي على المزيد من الطعام والماء يمكن أن يكون للفخر من أربعة إلى ستة لبؤات بالغة وعلامة كل من الذكور والإناث رائحة لتحديد منطقتهم.

العيش في الكبرياء يجعل الحياة أسهل، ويعني الصيد كمجموعة أنّ هناك فرصة أفضل للحصول على الطعام عند احتياج الأسود إليه ومن غير المرجح أن يصابوا أثناء الصيد، ولاحظ باحثو الأسد أنّ بعض الأنشطة معدية داخل الكبرياء، فإذا تثاءب أحد الأسد أو تربى بنفسه أو زأر فإنّه يطلق موجة من التثاؤب أو الاستمالة أو الزئير.

تلعب الأسود واللبؤات أدوارًا مختلفة في حياة الكبرياء، وتعمل اللبؤات معًا لاصطياد الأشبال ومساعدتهم في تربية الأشبال، وهذا يتيح لهم تحقيق أقصى استفادة من عملهم الشاق مما يجعلهم أكثر صحة وأمانًا، وكونها أصغر وأخف وزنًا من الذكور فإنّ اللبؤات أكثر رشاقة وأسرع، وأثناء الصيد تطارد الإناث الأصغر الفريسة باتجاه مركز مجموعة الصيد، واللبوات الأكبر والأثقل تعد كمينًا للفريسة أو تمسك بها، واللبؤات متعددة الاستخدامات ويمكنها تبديل وظائف الصيد اعتمادًا على الإناث التي تصطاد في ذلك اليوم ونوع الفريسة.

في حين أنّه قد يبدو أنّ اللبؤات تقوم بكل العمل في الكبرياء إلّا أنّ الذكور يلعبون دورًا مهمًا، وفي حين أنّهم يأكلون أكثر من اللبؤات ويجلبون طعامًا أقل بكثير (يصطادون أقل من 10 في المائة من الوقت)، ويقوم الذكور بدوريات ووضع علامة وحراسة أراضي الفخر، ويحرس الذكور أيضًا الأشبال أثناء قيام اللبؤات بالصيد ويتأكدون من حصول الأشبال على ما يكفي من الطعام، وعندما يحاول رجل جديد الانضمام إلى فخر عليه أن يقاتل الذكور الموجودين بالفعل، ويتم طرد الذكر الجديد أو ينجح في طرد الذكور الحاليين.

تمتلئ حياة الأسد بالنوم والقيلولة والراحة، وعلى مدار 24 ساعة تتمتع الأسود بفترات قصيرة من النشاط المكثف، تليها نوبات طويلة من الكذب حول هذا المجموع لمدة تصل إلى 21 ساعة، وتعتبر الأسود متسلقة جيدة وغالبًا ما تستريح على الأشجار، وربما لالتقاط النسيم البارد أو الابتعاد عن الذباب، كما تستلقي الأسود أحيانًا في أوضاع مجنونة مثل ظهورها على ظهورها وأقدامها في الهواء أو انتشار أرجلها بعيدًا عن بعضها.

لغة وصوت الأسود

تشتهر الأسود بزئيرها الرنان، ويمكن للذكور أن يزأروا عندما يبلغون من العمر حوالي عام ويمكن للإناث أن تزأر بعد بضعة أشهر، وتستخدم الأسود زئيرها كشكل من أشكال التواصل، كما إنّه يحدد الأفراد ويقوي رابطة الكبرياء ويتيح للأسود الأخرى معرفة مجال الكبرياء، والأصوات الأخرى التي تنتجها الأسود تشمل الهدير والزمجرة والهسهسة والميوس والهمهمات والنفخات والتي تبدو وكأنها عطسة خانقة وتستخدم في المواقف الودية.

الموئل والنظام الغذائي

الموطن الرئيسي للأسود هو الغابات المفتوحة والأراضي العشبية الكثيفة وموائل الفرش، حيث يوجد غطاء كافٍ للصيد والحجر، وتوفر هذه المناطق من الموائل العشبية أيضًا طعامًا للحيوانات العاشبة التي تتغذى عليها الأسود.

تصطاد الأسود عادة في الليل خاصة عند الغسق والفجر حيث تقوم اللبوات بمعظم العمل، ويمكن لأسد يطارد فريسته أن يمتد بطول ملعب كرة قدم في ست ثوان، وتحتوي أعينهم على خط أفقي من الخلايا العصبية، مما يحسن رؤيتهم بعد الفريسة عبر سهل، ولقد شوهدت الأسود وهي تنزع فريسة كبيرة مثل الجاموس والزرافات، حتى أنّهم قد يسحبون هذه الفريسة الثقيلة إلى غابة من الفرشاة لمنع الحياة البرية الأخرى من الوصول إليها.

تصطاد الأسود الظباء وذوات الحوافر الأخرى وصغار الفيلة أو وحيد القرن والقوارض والزواحف والحشرات وحتى التماسيح، كما أنّهم يبحثون عن الفرائس أو يسرقونها من الفهود أو الضباع أو كلاب الصيد الأفريقية (وتسمى أيضًا الكلاب المرسومة)، حتى أنّهم يأكلون الطعام الذي أفسد، وتهضم الأسود طعامها بسرعة، مما يسمح لها بالعودة قريبًا لثانية تساعدها بعد التهام نفسها في المرة الأولى.

تكاثر وصغير الأسد

اللبؤة تلد صغارها في مكان منعزل بعيدًا عن الكبرياء ويطلق على طفلها اسم شبل، وعند الولادة يكون لون كل معطف شبل بني مصفر ومميز ببقع داكنة مميزة على شكل وردية أو في بعض الأحيان خطوط، ويظل الأشبال مختبئين لمدة أربعة إلى ستة أسابيع، حيث يكتسبون القوة ويتعلمون المشي واللعب مع بعضهم البعض ومع أمهم، وعندما يعودون إلى الكبرياء ويمكنهم أن يرضعوا من أي لبؤة بالغة في الكبرياء وليس فقط أمهم، وفي الواقع غالبًا ما تلد الإناث في فخر في نفس الوقت تقريبًا مما يجعل الكثير من رفقاء اللعب.

الأشبال المولودون في فخر هم أكثر عرضة للبقاء على قيد الحياة ضعف احتمال بقاء أولئك الذين ولدوا لبؤة بمفردها، ومع ذلك إذا تولى ذكر بالغ جديد على الكبرياء فقد يقتل الأشبال الذين تقل أعمارهم عن سنة واحدة حتى يتمكن من إنجاب أطفال جدد، وفي ظل ظروف مواتية يمكن للبؤة أن تنتج أشبالًا تقريبًا كل عامين.

يعتمد بقاء شبل الأسد مع أمه على جنس الشبل، حيث تقوم الأمهات عمومًا بتربية الذكور حتى يبلغوا سن الثانية تقريبًا، وبمجرد وصولهم إلى تلك المرحلة من الحياة عادة ما تخرجهم الأم من المجموعة ويكونون بمفردهم، وفي بعض الأحيان يشكل الذكور دون البالغين مجموعات عازبة ويعملون معًا حتى يكبرون بما يكفي لبدء تحدي الذكور الأكبر سنًا في محاولة للسيطرة على الكبرياء، وإذا كانت الأشبال من الإناث فإنّ الأم تعتني بهم حتى سن الثانية تقريبًا وعادة ما يظلون بالفخر الذي ولدوا فيه، وقد تعيش الأم وابنتها معًا مدى الحياة.

يُطلق على الأسود التي لا تعيش في كبرياء اسم البدو الرحل، وهي تنتشر في مسافات بعيدة وواسعة بينما تتبع قطعانًا مهاجرة من الطرائد الكبيرة، والبدو هم عمومًا ذكور صغار يتجولون في أزواج أو مجموعات صغيرة وغالبًا ما يكونون مرتبطين ببعضهم البعض وتكون الإناث أحيانًا بدوية أيضًا، ولسبب غير مفهوم بشكل واضح يتم طرد الفتيات في بعض الأحيان من كبريائهم مثلهم مثل الشباب، ومع تقدمهم في العمر والخبرة قد يتحدى الذكور الرحل ذكور الكبرياء الراسخ للسيطرة على منطقة معينة وفخر اللبؤات أو قد ينضمون إلى الإناث البدويات ويشكلون فخرًا جديدًا.

الحفاظ على الأسود

بسبب العديد من القضايا مثل المرض والصيد من قبل البشر وفقدان الموائل أصبحت أعداد الأسود في إفريقيا مقلقة للغاية بالنسبة لدعاة الحفاظ على البيئة، حيث يصنف الاتحاد الدولي للحفاظ على الطبيعة (IUCN) الأسود على أنّها ضعيفة، ولكنهم لاحظوا أنّ الغالبية العظمى من السكان قد انخفض بمعدل يفي بمعايير المهددة بالانقراض.


شارك المقالة: