دراسة سلوك النمور في تسلق الأشجار

اقرأ في هذا المقال


تمتاز الحيوانات بصورة عامة بسلوكيات عديدة من شأنها تسهيل الحركة والحصول على الصيد والحماية والدفاع عن النفس، حيث يمكن للحشرات أن تطير وأن تتسلق الجدران ويمكن للأسماك السباحة بانسيابية ويمكن للطيور الطيران وللثديات العدو، وتعتبر النمور من أكثر الحيوانات سرعة وقدرة على العدو بكافة أنواعها، ولكن تمتاز النمور بسلوكيات أخرى لا نجدها في الحيوانات وخاصة المفترسة منها والتي تتعلّق بقدرتها على تسلّق الأشجار، فما هي الطرق التي ساعدت النمور على اكتساب تلك المهارة؟

سلوك النمور في التسلق

قد نتساءل في بعض الأحيان عن سبب اكتساب النمور سلوكيات خاصة في تسلّق الأشجار بمهارة كبيرة دون غيرها من الحيوانات المفترسة كالأسود والذئاب والضباع والدببة، ولعلّ السبب هو البنية الجسدية الرائعة التي تمتلكها النمور والتي تتفوق فيها على جميع الحيوانات آنفة الذكر، فالنمور تمتلك جسداً رائعاً ممشوقاً يساعدها على تسلّق الأشجار مستعينة بمخالبها الحادة القوية التي يمكن لها أن تغرزها في الأشجار عندما تقوم على تسلقها، كما وأن للذيل القوي الطويل دور هام في تحقيق التوازن فق الأشجار والمساعدة على التشبّث خوفاً من السقوط.

كما وتستعين النمور في تسلّقها للأشجار على خفّة كبيرة في الدفع والقفز إلى الأعلى بشكل لا يمكن للأسد أو للدب أو للتمساح الضخم ان يقوم بها، فهي قادرة على الوثب بصورة رائعة تصل قوّة الوثبة في بعض الأحيان إلى نحو ثلاثة أمتار إلى الأعلى كما هي الحال لدى الفهد الصياد ولدى النمر المرقط والنمر الوشق والجاكوار.

يمكن للنمور أن تتسلق الأشجار التي يصل ارتفاعها لغاية ستة أو سبعة أمتار، ولكن لا تستمر النمور طويلاً في القيام بهذا الأمر كونها عندما تتقدم في السن تتغير سلوكياتها في الحركة وتصبح أثقل وغير قادرة على التسّلق كما كان الأمر سابقاً، ولعلّ النمور من الحيوانات المفترسة التي عادة ما تقوم بسحب فريستها إلى الأشجار محكمة القبضة على رقابها، وهناك تقوم بالتهامها بعيداً عن الأسود الطامعة في الحصول على وجبة مجانية أو الضباع التي يمكن لها أكل أي شيء.

في الختام يعتبر سلوك النمور في تسلّق الأشجار من السلوكيات التي لا يمكننا رؤيتها لدى أي حيوان مفترس آخر، فهي تعتمد في سلوكها الحركي على رشاقتها الجسدية وقوتها البدنية وقدرتها على الوثب، كما وأنها تعتمد على قوّة المخالب التي تساعدها على الالتصاق بالأشجار، كما وأن للذيل دور في تحقيق التوازن والمساعدة على التسلّق أيضاً.


شارك المقالة: