حيوان الوعل الألبي وصغاره

اقرأ في هذا المقال


كواحد من أسلاف الماعز المنزلي يعتبر الوعل الألبي (ibex) مشهدًا مألوفًا في جبال أوروبا وآسيا والشرق الأوسط وشمال إفريقيا، فهناك خمسة أنواع رئيسية، ولكن بعض البيانات تظهر ما يصل إلى ثمانية عند حساب الأنواع الفرعية، فالوعل الألبي عبارة عن ماعز برية ذات حوافر مشقوقة وقرون طويلة جدًا تنحني فوق ظهورها، وعادة ما يكون لدى الذكور أيضًا لحى، والوعل الألبي هو النوع الأكثر شيوعًا ويعتبر الوعل الآسيوي عمومًا نوعًا فرعيًا.

مظهر الوعل الألبي

معظم أنواع هذه الحيوانات من الوعل الألبي لها معطف بني أو رمادي، ويتم تحديد الظل والسماكة بدقة حسب المكان الذي يعيشون فيه، وعلى سبيل المثال الأنواع النوبية لها طبقة لامعة تعكس أشعة الشمس وتساعدها في الحفاظ عليها باردة، والوعل النوبي أصغر من الأنواع الأخرى وله قرون أنحف، والوعل الألبي هو مثال نموذجي للأنواع، ويزن الذكور البالغون حوالي 220 رطلاً ويقفون حوالي ثلاثة أقدام عند الكتف، والإناث أقصر بحوالي أربع بوصات وتزن حوالي نصف الوزن عند 110 أرطال.

الذكور لها قرون طويلة تلتف على ظهورهم، والأبواق مملوءة بقوة في المقدمة أمّا الذكور لديهم لحى، وهيكل حافر الحيوان يجعله رشيقًا وماهرًا في تسلق الصخور شديدة الانحدار، وعلى الرغم من أنّهم يعيشون في أعالي الجبال إلّا أنّهم يميلون إلى تجنب الثلوج العميقة.

سلوك الوعل الألبي

عادة ما تتجمع الوعول الألبية في قطعان خاصة بالجنس، وهذا يعني أنّ هناك قطعان ذكور وإناث، وغالبًا ما يطلق على قطعان الذكور اسم قطعان العزاب، ولا يلتقي القطيعان إلّا خلال مواسم التكاثر، وفي بعض الأحيان يتجول الذكور الأكبر سنًا بمفردهم بدون قطيع، وعادة ما يكون لدى الإناث من 10 إلى 20 رأسًا من الحيوانات، وعادة ما يهرب الحيوان من الناس ولكن إذا كان موسم الجروح ويمكن للذكور أن تكون عدوانية بشكل خاص وقد تشحن.

موئل الوعل الألبي

تعيش الوعول الألبية في المقام الأول في المناطق الجبلية العالية والمنحدرات الشاهقة، وتجعل هذه الموائل من الصعب على الحيوانات المفترسة الوصول إلى الحيوان، وتعيش أنواع واليا في أعلى المرتفعات الإثيوبية على ارتفاعات تصل إلى 14800 قدم، وتم العثور على الوعل النوبي في التلال المحيطة بالبحر الأحمر والمرتفعات المصرية، وتم العثور على أنواع جبال الألب بشكل رئيسي في جبال الألب الأوروبية، ويمكن العثور عليها في دول مثل فرنسا والنمسا وألمانيا وبلغاريا وسلوفينيا وإيطاليا وسويسرا.

يعيش الوعل الأيبري أو الأسباني بشكل رئيسي في جبال البرانس الجنوبية في شبه الجزيرة الأيبيرية، وتم العثور عليها سابقًا في جميع أنحاء جبال البرانس وفي جنوب فرنسا، ووعل البرانس هو نوع فرعي من الأنواع الأيبيرية وانقرض بحلول عام 2000، وتم استنساخ وعل البرانس في وقت لاحق في عام 2009 ولكن العينة عاشت لمدة عشر دقائق فقط، وغالبًا ما يُعتبر الوعل السيبيري أو الآسيوي نوعًا فرعيًا من أنواع جبال الألب ولكنه قد يكون نوعًا مميزًا، وتتمتع بتوزيع واسع من أفغانستان إلى منغوليا، وتوجد الحيوانات عادة على ارتفاعات تصل إلى 5300 متر فوق مستوى سطح البحر، ويُعرف الوعل القوقازي أيضًا باسم الطور القوقازي ويوجد في القوقاز.

حمية الوعل الألبي

كل الوعول الألبية وصغارها من الحيوانات العاشبة، حيث يأكلون فقط النباتات مثل الشجيرات والأعشاب والشجيرات، فتأكل هذه الحيوانات جميع أنواع النباتات بما في ذلك الزهور والأوراق والعشب والشجيرات والطحالب والأغصان، وتميل النباتات في أعالي الجبال إلى أن تكون ذات قيمة غذائية منخفضة لذلك يقضي الحيوان معظم يومه في الأكل والرعي، ويتسلق البعض منهم أيضًا إلى الفروع السفلية للأشجار لأكل الأوراق، ونظرًا لأنّ الحيوان يتجنب الثلج العميق فقد ينزل من المرتفعات الشديدة في الشتاء للعثور على الطعام، وتميل القطعان إلى التأكد من أن مداها يشمل مصدرًا مائيًا يمكن الاعتماد عليه.

الوعل الألبي والتهديدات

أفضل دفاع للحيوان ضد الحيوانات المفترسة هو قدرة الوعل الألبي على الصعود إلى ارتفاعات شديدة وقلة قليلة من الحيوانات المفترسة يمكن أن تتبعهم فوق المنحدرات والجبال شديدة الانحدار، وقد يرعى حيوان مهدد على رجليه الخلفيتين ويوجه قرنيه نحو التهديد، والحيوانات الصغيرة منها معرضة لأنّ تحملها الطيور الجارحة الكبيرة مثل النسور، كما تصطاد الذئاب والدببة والفهود والوشق والطيور الكبيرة الجارحة وتأكل هذه الحيوانات،

في بداية القرن التاسع عشر تناقص عدد الحيوانات بسرعة، وغالبًا ما تم اصطياده لأسباب خرافية، وتبع ذلك قرن من الحماية الشديدة والآن تزدهر أنواع كثيرة من هذه الحيوانات، وحاليًا النوعان الوحيدان الوشيكان على وشك الانقراض هما الوعل الإثيوبي والإسباني، كما انقرضت سلالات البرانس في عام 2000.

تكاثر الوعل الألبي والصغار

يبدأ موسم التكاثر لهذه الحيوانات في أواخر الخريف إلى أوائل الشتاء، ونظام التزاوج متعدد الزوجات، ويترك الذكور قطعانهم العازبة للعثور على إناث، وغالبًا ما يقاتل الذكور مع الذكور الآخرين لتحديد من يمكنه التكاثر مع الإناث، وعلى الرغم من القرون الكبيرة للحيوانات فمن النادر أن يصاب الذكور بأضرار جسيمة من المعارك، والفائز في المعركة يحصل على حق التكاثر بمجموعة من 10 – 20 أنثى.

بمجرد أن تصبح الأنثى حاملاً تكون فترة الحمل حوالي ستة أشهر أي ما يقرب من 147 – 180 يومًا، ويولد معظم الشباب في شهر مايو، وعادة ما يكون لهذه الحيوانات طفل واحد في القمامة، ومن الممكن أن ينجب الوعل توأمان وحتى ثلاثة توائم ولكن هذا الأخير نادر جدًا، حيث تشكل التوائم حوالي 20٪ من الولادات.

بعد يوم من الولادة يستطيع الصغار المشي على المنحدرات الصخرية خلف أمهاتهم، ويُطلق على الأطفال اسم الأطفال أو الصغار ويصلون إلى مرحلة النضج الجنسي في حوالي 18 شهرًا، عادة ما يكون لدى الوعل شاب واحد في السنة وأكثر من واحد غير شائع، وغالبًا ما يتم تركهم بمفردهم عندما يكونون صغارًا للاختباء من الحيوانات المفترسة، وتعتمد المدة التي يقضونها بمفردهم على مدى سرعة التقاطهم للتضاريس، وعادة ما يبقى الصغار مع أمهاتهم لمدة عام على الأقل، ومع ذلك لا تصل الإناث إلى حجم جسمها الكامل حتى سن الخامسة أو السادسة من العمر، ولا يصل الذكور إليها إلّا من التاسعة إلى الحادية عشرة، وتستمر قرون الحيوانات في النمو طوال حياتهم.

يمكن أن تعيش هذه الحيوانات حتى 20 عامًا في البرية، والوعل الألبي الآن وفير جدًا ويُعتقد أنّ أكثر من 30000 فرد موجودون في البرية، ومن ناحية أخرى يُعتقد أنّ فصيلة واليا لديها حوالي 500 فرد فقط مما يجعلها مهددة بالانقراض، ويُعتقد أنّ الوعل الأيبري يضم حوالي 9000 فرد في البرية، ومن المحتمل أن تحتوي الأنواع النوبية على ما يقرب من 10000 حيوان ناضج ويتناقص عدد السكان مما يمنحها وضعًا ضعيفًا وفقًا لاتحاد العالمي للحفاظ على البيئة (International Union for Conservation of Nature – IUCN).


شارك المقالة: