طائفة العنكبيات

اقرأ في هذا المقال


ما هي العنكبيات؟

العنكبيات (شعبة كلابية القرون) التي تندرج تحتها طائفة العنكبيات: وهي مجموعة غير متجانسة من مفصليات الأرجل ومنها العناكب، العقارب، القرادة والعقارب الكاذبة وغيرها من الأنواع. وتختلف كثيراً فيما بينها بالنسبة للشكل، وأغلبها حرة المعيشة ويقطن على اليابسة وينتشر في المناطق الجافة أكثر من غيرها، والبعض الأخر يقطن الماء ويتنفس بالخياشيم. أما الأنواع التي تعيش على اليابسة فتنتفس بالقصبات الهوائية أو الرئات الكتبية أو كليهما، وقد سجل للآن حوالي 65 ألف نوع منها.

وتنتمي العنكيبات إلى شعبية كلابية القرون حيث يكون الزوج الأول من الأطراف شبيهاً بالمخلب أو الكلابة. وتتميز العنيكبيات بعدم وجود قرون استشعار التي تميزها عن غيرها من مفصليات الأرجل، وتشمل طائفة العنكبيات مجموعة متجانسة تضم ما يلي:

تقسم العنكبيات إلى:

1- ليوريس ( العقرب):

وهي عنكيبات تقطن اليابسة وعلى وجه الخصوص المناطق الاستوائية وتحت الاستوائية، حيث توجد تحت الأحجار والأخشاب وفي شقوق الأرض، وهي حيوانات تنشط ليلاً ويعتقد أنها تنتشر في المناطق الصحراوية وهي لا تشرب الماء بتاتاً؛ لذلك فهي مهيئة للمعيشة في المناطق الجافة وينتشر نوع ليوريس في مصر والبلاد العربية، ويتميز بوجود غدة سامة في العجب مزودة بشوكة، ويستخدم العقرب سمه للدفاع وشل الفريسة، وسم العقرب لا يُؤثّر فيها، وغير مميت للإنسان البالغ ولكنه قد يُؤثّر على الأطفال.

وتستطيع العقارب التي تعيش في الرمل أن تحدد موقع فريستها على مايبدو بالموجات السطحية الناتجة من الفريسة، إما على سطح الرمل أو داخله وتلتقط هذه الموجات شقوقاً حسية مركبة تقع أسفل القطع الرسغية القاعدية للأرجل، وتستطيع العقرب أن تحدد مكان صرصور يحفر على بعد 50 سنتيمتراً منها، وأن تصل إليه في ثلاث أو أربع حركات موجة سريعة.

وينقسم جسم العقرب إلى رأس وصدر قصير نسبياً ويحمل زوجاً من العيون الوسطية الكبيرة، 2 – 5 أزواج من العيون الجانبية الصغيرة. ويحمل الرأس صدر قروناً كلابية صغيرة وأرجلا ملماسية كبيرة تنتهي بكلابة، وتتركب من ستة عقل ( ثمانية عقل في المرحلة الجنينية يختفي منها اثنان) وأربعة أزواج من أرجل المشي. ويحمل الجسم الأوسط الذي يتكون من ست عقل أطرافاً متحورة، وتشمل الغطاء التناسلي، زوج من الأمشاط اللمسية التي تستخدم في استكشاف الأرض وتمييز الجنس، وأربعة أزواج من الرئات الكتبية التي تفتح للفتحات التنفسية على السطح البطني. ويتكون الجسم الخلفي من ست عقل لا تحمل أطرافا وتنتهي بعضو اللسع الذي يتكون من قاعدة حويصلية تحتوي على زوج من غدد السم التي تخرج منها السم التي تفتح عند نهاية في مخلب مدبب.

كما في الأجناس المنفصلة، يؤدي الجنسان (الذكر والأنثى) رقصة مميزة، ثم يضع الذكر حزمة من الحيوانات المنوية على المرتكز ثم تسحب داخل الفتحة التناسلية للأنثى. والعقارب الحقيقية ومنها جنس ليوريس حيث يتم حضن الصغار داخل الجهاز التناسلي للأنثى. ثم تلد من 6 – 90 عقرباً صغيراً وتزحف الصغار على ظهر آلام حتى بعد الانسلاخ، ويبلغ العقرب النضج بعد حوالي عام.

2- ليكورما فيروكس (العنكبوت الذئب):

تشمل العناكب مجموعة كبيرة تضم ما يقرب 35 ألف نوع، وتنتشر في كل أنحاء العالم. والعنكبوت الذئب واسع الانتشار، وهو لا يغزل شبكة ولكنه يقتنص فريسته التي يلدغها بقرونه الكلابية. ويتركب جسم العنكبوت من منطقتين، الرأس صدر أو الجسم الأمامي والبطن أو الجسم الخلفي. وكلاهما غير معقل ويصل بينهما خصر نحيل ويوجد السطح الظهري من الأمام وعلى الجسم الأمامي 8 عيون بسيطة مزودة بعدسة وقضبان بصرية وشبكية، وتستخدم أساساً في إدراك الأشياء المتحركة، وفي العنكبوت الذئب قد تكُون صوراً للأشياء الكلابية.

ويحمل الجسم الأمامي زوجاً من القرون الكلابية وينتهي بمخلب تفتح على قمتها قنوات الغدد السامة، وزوج من الأرجل اللماسية وفي الذكر تحمل القطعة الأخيرة من اللماس عضواً ملماسياً متحوراً لغرض عمليات التزاوج، وأربعة أزواج من أرجل المشي الطويلة تنتهي كل منها بمخلب. أما الجسم الخلفي أو البطن فلا يحمل أيّ أطراف ويوجد على السطح البطني الفتحة التناسلية وفتحتان تنفسيتان وينتهي البطن بالمغازل، والعنكبوت الذئب مفترس ويتغذى أساساً على الحشرات حيث يجهز على فريسته بالمخالب والسم الذي تفرزه القرون الكلابية.

ويطارد العنكبوت الذئب فريسته، وبعد القبض عليها بقرونه الكلابية يحقنها بالسم، ثم يفرز عصارته الهاضمة عليها وهي خارج الجسم ويحولها إلى صورة سائلة ثم يرتشف الحساء الناتج بواسطة بلعومه الماص وتساعد الأسنان عند قواعد القرون الكلابية في طحن الفريسة ومضغها.

3- القراد والحلم:

تنتمي الأكاروسات وهي من أعلى مجاميع العنكبيات تخصصاً فقد فقدت تعقيل الجسم، وأفراد هذه المجموعة مهمة من الناحيتين الطبية والاقتصادية، رغم وصف حوالي 30 ألف نوع فهناك آلاف أخرى لم توصف بعد. وتنتشر الأكاروسات في كل أنحاء العالم في البيئتين الأرضية والمائية وتوجد في أصعب البيئات على الإطلاق كالصحاري والمناطق القطبية والينابيع الحارة. كما أن الكثير منها متطفل خلال طور أو أكثر من دورة حياته.

وجسم الأكاروسات يتكون من قطعة واحدة حيث التحم الجسم الأمامي والخلفي معاً وتحمل أجزاء الفم على نتوء صغيرة أمامي يطلق عليه الرؤيس ويوجد على كل من جانبي الفم قرن كلابي وظيفته ثقب وتمزيق الطعام والقبض عليه وعلى جانبي القرون الكلابية زوج من الأرجل الالماسية المعلقة، والذي يختلف في الشكل والوظيفة طبقا لطريقة الثقب. وتلتحم قاعدتا الأرجل الالماسية من الناحية البطنية لتكون تحت فم بينما يمتد البوز أو القنطرة من الناحية الظهرية فوق الفم وللحلم والقراد البالغ أربعة أزواج من الأرجل تقوم بوظيفة المشي. ولكن يختزل هذا العدد من زوج إلى ثلاثة أزواج فقط في بعض الأنواع.

الأجناس منفصلة وتنقل الحيوانات المنوية إلى الإناث مباشرة في معظم الأكاروسات، ولكن ثمة أنواعاً تنقل فيها الحيونات المنوية بطريقة غير مباشرة بواسطة حزمة منوية. ويفقس البيض عن اليرقة ذات ثلاثة أزواج من الأرجل يليها طور أو أكثر من الحوريات ذات الأربعة أزواج من الأرجل حتى تصل طور البلوغ.

أرجاس بريسكيس القراد:

طفيلي خارجي على الطيور بأنواعها (الدجاج، البط، الأوز وغيرها)، ويصل طول الحيوان البالغ حوالي سنتيمترات ويتنفس بالقصبات الهوائية التي تفتح للخارج بين الرجل الثالثة والرابعة، والأجناس منفصلة والذكور أصغر من الإناث، وبعد عملية التسافد تضع الأنثى بيضاً مخصباً يفقس عن يرقة تتميز برؤيس يبرز من سطح الجسم. بعد أن تمتص وجبة دم من عائلها تنسلخ لتكون حورية وهي تماثل الحيوان اليافع ولكنها أصغر منه وليس لديها أعضاء أو فتحة تناسلية، ثم تمر بطور غير نشط هو هيبوبس والذي يماثل طور العذراء في الحشرات.

وخلال هذه الفترة تنضج الأجهزة التناسلية وتتحول الهيبوبس إلى القراد البالغ، ويتغذى أرجاس على دم العائل بواسطة أجزاء فمه المهيئة لثقب الجلد، ووجود بلعوم ماص إضافة إلى إفراز لعاب يمنع تجلّط الدم، ثم يمر الدم من البلعوم ومنه للأمعاء؛ حيث يتم هضم الدم في المعدة وهو هضم داخل الخلايا.

يوجد نوعان من القراد:

يوجد نوعان من القراد: اللين ومن الأمثلة علية أرجاس والجامد ومن الأمثلة علية أكزودوس ودرماسنتور والفرق بينها الآتي:

  1. جُليد القراد اللين وهو جلدي مزود بأقراص كيتينية صغيرة ومحببة بينما القرادة الجامد يوجد له صفيحة ظهرية وهي تغطي كل السطح الظهري في الذكر، أما في الأنثى واليرقات فهي تغطي المنطقة الأمامية فقط في الجُليد الظهري.
  2. يقع الرؤيس في القراد اللين في الطور البالغ والحورية عند الطرف الأمامي في الناحية البطنية، بينما في القراد الجامد يقع على المنطقة الظهرية الأمامية، وبينما القراد الجامد فيبقى ملتصقاً بالعائل لفترة طويلة قد تمتد لعدة أيام ويتغذى لمرة واحدة كما يخلو الرسغ من الوسائد في القراد اللين.

من أهم صفات العناكب:

  1. وجود زوجان أو ثلاثة من المغازل التي تحتوي على مئات من الأنابيب المجهرية التي تمتد من غدد الحرير التي توجد في نهاية التجويف البطني.
  2. يفرز الحرير الذي يتكون من مادة بروتينية على هيئة سائلية تتصلّب نتيجة لسحبها من المغازل.
  3. خيوط العنكبوت أقوى من خيوط الصلب التي لها نفس القطر، ويقال أنها التي تلي في القوة ألياف الكوارتز المندمجة.
  4. يستخدم غزل العنكبوت لاصطياد فرائسه من الحشرات، كما تستعمل لتبطين أغشائها، وتكوين أغشية للحيوانات المنوية وشرانق البيض، وبناء خيوط الجر وخيوط التخدير وخيوط الانسلاخ وأعشاش رعاية الصغار، أو من الممكن أن تلفّ نفسها حول فرائسها بإحكام.

طريقة التكاثر في العناكب:

العناكب ثنائية الجنس؛ حيث يضع الذكر قطرة من سائله المنوي على شبكة صغيرة يغزلها ويقوم العضو الماسي على الملامس بشفط وتحزين الحيوان المنوي التي تحزن في المستقبلات المنوية والتي تنقلها قناة قاذفة إلى الأنثى. وبعد إخصاب البيض تضعه الأنثى في شرنقة حريرية تحملها أو تلصقها إلى شبكة أو أيّ مرتكز مناسب وبعد فترة حوالي أسبوعين يفقس البيض عن عناكب صغيرة تظل عادة داخل كيس لبيض، وتنسلخ مرة قبل أن تتركه ولا تصل إلى طور البلوغ إلا بعد عدة انسلاخات.


شارك المقالة: