حيوان البطريق وصغاره

اقرأ في هذا المقال


البطريق من رتبة (Sphenisciformes) ويضم 18 نوعًا مختلفًا، وتتكون هذه الأنواع من الطيور البحرية التي لا تطير وتعيش في نصف الكرة الجنوبي فقط، وغالبًا ما نتساءل عن ما هو موطن البطريق؟ فغالبية هذه الأنواع الثمانية عشر لا تعيش في أنتاركتيكا فقط، ولكن موطن البطريق هو المناطق الواقعة بين خطي عرض 45 درجة و 60 درجة جنوبًا وهي تتكاثر في الجزر، ويوجد عدد قليل من موطن البطريق في المناطق المعتدلة.

ميزات البطريق العامة

حيوان البطريق محبوب من قبل الناس في جميع أنحاء العالم بسبب مظهره قصير الساقين ممتلئ الجسم، ومن بين خصائص البطريق الأخرى أنّه يتراوح ارتفاعها من حوالي 14 بوصة أو 35 سم ويتراوح وزنها من حوالي 2 رطل أو 1 كجم في الجنية، أو البطريق الأزرق والأوديبتولا الصغرى إلى 45 بوصة أو 115 سم ومن 55 إلى 90 رطلاً أو 25 إلى 40 كجم في البطريق الإمبراطور و (Aptenodytes forsteri).

واحدة من السمات الهامة للبطريق هو لونه فمعظم طيور البطريق سوداء اللون على ظهورها والأبيض تحتها، وغالبًا ما تمر خطوط سوداء عبر الثديين العلويين وبها بقع بيضاء على الرأس، ونادرًا ما يكون لديهم لون، ويقتصر على قزحية العين الصفراء أو الحمراء في بعض الأنواع، وقليل منهم لديه أقدام أو مناقير حمراء، وثلاثة أنواع من شجرة الكينا لها خصلات صفراء بنية اللون، وطيور البطريق الإمبراطور والملك لها صفراء وبرتقالية على الصدر والرقبة والرأس.

يقدر العدد الإجمالي لبطريق الإمبراطور وبعض الأنواع الأخرى بمئات الآلاف، ولكن معظم الأنواع الأخرى من طيور البطريق الصغيرة بالملايين، وتشكل مستعمرات التكاثر الضخمة في الجزر والتي يتزاحم بعضها بمئات الآلاف من أزواج التعشيش مورداً محتملاً هائلاً للغذاء، ولكن الأهمية الاقتصادية لحيوان البطريق لا تكاد تذكر، وقام صيادو الفقمة وصائدي الحيتان من القرن التاسع عشر بزيارة بعض مستعمرات البيض واللحوم.

استحوذت صناعة زيت البطريق على عدد كبير من هذه الطيور، ومع ذلك بحلول بداية القرن العشرين لم يعد هذا الاستغلال مربحًا، وتركت معظم المستعمرات وشأنها وتمت حماية بعض المستعمرات بشكل نشط أيضًا، ونتيجة لهلاك حيتان أنتاركتيكا في منتصف القرن العشرين على ما يبدو فإنّ بعض أنواع البطريق تنمو الآن بأعداد كبيرة، وكانت حيتان أنتاركتيكا وطيور البطريق هذه تتغذى على القشريات الدقيقة نفسها أو الكريل، ومجموعات طيور البطريق شديدة التأثر بالتغيرات المناخية والتغيرات في درجة حرارة المحيط بما في ذلك التغيرات الناجمة عن ظاهرة الاحتباس الحراري، ويؤثر استنزاف البشر للأسماك المحلية أيضًا على حيوان البطريق.

التكاثر وصغار البطريق

تختلف الكثير من ميزات دورة حياة البطريق باختلاف حجم الجسم والتوزيع الجغرافي، وقد يختلف التسلسل الزمني للتكاثر أيضًا داخل الأنواع وفقًا لخط العرض، وتتكاثر معظم الأنواع مرة واحدة فقط كل عام، وقليل من الأنواع تتكاثر مرتين في السنة على سبيل المثال البطريق الأزرق والبطريق الأفريقي أو (Spheniscus demersus) وربما بعض الأعضاء الآخرين من هذا الجنس.

يتكاثر الملك البطريق مرتين في ثلاث سنوات ووضع الملك وطيور البطريق الإمبراطور بيضة واحدة ووضع الباقون بيضتين أو ثلاث بيضات في بعض الأحيان، والربيع أو الصيف الجنوبي هو بداية موسم التكاثر لمعظم طيور البطريق، وطيور البطريق الملك لها دورة من 14 إلى 18 شهرًا، وتعتمد مدة زوج معين على فشل أو نجاح المحاولة الأخيرة للتكاثر، وبالنسبة لبعض طيور البطريق الجنتو أو (Pygoscelis Papua) فإنّ الشتاء هو موسم التكاثر، ويمثل الخريف بداية تكاثر البطريق الإمبراطور ويبدو أنّه تم توقيته بطريقة بحيث أنّه بعد فترة النمو الطويلة يتم إنتاج صغارها في منتصف الصيف، عندما تكون فرص البقاء على قيد الحياة أكبر بالنسبة لهم.

الجنتو مع التوزيع القطبي جدير بالملاحظة لأنّه يفتقر إلى التزامن بين السكان، ولكن روتين تكاثرها يمكن مقارنته في الواقع مع غالبية الأنواع الأخرى، ويتم وضع البيض في يوليو في جزر كروزيت بجنوب إفريقيا، وتبلغ فترة حضانة البيوضتين 35 أو 36 يومًا وتستغرق تربية الفراخ شهرين.

بين وصول ومغادرة الطيور في مستعمراتها يتم استخدام أنواع مختلفة من العروض الصوتية والمرئية، وأثناء الاقتران وبدرجة أقل خلال المراحل التالية لتربية دعوات التودد، والفروق الصوتية بين الجنسين في البطريق الملك والبطريق الإمبراطور ملحوظة بشكل جيد، وفي بعض الأنواع الأخرى تكون ازدواج الشكل أقل وضوحًا، وعند الوصول إلى المستعمرة ينضم كل طائر بشكل عام إلى رفيقه من العام السابق من خلال العودة إلى العش الذي تركه في العام السابق، وفقط موت رفيقه يجبرها على إيجاد شريك آخر، حتى البطريق الإمبراطور يتبع نفس كونه قادرًا تمامًا على العثور على رفيقه على الرغم من عدم وجود عش والحجم الهائل للمستعمرة.

العروض التي تحدث بسبب إعادة تجميع المستعمرة واكتشاف الشريك بالإضافة إلى تلك التي تسبق الجماع متشابهة إلى حد ما بين معظم الأنواع، ولكن الأصوات المصاحبة أكثر تنوعًا، فالأبواق والنعيق والثرثرة والهديل هي بعض الأصوات المرتبطة بالأنواع المختلفة، وأعضاء من جنس (Spheniscus) يصدرون أصوات نهيق ولذا يطلق عليهم طيور البطريق الحمير، ويعتبر سلوك الطيور الأصغر سنًا أقل تفصيلاً وأقل فاعلية من سلوك الطيور الأكبر سنًا، وتعود طيور البطريق (Adélie) أو (Pygoscelis adeliae) على سبيل المثال إلى المستعمرة الإنجابية من عامها الثالث فصاعدًا ولكن حتى السنة الخامسة والسادسة من عمرها لا تتكاثر بنجاح.

في جميع الأنواع باستثناء البطريق الإمبراطور يتم حضانة البيض من قبل الجنسين، وفي البطريق الإمبراطور يتم الحضانة حصريًا من قبل الذكر وتبدأ فورًا بعد وضع البيض، ويتبع الصرخات الصاخبة التي لا تعد ولا تحصى والتي تمثل التزاوج الخمول والهدوء بمجرد بدء مرحلة الحضانة، وتظهر الطيور عديمة الخبرة سلوك حضانة خاطئ ونتيجة لذلك ينكسر البيض أو يظل مهجورًا.

معدل وفيات كل من البيض والفراخ كبير في مرحلة البيض، ويختلف من سنة إلى أخرى حسب النسبة المئوية للطيور الصغيرة في التكاثر والظروف المناخية وضغط الافتراس، وبشكل عام يبلغ معدل موت كل من البيض والفراخ حوالي 40 إلى 80 في المائة من إجمالي عدد البيض الذي يتم وضعه، والحيوانات المفترسة في المستعمرات الساحلية هي (skuas) و (sheathbills) و (petrel) العملاقة بترتيب الأهمية، وبعض طيور البطريق في قارات أستراليا وأفريقيا وأمريكا الجنوبية تعشش في الجحور وكونها ليلية محمية بشكل كبير من الافتراس الذي يكون في الغالب من قبل الإنسان والنوارس.

بعد وضع البيض تغادر الإناث إلى البحر لتتغذى وتعود بعد 10-20 يومًا لإراحة رفيقها، ويتناوب الأب والأم على فترات أسبوع أو أسبوعين بعد ذلك، ومع ذلك غالبًا ما تسير أنثى البطريق الإمبراطور من 50 إلى 100 ميل أو 80 إلى 160 كم من المستعمرة إلى البحر وتعود بعد نهاية فترة الحضانة، وخلال فترة الحضانة البالغة 64 يومًا والتي تمتد خلال ذروة فصل الشتاء في القطب الجنوبي يحضن ذكر البطريق الإمبراطور البويضة، ويحمل البيضة على قدميه ويعيش على احتياطيات الدهون المخزنة، ويجتمع أعضاء المستعمرة معًا من أجل الحماية المتبادلة من الرياح والبرد أثناء العواصف العنيفة في الشتاء ويتجمعون في حشود مكتظة بإحكام تسمى التجمعات.

الحركة والتوجيه

تتمثل إحدى ميزات البطريق الخاصة في قدرتها على التكيف مع الحركة السريعة في الماء، وأثناء الحركة تستخدم أجنحتها أو زعانفها للدفع، وهذه الطيور تطير حرفيًا تحت الماء، وأثناء التحرك بسرعة عالية جدًا فإنّها تترك الماء بشكل متكرر على قدم وساق والتي تحملها مترًا أو أكثر في الهواء وخلال هذا الوقت يتنفسون.


شارك المقالة: