تحتل الطيور مكانة مميزة بين الحيوانات نظراً إلى تنوعها وكثرة انتشارها وتغيّر سلوكها من مرحلة عمرية إلى أخرى، ولعلّ الصقور والنسور من أكبر الطيور الجارحة حجماً وأكثرها قوّة، ولعلّ الدجاج من أكثر الطيور انتشاراً في العالم نظراً لاستخداماته المختلفة، ولعلّ النعامة من أكبر الطيور حجماً على الرغم من عدم قدرتها على الطيران ولكن لدى الحديث عن أكثر الطيور ذكاء نجد أنفسنا نتحدّث عن طائر الغراب الذي يشتمل على العديد من الأنواع أهمها طائر غراب الغداف، فما هي أبرز سلوكياته؟
أبرز سلوكيات طائر غراب الغداف
1. سلوك طائر غراب الغداف في التعايش
يعتبر طائر غراب الغداف من الطيور التي تتبع إلى فصيلة الغراب، وهو طائر قوي سريع قادر على الطيران بمهارة كبيرة يمتلك جسداً أكبر من طيور الغراب المتعارف عليها، كما وأنه طائر ينتشر بصورة كبيرة في القارة الأوروبية على وجه الخصوص ويحتل مكانة جيدة في الغابات والجبال، وهو من الطيور التي امتازت بذكاء كبير يفوق ذكاء أي طائر آخر حول العالم.
يمتاز طائر الغداف بلون ريشه الأسود مع وجود لمعة ذات لون أرجواني على الريش، وهو من الطيور التي عادة ما تقوم بنتف ريش منطقة الوجه لدى الوصول إلى مرحلة عمرية معينة، وفي تلك المرحلة ينمو شعر جديد على مطقة الوجه يكون رمادي اللون، وبذلك يسهل على علماء سلوك الحيوان تمييز طائر غراب الغداف عن غيره من الطيور.
2. سلوك طائر الغداف في التواصل
يعتبر طائر الغداف من الطيور الرائعة التي تمتلك قدرة فائقة على تقليد الأصوات، فهو من الطيور الذكية للغاية التي تفوّقت بصورة كبيرة على طيور الببغاء في حفظ الأصوات وتقليدها، وهو من الطيور التي تتعايش بصورة فردية أو على شكل مجموعات في الغالب، ويمكن لهذا الطائر الرائع أن يغرّد بمجموعة كبيرة من الأصوات محاولاً تقليد الطيور الأخرى، كما وانه من الطيور التي يسهل عليها تقليد الأصوات التي يتعلمها من الإنسان.
3. سلوك طائر الغداف في الحصول على الغذاء
يعتبر طائر الغداف من الطيور الذكية التي يمكن لها الحصول على غذاءها من خلال أكل الحبوب والبذور وبعض أنواع الفاكهة، كما وأنه من الطيور التي تقوم بأكل الحشرات ولا تقوم باصطياد الطيور الأخرى أو الثدييات الصغيرة الأخرى كما هي الحال لدى الغربان الأخرى، وهي من الطيور الماكرة التي تمتلك القدرة على سرقة الطعام من الحيوانات الأخرى بسهولة كبيرة، وهي تخاطر بحياتها من أجل الحصول على الغذاء ولكن بذكاء كبير.
4. سلوك طائر غراب الغداف في التكاثر والهجرة
يعتبر طائر الغداف من الطيور التي تمتاز بقدرتها على التكاثر في كلّ عام، وهي طيور يمكن لها أن تتكاثر بصورة عامة لفترة تصل لغاية خمسة عشرة عام، ويعتبر طائر الغداف من الطيور التي تقوم من خلالها الذكور بعروض استثنائية من أجل الحصول على رضا الأنثى وموافقتها على عملية التزاوج، وبعد أن يحصل التزاوج تقوم الأنثى بمساعدة الذكر ببناء العش الذي تحاول إبعاده عن الحيوانات المفترسة وعن أعين الصقور والنسور التي تجد في هذه الطيور فريسة سهلة.
تعتبر طيور الغداف من الطيور المهاجرة التي يمكن لها أن تهاجر أماكن سكنها في القارة الأوروبية على وجه الخصوص بحثاً عن أماكن أخرى أكثر دفئ، وهي في تلك المرحلة تقوم بالهجرة بصورة جماعية على شكل أسراب يسهل التواصل فيما بينها، وفي تلك الحالة تكون الرحلة بحثاً عن الدفء بداية وفراراً من البرد الشديد وبحثاً عن الغذاء، وهي من الطيور القوية القادرة على قطع مسافات طويلة مستعينة بأجنحتها الطويلة وجسدها القوي.
كما ويمكن لبعض أنواع طيور الغداف أن تبقى في أماكنها مفضّلة التعايش وفقاً للنظام البيئي السائد، وهي تشكّل بذلك توازناً بيئياً طبيعياً من خلال الغذاء على مخلفات الطعام والاستمرار في الحياة بتوفير الغذاء للحيوانات المفترسة الأخرى التي تبقى طالما بقي الغذاء، وهي بذلك تختلف باختلاف أماكن تواجدها ما بين شمال ووسط وجنوب القارة الأوربية العجوز.
في الختام يعتبر طائر الغداف من الطيور التي تتبع إلى الغربان السوداء التي تتكاثر بالبيوض مع اختلاف بلون الريش الذي يلمع باللون الأرجواني مع وجه رمادي، وهو من الطيور القوية الذكية التي تمتلك القدرة على سرقة الطعام وتقليد الأصوات والتواصل فيما بينها بصورة رائعة، وهو أكبر حجماً من الغراب الشائع مع قدرة على التعايش بصورة جماعية.