خلع عدسة العين في القطط

اقرأ في هذا المقال


عدسة العين هي الجزء الواضح من العين الذي يركز الضوء والصور على شبكية العين، ويتم تثبيتها في مكانها بواسطة خيوط ليفية تسمى (zonules)، وإذا انكسرت هذه الخيوط أو تدهورت يمكن أن تنفصل العدسة وتتحرك خارج مكانها، وعلى الرغم من أنه نادرًا ما تظهر هذه الحالة في القطط إلا أنها تسبب زيادة الضغط في العين وهي مؤلمة للغاية للحيوانات المصابة، كما يعتبر خلع عدسة العين حالة طارئة تتطلب تشخيصًا فوريًا وعلاجًا قويًا، ويمكن أن تسبب هذه الحالة عمى دائم في غضون ساعات قليلة من ظهورها.

خلع عدسة العين في القطط

خلع العدسة هو خلع أو إزاحة العدسة داخل العين، والعدسة هي البنية الشفافة في العين وتتكون من سطحين دائريين أو محدبين يركزان أشعة الضوء على تكوين صورة على الشبكية، وعادةً ما يتم تعليق العدسة بين القزحية (الجزء الملون من العين) والجسم الزجاجي (الجل الصافي في مؤخرة العين)، ويتم تثبيتها في مكانها بواسطة ألياف صغيرة تسمى الأربطة المعلقة، وفي حالة انكسار هذه المناطق يمكن أن تصبح العدسة إما مخلوعة جزئيًا (خلع جزئيًا) من وضعها الطبيعي أو مخلوعة تمامًا، وعندما تنفصل العدسة وتسقط للأمام أمام البؤبؤ يطلق عليها الانزلاق الأمامي، وعندما يعود إلى الجزء الخلفي من العين فإنه يسمى الارتخاء الخلفي.

يختلف علاج خلع العدسة اعتمادًا على موقع العدسة ووجود الجلوكوما الحاد وإمكانية الرؤية، وتشمل الأهداف الرئيسية للعلاج خفض الضغط في العين والإزالة الجراحية للعدسات المنكسرة من الأمام (في العين ذات القدرة على الرؤية) وعلاج أي أسباب كامنة، ونظرًا لأن خلع العدسة والخلع الجزئي في القط عادةً ما يكون ثانويًا لالتهاب العنبية الأمامي فقد يكون لعلاج التهاب العنبية الأسبقية على علاج خلع العدسة، كما أنّ الأولوية الأولى هي تقييم العين من حيث الرؤية ووجود الجلوكوما.

وإذا كان الخلع الأمامي وارتفاع ضغط العين موجودًا لأكثر من 48 ساعة فقد تكون العين عمياء بشكل دائم، وإذا كان الخلع حديثًا أو حادًا وإذا لم يكن الجلوكوما شديدًا ولا تزال الشبكية والقرص البصري في صحة جيدة فقد تكون هناك فرصة معقولة لإنقاذ الرؤية.

أعراض خلع عدسة العين في القطط

يمكن تصنيف خلع العدسة بناءً على مدى الخلع ووضع العدسة المخلوعة؛ حيث يشير الخلع الجزئي إلى الخلع الذي تظل فيه العدسة في مكانها الصحيح في حين أن الخلع هو خلع كامل للعدسة، وقد تتحرك العدسة للأمام إلى مقدمة البؤبؤ وهذا يُعرف باسم الإزاحة الأمامية أو للخلف في الجسم الزجاجي، كما أنّ النزوح الأمامي أكثر شيوعًا في الحالات الوراثية وغالبًا ما يظهر في القطط الصغيرة إلى منتصف العمر، وعادةً ما تعاني القطط الأكبر سنًا من النزوح الخلفي، وقد تشمل أعراض خلع العدسة واحدًا أو أكثر مما يلي:

  • الخدش في العيون.
  • انتفاخ.
  • احمرار.
  • تمزق.
  • ضعف الرؤية.
  • عين غائمة.
  • مظهر غير متماثل للعيون.

أسباب خلع عدسة العين في القطط

يحدث خلع العدسة الأولي بسبب اضطراب وراثي، وتظهر هذه الحالة عادةً من سن مبكرة حتى أربع إلى سبع سنوات، ويحدث الانخلاع الثانوي بالتزامن مع اضطرابات العين الأخرى التي تسبب كسر المنطقة، وتشمل الأسباب لهذه الحالات ما يلي:

  • الصدمة.
  • التهاب طويل الأمد.
  • الزرقة.
  • ورم باطن العين.
  • اضطرابات الكولاجين.

كيفية تشخيص خلع عدسة العين في القطط

إذا ظهرت على القطة علامات ألم في العين مثل فرك الوجه ومنطقة العين فيجب على المالك فحصها بحثًا عن وجود أعراض شائعة أخرى؛ حيث قد يشير الانخفاض الملحوظ في الرؤية على جانب واحد مع عدم وجود أعراض أخرى إلى حدوث خلع خلفي، وفي حالة الاشتباه في خلع عدسة العين من المهم طلب الرعاية البيطرية الطارئة على الفور، كما سيقدم الطبيب البيطري فحصًا جسديًا شاملاً للبحث عن تشوهات في العين وقياس ضغط العين، ويتم إجراء الفحص عادةً باستخدام قطرات مخدرة موضعية.

وقد يوصى أيضًا بإجراء أشعة سينية على الصدر أو الموجات فوق الصوتية، كما قد يتم طلب اختبارات الدم والاختبارات المعملية الأخرى لاستبعاد الحالات الأخرى التي قد تسبب هذه الأعراض.

كيفية علاج خلع عدسة العين في القطط

يعتمد مسار العلاج الموصى به على ما إذا كان الخلع كاملًا أو جزئيًا وعلى موقع العدسة النازحة والقدرات البصرية الحالية للقطة، وتشمل طرق العلاج ما يلي:

  • الرعاية العاجلة: يجب أن يكون التركيز الفوري على خفض الضغط في العين حيث يمكن أن يتسبب ذلك في تلف الشبكية والعصب البصري، وغالبًا ما يتم وصف الأدوية الفموية والموضعية بما في ذلك المضادات الحيوية والكورتيكوستيرويدات، ومن المحتمل أن يرغب الطبيب البيطري في استشارة أخصائي طب العيون البيطري؛ حيث قد يوصى بإزالة العدسة ويجب أن تتم في أسرع وقت ممكن.
  • خلع العدسة الأمامية: تكاد تكون الجراحة مطلوبة دائمًا لعلاج خلع العدسة الأمامية؛ حيث يتم عمل شق صغير في العين لإزالة العدسة المخلوعة، وإذا كان القط أصيب بالعمى بالفعل في العين المصابة فقد يوصى بإزالة مقلة العين (استئصال) لعلاج الضغط والتخلص من الألم، ويمكن استخدام طرف اصطناعي لاستبدال العين، كما تشمل المضاعفات المحتملة بعد الجراحة العمى والزرق المستمر ونزيف العين أو انفصال الشبكية.
  • خلع العدسة الخلفية: عندما تتحرك العدسة إلى الجزء الخلفي من العين يصعب إزالتها جراحيًا، وطالما أن العدسة يمكن أن تبقى في مكانها فقد يقرر الطبيب البيطري تركها بمفردها لأن هذا النوع من الإزاحة من غير المرجح أن يسبب مشاكل في الرؤية، وقد تكون هناك حاجة لاستخدام قطرات العين على المدى الطويل لإبقاء البؤبؤ صغيرًا وللتأكد من بقاء العدسة في مكانها.
  • الوقاية: في حالة الخلع الأولي من المحتمل أن تتأثر كلتا العينين في النهاية، وبعد أن تظهر القطة بخلع في إحدى العينين يجب مراقبة الأخرى بعناية، كما يمكن أن تساعد الإزالة الاستباقية للعدسة غير المستقرة في الحفاظ على الرؤية، ويجب على المالكين طلب العلاج عند أول علامة على عدم الاستقرار.

الشفاء من عدسة العين المخلوعة في القطط

يجب إعادة فحص القطط في غضون 24 ساعة بعد العلاج ويوصى بزيارات المتابعة كل ثلاثة أشهر بعد ذلك، وإذا تم إجراء الجراحة فمن المحتمل أن يتم إبقاء القطة تحت المراقبة لمدة يوم أو يومين ثم يتم إطلاق سراحها بوصفة طبية لتسكين الألم والمضادات الحيوية، كما تعتمد احتمالية نجاح الجراحة على درجة الخلع ومقدار الوقت الذي مر قبل الجراحة، وتستطيع معظم القطط الأليفة التعامل مع العيش بدون عدسة ولكن الأمر سيستغرق وقتًا حتى تتكيف مع التغييرات الناتجة في الرؤية، وإذا لم تتم إزالة العين فمن المحتمل أن يكون استخدام الدواء على المدى الطويل ضروريًا للتحكم في ضغط العين.


شارك المقالة: