طائر الصقر الحديدي وصغاره

اقرأ في هذا المقال


طائر الصقر الحديدي (Ferruginous Hawk) هو أحد أنواع طائر الصقر، حيث يشتق اسم الصقر من الكلمة اللاتينية (ferrum) والتي تعني الحديد، كما يشير هذا إلى لون الحديد الصدأ لريش الصقر، حيث يساعد نمط لونها الفريد وحجمها الكبير وأرجلها المصقولة بالريش على التعرف عليها.

موطن الصقر الحديدي

يمكن العثور على الصقر الحديدي وصغاره في مساحة كبيرة غير منقطعة من الأراضي الواقعة بين جنوب غرب كندا وغرب الولايات المتحدة وشمال المكسيك، كما تفضل الصيد بالقرب من السهول المفتوحة مثل البراري الجافة والميرمية والصحاري حيث يمكنها بسهولة الحصول على الفريسة المطمئنة.

حجم الصقر الحديدي ومظهره وسلوكه

الصقر الحديدي هو الأكبر بين جميع صقور أمريكا الشمالية، فبجسمه الكبير ورأسه الكبير وأجنحته العريضة يُخطئ أحيانًا في اعتباره نسرًا، حيث يبلغ ارتفاع هذا النوع حوالي 22 إلى 27 بوصة ويصل وزنه إلى 4.5 أرطال، بينما الأنثى بشكل عام أكبر من الذكر ولكن نمط ريشها متطابق تمامًا تقريبًا، الصقور الكبار لون صدئ على أكتافهم وظهرهم وأسفل أرجلهم، ويميل لون البطن إلى البياض وقد تم رصده باللون البني المحمر، ويصنع ريش الساق شكل حرف (V) مقابل بطن الصقر كما يظهر أثناء الطيران.

عند الجلوس يمكن أن تصل الرؤوس الرمادية للأجنحة الطويلة والعريضة إلى طرف ذيلها وهو أبيض ورمادي ولون الصدأ، والصقور الحديديون الصغار ليس لديهم أرجل ملونة بالصدأ وهناك ألوان أقل على ظهورهم، ويأتي هذا النوع في شكلين مختلفين:

1- فاتح: الشكل الفاتح له رأس رمادي باهت وصدر أبيض مع علامات بنية مائلة إلى الحمرة وأجنحة بلون الصدأ مع حواف سوداء.

2- قاتم أو غامق: على النقيض من ذلك فإنّ الشكل الغامق له انتشار أكبر للألوان البني الداكن والأسود التي تغطي الرأس والأجنحة، وإحدى الطرق المحتملة للتعرف على هذا النوع هي وجود الريش على الساقين، والصقر الوحيد الآخر في أمريكا الشمالية هو الصقر خشن الأرجل.

مثل معظم الطيور الجارحة فإنّ الصقر الحديدي وصغاره ليس نوعًا اجتماعيًا، وبدلاً من ذلك ستشكل روابط زوجية وثيقة لمعظم حياتها من أجل مشاركة العديد من المسؤوليات مع شركائها، ومعًا سوف يبنون العش ويحافظون عليه ويربون الصغار، وفي حين أنّ هذا الصقر يفضل عادة اصطياد الفريسة بمفرده فإنّه يُرى أحيانًا يشارك في الصيد التعاوني مع رفيقه، وتتكون أصواتها في الغالب من نداء إنذار حاد وثاقب يشبه صوت نورس تقريبًا، والنداء يشبه ضوضاء (kree) أو (kaah).

تكاثر الصقور الحديدية والصغار والصوف

الصقور الحديديون هم أحاديي الزواج ويحتفظون بنفس الشريك طوال حياتهم، ويُرى الذكور والإناث معًا فقط خلال موسم التكاثر بين مارس ويونيو، وتنخرط هذه الطيور في رحلات مغازلة خيالية لجذب رفيق، وبينما يقوِّسون أجنحتهم للخلف ويغلقون مخالبهم معًا فإنّهم يؤدون نوعًا من العجلة الهوائية مع بعضهم البعض لإنشاء رابطة، وبمجرد أن يجد الصقر شريكًا مناسبًا فإنّه يميل إلى التزاوج لبقية حياته، وتتمتع إستراتيجية التزاوج الأحادي مدى الحياة ببعض المزايا، ويسمح لهم باستثمار وقت هائل ومشاركة كل مسؤولية تربية الشباب.

يحدث الجماع عادةً بمجرد بناء العش أخيرًا ولكن التوقيت يعتمد بشكل كبير على كمية الطعام المتاح، وإذا كانت الموارد شحيحة فقد لا يختار الزوجان التعشيش على الإطلاق، فبعد اختيار مكان مناسب للعش يجلب الذكور مواد البناء بينما تقوم الإناث بمعظم أعمال البناء، يتزاوجون خلال فترة بناء العش، وبمجرد الجماع يمكن للأنثى أن تنتج ما يصل إلى ثماني بيضات في المرة الواحدة مع يومين بين وضع البيض، يعمل الوالدان في نوبات ويقضون فترات متساوية من الوقت في تفريخ البيض، وبعد ما يصل إلى 35 يومًا تفقس البيوض وتعتمد الفراخ لمدة 40-50 يومًا على والديهم حتى يكتمل نموهم،.

وبعد فترة حضانة مدتها شهر تظهر الصغار أو الأحداث مع زغب وعاجزة نسبيًا وغير متطورة وتصدر نقيقًا، وسيحتاج الوالدان إلى الجلوس عليهم في الأسبوع الأول لمساعدتهم في الحفاظ على درجة حرارة الجسم المناسبة، وبحلول حوالي خمسة أو ستة أسابيع تكون صغار الكتاكيت قد اكتملت وأصبحت جاهزة لبدء الطيران لأول مرة، وبعد شهرين تعلم معظمهم كيفية الصيد بمفردهم ويجب عليهم مغادرة العش، وبعد عامين أصبح الصقور الحديديين على استعداد لبدء التكاثر بمفردهم، ويمكن أن يعيشوا ما يصل إلى 20 عامًا في البرية ولكن يبدو أن معظمهم يموتون خلال السنوات الخمس الأولى.

ليس معروفًا تمامًا عدد هذه الطيور وصغارها الموجودة في البرية ولكن من المحتمل أن يصل عددها إلى عشرات الآلاف، وهذه في الواقع زيادة ملحوظة عن أدنى مستوياتها في السبعينيات والثمانينيات، ويبدو أنّ الأرقام حاليًا مستقرة أو تتزايد، ومع ذلك قد لا يزال بعض السكان المحليين في حالة تدهور ويتطلبون جهودًا خاصة للحفظ لإنقاذهم.

ويفضل الصقر الحديدي الإقامة في المرتفعات العالية من الأشجار والمنحدرات وأكوام التراب وحتى الهياكل التي من صنع الإنسان مثل أعمدة الطاقة وطواحين الهواء، وتم بناء العش من العصي والمواد العشوائية الأخرى مثل الأسلاك والبلاستيك، حيث يهاجر الصقر الحديدي جنوبًا لفصل الشتاء بين الولايات المتحدة وكندا والمكسيك، ويتكون الجزء الأوسط من نطاقها من ولايات مثل كولورادو ونيو مكسيكو وأريزونا حيث يقيمون طوال العام، وإلى الشمال من هذا يقع نطاق تكاثرهم الرئيسي، وإلى الجنوب هو نطاق فصل الشتاء الرئيسي.

حمية الصقر الحديدية

بصفته من الأنواع آكلة اللحوم يمتلك الصقر الحديدي العديد من الاستراتيجيات وزوايا الهجوم المختلفة، ومن الواضح أنّ الطيران يمنحها وجهة نظر مثالية للانقضاض على الفريسة والتقاط الفريسة ولكنها ستصطاد أيضًا من جثم أو تلاحق الفريسة على الأرض، وحتى أنّ هذا الصقر سينتظر أحيانًا خروج فريسته من جحرها أو حفرة، ويسمح البصر الممتاز (أحد أفضل ما في المملكة الحيوانية) بالتعرف على الفرائس الصغيرة من مسافات طويلة في الهواء، وبمجرد أن يمسك الصقر بفريسته سوف يبتلعها بالكامل أو يمزقها بالمنقار، حيث يستهلك الصقر الحديدي الفئران والسناجب والأرانب والأرانب البرية والغوفر والزواحف والبرمائيات والطيور الصغيرة وحتى الحشرات.

الافتراس والتهديدات وحالة الحفظ للصقور الحديدية

يُصنف الصقر الحديدي وصغاره حاليًا على أنّه نوع من الأنواع الأقل إثارة للقلق من قبل القائمة الحمراء للاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة، وربما يكون التهديد الأكبر هو اضطراب مواقع التعشيش من الزراعة والرعي الجائر للأرض، وهذا يجبرهم على التنافس بقوة أكبر مع الطيور الجارحة الأخرى على الأرض والموارد، وعلى الرغم من أنّ القانون يحميهم إلّا أنّهم في بعض الأحيان يتم اصطيادهم واصطياد صغارهم بشكل عشوائي.

في حين أنّ الصقر الحديدي البالغ لديه عدد قليل جدًا من الحيوانات المفترسة الطبيعية، فإنّ النسر الذهبي في بعض الأحيان يقتل الصقر في النزاعات الإقليمية أو يفترسه من أجل الغذاء، والبوبكاتس والقيوط يمثلان أيضًا مشكلة خاصة بالنسبة للأحداث وصغار الصقر الحديدي.

مكانة الصقر الحديدي البيئية

يساعد الصقور الحديدية في السيطرة على أعداد القوارض.

المصدر: هيئة من المؤلِّفين (1999)، الموسوعة العربية العالمية (الطبعة الثانية)، الرياض، المملكة العربية السعودية: مؤسسة أعمال الموسوعة للنشر والتوزيع.ديانا أبي عبود عيسى (2003)، حياة الحيوانات (الطبعة الأولى)، بيروت: دار المجاني.أميرة عبداللطيف (1-3-2014)، "الأهمية الاقتصادية للحيوانات البرية ومنتجاتها في أفريقيا حالة خاصة السودان"، جامعة السودان، اطّلع عليه بتاريخ 18-10-2016.فادية كنهوش (2007)، أطلس الحيوانات (الطبعة الأولى)، حلب: دار ربيع.


شارك المقالة: