سرطان الغدة الكظرية في الكلاب

تحتوي الغدة الكظرية للكلب على منطقتين فريدتين، وهما اللب الداخلي والقشرة الخارجية، كما تحتوي القشرة المخية على عدة طبقات تخلق وتوزع ثلاث مواد كيميائية، وهي الأندروجينات والقشرانيات السكرية والقشرانيات المعدنية (الألدوستيرون)، وما يجعل هذا النوع من السرطان أكثر خطورة هو معدل سرعة انتشاره إلى الأعضاء الأخرى، ويحدث هذا بسبب حقيقة أن الغدة الكظرية لها مسار مباشر عبر العقد الليمفاوية لتوزيع الهرمونات، ويمكن توزيع الخلايا السرطانية معها.

سرطان الغدة الكظرية في الكلاب

سرطان الغدة الكظرية (ورم القواتم)، هو أورام الغدد الصماء التي تأتي من خلايا الكرومافين (الغدد الصماء العصبية) في الغدة الكظرية، وليست شائعة في الكلاب، ويمكن أن يتسبب ورم القواتم في زيادة الهرمونات، والتي تشمل الأدرينالينوالألدوستيرونوالكورتيزول، كما تسبب هذه الهرمونات أعراضًا تشبه تلك التي تحدث عندما يكون الكلب متوترًا، ويمكن أن تحدث هذه الأعراض فقط في أي وقت، بغض النظر عما إذا كان الكلب متوترًا أم لا.

تمامًا مثل العديد من السرطانات الأخرى، يكون ورم القواتم أكثر شيوعًا في الكلاب الأكبر سنًا ويبلغ متوسط ​​عمر المصابين بورم القواتم حوالي 10 سنوات، كما أن سبب أورام الغدة الكظرية أو ورم القواتم غير معروف حتى الآن، على الرغم من أن بعض المهنيين الطبيين البيطريين يعتقدون أن التعرض للسموم أو المواد الكيميائية الأخرى قد يكون عاملاً مساهماً بالإصابة بهذا المرض.

أكثر الأمراض شيوعًا التي تسببها أورام الغدة الكظرية هو فرط قشر الكظر المعتمد على الغدة الكظرية، والمعروف أيضًا باسم مرض كوشينغ؛ حيث تعاني الكلاب المصابة بمرض كوشينغ بشكل خاص من العطش الشديد والتبول والشهية، ويعد مرض كوشينغ شائعًا جدًا في الكلاب، ولكن معظمهم يكتسبون المرض من خلل في الغدة النخامية، وليس الغدة الكظرية، كما يعاني حوالي 20٪ فقط من الكلاب المصابة بمرض كوشينغ من ورم في الغدة الكظرية.

أعراض سرطان الغدة الكظرية في الكلاب

الغدد الكظرية عبارة عن غدتين صغيرتين في بطن الكلب؛ أمام الكلى مباشرةً ويمكن أن يصاب أي جزء من هذه الغدد بالأورام، كما أنه ليست كل أورام الغدة الكظرية سرطانية؛ فبعضها حميدة أو غير سرطانية، وقد تظل الأورام الحميدة داخل الغدد الكظرية نشطة هرمونيًا؛ مما يسبب أعراضًا مختلفة، وتعتبر الغدد الكظرية للكلب ضرورية في تنظيم معدل ضربات القلب وسكر الدم وضغط الدم وإفراز الهرمونات أثناء الإجهاد البدني والعاطفي،

قد لا تكون أعراض ورم القواتم ملحوظة في العديد من الكلاب؛ لأنها خفيفة ومتقطعة ويمكن الخلط بينها وبين العديد من الأمراض والاضطرابات الأخرى، ومن أكثرها شيوعًا مرض السكري وأمراض الكلى وفرط قشر الكظر واضطرابات الكبد، كما أن الأعراض السريرية التي يتم ملاحظتها في أغلب الأحيان هي:

• انتفاخ في البطن.

• العمى الحاد.

• فقدان الشهية.

• القلق.

• الانهيار.

• الارتباك.

• الكآبة.

• داء السكري.

• الإسهال.

• الجلد الجاف.

• العطش الشديد والتبول.

• التهيج.

• الخمول.

• تساقط الشعر.

• كتل على الرقبة والظهر من رواسب الكالسيوم.

• العصبية.

• نزيف الأنف (الرعاف).

• السرعة.

• اللهاث.

• الأرق.

• النوبات.

• الإهنزاز.

• التقيؤ.

• الضعف.

• فقدان الوزن.

أسباب سرطان الغدة الكظرية في الكلاب

كما هو الحال مع العديد من أنواع السرطان فإن الدراسات جارية لمحاولة كشف سبب هذا المرض، والذي يمكن أن يكون ضارًا جدًا بصحة الإنسان والحيوان على حد سواء، وفي الوقت الحالي لا يُعرف سبب ورم القواتم على الرغم من أن بعض الخبراء يعتقدون أن له علاقة بالتعرض للسموم أو المواد الكيميائية.

كيفية تشخيص سرطان الغدة الكظرية في الكلاب

سيقوم الطبيب البيطري بإجراء فحص جسدي للكلب يتضمن درجة حرارة الجسم والوزن والطول ومعدل ضربات القلب والتنفس وضغط الدم وردود الفعل، كما سيجري بعض الاختبارات العصبية لمعرفة ما إذا كانت المهارات الحسية والحركية للكلب طبيعية، بالإضافة إلى التوازن والتنسيق والإدراك، بالإضافة إلى الاختبارات المعملية؛ مثل فحص الدم الشامل وملف كيمياء الدم ومستويات الجلوكوز وتحليل البول وفحص البراز، وعادةً ما يكون التاريخ الطبي للكلب مطلوبًا لإبلاغ الطبيب البيطري بأي أمراض أو إصابات يعاني منها الكلب، وما إذا كانت تطعيماته حديثة.

يجب التأكد من إخبار الطبيب البيطري إذا كان هناك أي سلوك غريب أو تغير في الشهية، كما سيتم إجراء شفط بإبرة دقيقة إذا كان من الممكن إزالة الخلايا من الورم لتحليلها؛ حيث سيتيح هذا للطبيب البيطري معرفة ما إذا كان الورم سرطانيًا، وسيتم إجراء التصوير بالرنين المغناطيسي والموجات فوق الصوتية والأشعة المقطعية والأشعة السينية لتحديد المناطق المصابة بالورم ومعرفة ما إذا كان قد انتشر.

كيفية علاج سرطان الغدة الكظرية في الكلاب

نظرًا لأن ورم القواتم يحدث عادةً مع اضطرابات طبية أخرى، وسيرغب الطبيب البيطري في علاج الحالة الأكثر خطورة أولاً، وبعض هذه الحالات هي الوذمة الرئوية والنوبات القلبية والنزيف الدماغي والزيادة الشديدة في ضغط الدم وفشل القلب، كما يشمل علاج ورم القواتم إزالة الغدة الكظرية والعقد الليمفاوية المجاورة، وإذا كان لا يمكن إزالته بالجراحة بسبب مرض آخر أو العمر فيمكن استخدام الأدوية مثل ليسودرين، ومع ذلك قد يكون لهذا الدواء أيضًا آثار جانبية خطيرة؛ لذلك قد يختار الطبيب البيطري إبقاء الكلب تحت الملاحظة لمدة 24 ساعة الأولى.

جراحة استئصال الغدة الكظرية معقدة ولها العديد من المضاعفات المحتملة؛ مثل الارتفاع الحاد في ضغط الدم والانسداد الرئوي، وقد تشمل بعض الآثار الجانبية الخطيرة الأخرى للجراحة اختلال توازن الكهارل والنزيف والتهاب البنكرياس، كما أن أفضل علاج لأي نوع من الأورام هو الاستئصال الجراحي، لكن في بعض الأحيان لا يكون هذا خيارًا، وفي بعض الأحيان قد يكون من الضروري إزالة الغدة وكذلك الورم، وفي هذه الحالة سيحتاج الكلب إلى دواء إلى أجل غير مسمى لتنظيم هرموناته.

في بعض الحالات قد يتعذر إزالة الورم، كما هو الحال عند اندماجه في عضو حيوي أو إذا كان قد انتشر بالفعل، وفي هذه الحالات قد يُقترح العلاج الكيميائي إذا كان الكلب يتمتع بصحة جيدة نسبيًا، ولكن يصعب علاج هذه الأورام بالعلاج الكيميائي وحدها، وإذا كان الورم صغيرًا ولم ينتشر فقد يقرر الطبيب البيطري استخدام الاستئصال بالترددات الراديوية (RFA) لقتل الخلايا السرطانية، كما يتم إجراءه عن طريق إرسال تيار من درجة حرارة عالية عبر إبرة دقيقة إلى الورم، والذي كان ناجحًا جدًا في الماضي وهو أقل صعوبة من الجراحة.

إذا كان الطبيب  البيطري قادرًا على إزالة الورم بأكمله دون إتلاف الغدد الصماء، فإن فرص بقاء الكلب على قيد الحياة ممتازة على الرغم من وجود فرصة لتكرار الأورام مرة أخرى، وإذا تمكن الطبيب البيطري من التقاطه مبكرًا بما فيه الكفاية فيمكن للعلاج الآخر أن يقضي فعليًا على فرص التكرار؛ لذلك يجب التأكد من المتابعة مع الطبيب البيطري بانتظام والاتصال به إذا كانت هناك علامات على عودة الورم.