هل انقرض حيوان الكواجا
انقرضت حيوانات الكواجا (Quagga) منذ أكثر من 130 عامًا، وكان حيوان الكواجا نوعًا فريدًا من الحمار الوحشي الذي كان موجودًا حتى أواخر القرن التاسع عشر، وكان لهذه المخلوقات الرائعة مظهر غريب عند مقارنتها بالحمر الوحشية الأخرى، وكانت جلودهم مرغوبة للغاية وتم حصادها لاحقًا للاستخدام البشري، وتم استخدام مصطلح (quagga) بشكل جماعي للإشارة إلى جميع الحمير الوحشية، وفي وقت آخر تم تصنيف حيوانات الكواجا كأنواع منفصلة تمامًا، وبعد فحص الحمض النووي الخاص بهم تعلم العلماء أنّ حيوان الكواجا التي عفا عليها الزمن كانت في الواقع نوعًا فرعيًا من حمار وحشي السهول، ولسوء الحظ كانت هذه الحيوانات غير مستكشفة للغاية ومقيمة بأقل من قيمتها الحقيقية بينما كانت لا تزال موجودة.
مظهر حيوان الكواجا
كان مظهر الحيوان مشابهًا إلى حد ما للحمار الوحشي ولكن له سمات مميزة، كما تم مقارنة مظهره بشكل شائع بالحصان، وكانت الساقان ممدودتان والذيل له شعر طويل في نهايته، وكانت الأرجل قوية بشكل لا يصدق وصُنعت للمشي لمسافات طويلة والركض من الحيوانات المفترسة، ويمكن أن تصل سرعتها إلى 40 ميلاً في الساعة، كما يمكنهم أيضًا استخدام أرجلهم لتقديم ركلة دفاعية قوية، ومثل كل ذوات الحوافر كان لديهم حوافر، والحوافر صعبة للغاية وسيكون من المؤلم للغاية أن يركل أحدها، وكان لون الفراء أبيض إلى بني وله خطوط بنية داكنة أو سوداء، ولم يكن النمط الشريطي على الحيوان هو نفسه مثل أنواع الحمار الوحشي الأخرى.
لم تغطي الخطوط الجسم بالكامل كما هو الحال مع الحمير الوحشية الأخرى، وسوف تتلاشى أو تتوقف في مكان ما تحت الرقبة أو الكتفين، وكان الطول النموذجي للحيوان حوالي 257 سم أو 101 بوصة، وهذا يبلغ طوله ثمانية أقدام ونصف، وكان الارتفاع من 49 إلى 53 بوصة أي ثلاثة أرباع ارتفاع الثلاجة، وتراوح وزنها بين 250 و 300 كيلوغرام (551-661 رطلاً)، والوزن الأقصى للحيوان هو ثقيل مثل دبتي باندا، ويزن الباندا البالغ حوالي 150 رطلاً في المتوسط، وهذه الحيوانات هي نوع فرعي من حمار وحشي السهول أو حمار وحشي شائع، وتشمل الأقارب الآخرون للكوغا أنواعًا أخرى من الحمير الوحشية والخيول والحمير (أو الحمير)، وكلهم أعضاء في عائلة (Equidae).
موطن حيوان الكواجا
عاشت هذه الحيوانات حصريًا في قارة إفريقيا، وكانوا من مواطني جنوب إفريقيا على وجه التحديد، وكانت متوفرة بكثرة في ولاية أورانج الحرة وفي مقاطعة كيب وخاصة في منطقة كارو، وكارو هي منطقة شجيرة صحراوية شاسعة في جنوب إفريقيا تمتد عبر مقاطعات شمال وشرق وغرب كيب، وكانوا يسكنون المناخات القاحلة والمعتدلة، وكانت الحيوانات تقضي حياتها في الأراضي العشبية وموائل السافانا، وتم العثور على هذه الرعي في المراعي والسهول حيث سيكون هناك الكثير من العشب لتتغذى.
حمية حيوان الكواجا
كانت هذه الحيوانات من الرعي المهاجر، ولم يكن نظامهم الغذائي رائعًا بشكل خاص لأنّهم تناولوا نوعًا واحدًا فقط من الطعام، ولم يكونوا مفترسين لأي حيوان وأكلوا النباتات فقط، وكانت هذه الحيوانات آكلة العشب مع نظام غذائي بسيط، واقتصر تناولهم اليومي من الطعام على الحشائش، جنبًا إلى جنب مع الماء للشرب كان العشب يوفر كل الغذاء اللازم للبقاء على قيد الحياة، وفضل هؤلاء الأكل الذين يصعب إرضاؤهم الرعي على العشب الطويل، حيث كان هناك الكثير من الطعام للحريم بأكمله مما يمكن أن توفره المراعي العشبية القصيرة، والعشب هو مصدر الغذاء الرئيسي للحمير الوحشية الأخرى أيضًا، ومع ذلك فإنّ الأنواع الأخرى ستأكل أحيانًا مواد نباتية إضافية مثل الأوراق والأغصان وفي بعض الأحيان تتناول الفاكهة.
حيوان الكواجا والتهديدات
واجهت حيوان الكواجا مثل معظم الحيوانات تهديدات من الحيوانات المفترسة الطبيعية في البرية، ومع ذلك فقد ثبت أنّ أكبر تهديد لهم هو البشر، ولسنوات عديدة تم اصطيادهم بأعداد كبيرة من أجل لحومهم وجلودهم، كما تم اصطيادهم في كثير من الأحيان من أجل الرياضة، وكان خطر الحيوانات المفترسة البرية عاملاً غير مهم في زوالها مقارنة بالتأثير الهائل الذي أحدثه البشر، وهذه الحيوانات لم تكن تحظى بتقدير كبير من قبل كثير من الناس، ولم يحبذ المزارعون والمستوطنون هذه الحيوانات لأنّهم اعتبروها منافسة لإمدادات ماشيتهم من الغذاء.
للأسف لم تكن هناك جهود حماية أو حماية لهذه الحيوانات عندما كانت على قيد الحياة، وإذا كان هناك فمن المحتمل أن يكون هناك بعض المراعي حول اليوم، ووضعهم في القائمة الحمراء للاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة منقرض، ولقد قتل البشر بالفعل عددًا كبيرًا جدًا من الغواصات قبل أن تتاح لأي شخص فرصة إدراك أنّها فريدة من نوعها، وأدى هذا في النهاية إلى انقراضهم في القرن التاسع عشر، وبمرور الوقت تسبب البشر في انقراض مئات الأنواع، والحقيقة المحزنة هي أنّه في حالة عدم وجود خلايا حية لا يوجد شيء يمكن القيام به لإعادتها، ويحتاج البشر إلى العمل بجدية أكبر في كل من فهم ومنع انقراض الحيوانات.
تكاثر حيوان الكواجا والصغار
تتكاثر حيوان الكواجا جنسيًا، وكان سلوكهم في التزاوج يشبه إلى حد كبير سلوك الحمير الوحشية، وكانوا متعددي الزوجات مما يعني أنّ ذكرًا واحدًا سيتزاوج مع عدة إناث، ومن ناحية أخرى تتزاوج الإناث عمومًا مع ذكر واحد فقط، وعادة ما يكون هناك فحل واحد يتزاوج مع كل أنثى في الحريم، وكان الفحل يأخذ مهرة أو أنثى شابة مبيضة من المجموعة، وكان يقاتل الفحول الأخرى ليطالب بها، وهذا الروتين سوف يحدث شهريا، وقد يستغرق الأمر بعض الوقت حتى تحمل المهرة ربما سنة كاملة، وبعد التزاوج ستستمر فترة الحمل لمدة 12 شهرًا أخرى.
بعد حمل الطفل في رحمها لمدة عام تقريبًا ستلد الأم من حيوان الكواجا طفلًا واحدًا يسمى المهر، وولدت المهرات في مرحلة مبكرة من النضوج مما يعني أنّها تستطيع المشي والرؤية بعد الولادة بقليل، وكانوا مستقلين إلى حد ما على الفور، وكانت المهرات تشرب حليب أمهاتها حتى الفطام في عمر 11 شهرًا تقريبًا، ثم يبدأون في الرعي على العشب مثل الأعضاء الأكبر سنًا، وعادة ما يبقون مع القطيع طوال حياتهم.
يختلف عمر حيوان الكواجا باختلاف المكان الذي يعيشون فيه، وسيعيش حيوان الكواجا في البرية إلى حوالي 20 عامًا، وفي الأسر، حيث تم الاعتناء بهم وكان لديهم المزيد من الحماية عاشوا حتى ضعف المدة، وستعيش حيوان الكواجا المحفوظة في حدائق الحيوان لمدة تصل إلى 40 عامًا مع الأمان الإضافي الذي يمكن أن يأتي من عدم اصطيادها والاعتناء بها، وللأسف فإنّ عدد سكان حيوان الكواجا الحالي هو صفر، وتم إلغاء أعدادهم تمامًا وانقرضت الآن، ولم تعد موجودة بسبب الأنواع التي يصطادها البشر إلى حد كبير، وكان هناك العديد من الحقائق غير المعروفة عن حيوان الكواجا في الماضي.
بمجرد أن أدرك العلماء مدى خصوصية هذه المخلوقات فقد فات الأوان لحمايتها، وتم تجاوز المعرفة الواسعة بهذا الحيوان الخاص منذ فترة طويلة بتاريخ انقراضه في القرن التاسع عشر، ففي أغسطس من عام 1883 توفي آخر كحيوان الكواجا معروف في الأسر، وكانت الفرس تعيش في حديقة حيوان أرتيس ماجسترا في أمستردام عندما مرت، ويُعتقد أنّ آخر حيوان الكواجا برية قُتلت على يد صياد قبل ذلك بسنوات حوالي عام 1878.
تعد الكواجا من أكثر الحيوانات المنقرضة شهرة، وهناك الكثير من الاهتمام بإعادة إدخالها إلى البرية. ومع ذلك، هناك عدد من التحديات التي يجب التغلب عليها قبل أن يتمكن ذلك من الحدوث، مثل الحاجة إلى العثور على موطن مناسب وإعادة تربية الحيوانات في الأسر.