ظبي الكودو وصغاره

اقرأ في هذا المقال


ظباء الكودو (kudu) هي ظباء أفريقية كبيرة ذات قرون لولبية طويلة، وهم أعضاء في عائلة (Bovidae)، جنبًا إلى جنب مع الغزلان والحيوانات البرية والظباء الأخرى والأغنام والماعز والأبقار والمزيد، وهناك نوعان من الظباء الكودو الصغرى والكودو الكبرى، ومجتمعة كلا النوعين لهما نطاق واسع جدًا ولكن البشر قاموا بتجزئة مجموعاتهم، وتوجد مناطق كبيرة تفصل بين السكان.

مظهر ظبي الكودو

يبدو نوعا هذه الحيوانات متشابهين تمامًا على الرغم من أنّ العظماء أكبر من نظرائهم الأصغر، حيث يبلغ ارتفاع أكبر الذكور البالغين أكثر من 5 أقدام، ويبلغ ارتفاع أكبر الذكور الأصغر حجمًا حوالي 4 أقدام، ويزن الثيران الأكبر أيضًا عدة مئات من الجنيهات أكثر من الصغرى، وكلا النوعين لهما قرون طويلة والتي تشير إلى الأعلى والخلف قليلاً وتتجعد في شكل حلزوني، ومعاطفهم بنية ضاربة إلى الحمرة مع وجود خطوط بيضاء رقيقة أسفل جانبيهم ولكن عدد الخطوط يختلف حسب النوع.

يمتلك كل من الكودو الأكبر وابن عمه المقرب الكودو الأصغر خطوطًا وبقعًا على الجسم ومعظمها يحتوي على شيفرون من الشعر الأبيض بين العينين، والذكور لها قرون طويلة حلزونية، كما إنّ قرون الكودو الأكبر مذهلة ويمكن أن تنمو بطول 1.8 متر (حوالي 6 أقدام) مما يجعل 2-1 / 2 تقلبات رشيقة.

وتمتلك الشهرة الكودو الأصغر قرونًا أصغر من قرون أبناء عمومتها الأكبر حجمًا ولها بقع بيضاء واضحة على الأجزاء العلوية والسفلية من الرقبة، وعلى الرغم من أنّ كلا النوعين لهما لون رمادي مزرق أو بني مائل للرمادي أو بلون الصدأ، فإنّ الكودو الأصغر به خمسة إلى ستة خطوط بيضاء جانبية إضافية ليصبح المجموع من 11 إلى 15، والكودو لها أيضًا هامش تحت الذقن.

كما أنّه لديها أبواق طويلة ومن أبرز سمات ثيران كودو قرونها الطويلة، وبالنسبة للثيران البالغة يبلغ متوسط ​​طول القرن حوالي أربعة أقدام ولكن أطول قرون مسجلة يبلغ طولها ستة أقدام، وهي مثنوية الشكل الجنسي بحيث يبدو الذكور والإناث مختلفين تمامًا عن بعضهم البعض، وفي الواقع من الممكن معرفة الفرق بين الذكر والأنثى البالغ بمجرد النظر إليهما وهذا ما يُعرف باسم إزدواج الشكل الجنسي، والذكور أكبر من الإناث ولها قرون لولبية طويلة أمّا الإناث ليس لها قرون على الإطلاق.

موطن ظبي الكودو

تستخدم هذه الظباء معاطفها المخططة للمساعدة في التمويه، ولهذا السبب فإنّ موائلهم المفضلة هي المناطق شبه المفتوحة ذات الشجيرات الكثيفة، وتشمل بعض النظم البيئية المختلفة التي يسكنونها الغابات وغابات التقشير والسافانا والأراضي العشبية وغير ذلك، وتحتوي الموائل المفضلة لديهم أيضًا على مصدر للمياه مثل نهر أو مجرى أو بركة، كما إنّهم لا يسكنون المراعي أو المزارع ولكنهم يعيشون في مناطق منكوبة بالبشر مع نمو الأدغال أو الشجيرات.

ظباء الكودو الكبرى وكودو الصغرى لهما أنماط توزيع مختلفة، حيث يعيش الصغار عبر نطاق صغير في شرق إفريقيا وبشكل أساسي في كينيا والصومال وإثيوبيا، ويمتلك العظماء نطاقًا أوسع ولكن الأنواع الفرعية المختلفة تعيش في مناطق مختلفة، ويمتد سكانهم من حدود جنوب إفريقيا إلى أنغولا وزامبيا وتنزانيا وكينيا وإثيوبيا، ويعيش عدد صغير من سكان ظباء الكودو الكبرى أيضًا في أجزاء صغيرة من تشاد والسودان وجنوب السودان.

حمية ظبي الكودو

هناك نوعان من الحيوانات العاشبة الأساسية المتصفحات والرعي، حيث تتغذى المتصفحات على الأوراق والبراعم والزهور والسيقان وأجزاء النبات الأخرى، وتتغذى الرعي على الأعشاب والنباتات الشبيهة بالأعشاب، وبعض أنواع الحيوانات العاشبة هي حيوانات الراعي والمتصفحات.

ولكن هذا النوع من الظباء عبارة عن متصفحات بحتة، وهذه الحيوانات الكبيرة من الحيوانات العاشبة مما يعني أنّها تأكل النباتات في المقام الأول، وهم رعاة ويتغذون على مجموعة متنوعة من الأوراق والسيقان والبراعم والزهور والفواكه وأكثر من ذلك.

خلال الجزء الأكثر سخونة من اليوم سيبحث ظبي الكودو عن مأوى في الغابة ويستريح، ويأكل ويشرب في الصباح وبعد الظهر، وبشكل عام يقضي حوالي 50٪ من يوم مجد في البحث عن الطعام، ويأتي معظم نظامهم الغذائي من الأشجار ولكنهم يأكلون أيضًا الشجيرات والشجيرات الصغيرة، ويأكلون الفاكهة التي سقطت من الشجرة ويقطفون الثمار مباشرة من الغصن.

ويحدث معظم علفهم في الصباح الباكر وفي وقت متأخر بعد الظهر، وتعيش الإناث وعجولهم وذريتهم الفرعية في قطعان صغيرة معًا، وبمجرد أن يصل الذكور إلى مرحلة النضج الجنسي فإنّهم ينضمون إلى مجموعات العزباء من الذكور الآخرين، ومع اقتراب موسم التكاثر تتفكك مجموعات العزباء ويبحث الذكور عن قطعان من الإناث.

تكاثر ظبي الكودو والصغار

يتكاثر الذكر الوحيد مع عدة إناث مختلفة ولا يشارك في رعاية العجول، يحدث التزاوج في نهاية موسم الأمطار بالنسبة للكودو الأكبر، ويجد الذكر أنثى ثم يقف أمامها وينخرطون في مصارعة على الرقبة، وبعد ذلك يتبع الذكر الأنثى حول إصدار نداء منخفض الحدة، وتستمر طقوس التزاوج هذه حتى تسمح له بالتزاوج معها،

وتبلغ فترة حمل الإناث حوالي ثمانية أشهر مما يعني أنّ العجول تولد في بداية موسم الأمطار عندما يكون العشب في أعلى مستوياته، وعادة هذا خلال فبراير أو مارس، والأكثر شيوعًا أن يولد ربلة واحدة على الرغم من احتمال ولادة توأمان في حالات نادرة، وتترك القطيع لتلد عجلًا واحدًا، وبمجرد أن يبلغ عجلها شهرًا تقريبًا ينضم الزوجان إلى القطيع، في الأسبوعين الأولين يكون العجل مطويًا بعيدًا في مكان ما لن تتمكن الحيوانات المفترسة من العثور عليه.

بعد ذلك يتجولون مع القطيع طوال اليوم حتى عمر 6 أسابيع، وسيفطم العجل من حليب أمه في عمر 6 أشهر، وفي عمر ستة أشهر تكون العجول مستقلة في الغالب، ولكنها عادة ما تبقى مع القطيع على الأقل حتى تصل إلى مرحلة النضج الجنسي، حيث تبقى العجول الذكور مع الأم في قطيع الأمهات حتى يبلغوا سن نصف عام، وستبقى الإناث لفترة أطول من هذا، ويتم بلوغ النضج الجنسي من خلال الكودو الأكبر في عمر 1 إلى 3 سنوات.

تصنع إناث كودو قطعانًا تصل إلى 24 حيوانًا والذكور هم منفردين فقط ينضمون إلى القطعان للتكاثر، وتختلف هذه الثدييات الكبيرة اختلافًا طفيفًا في نشاطها، ويكون بعضها أكثر نشاطًا عند الغسق والفجر أو في الليل، بينما يتغذى البعض الآخر ويتواصلون اجتماعيًا أثناء النهار، وقطعان أصغر من بعض الظباء الأفريقية الأخرى وكودو الصغرى تعيش في كثير من الأحيان في أزواج.

ظبي الكودو والتهديدات

يصطاد البشر هذه الحيوانات من أجل اللحوم ويصطادون الذكور من أجل قرونهم الكبيرة، ويجلب صيد الكؤوس الأموال إلى الاقتصادات المحلية وغالبًا ما يساعد في الحفاظ على الأنواع، ومع ذلك يحدث الصيد الجائر للحيوانات، كما يؤدي تدمير الموائل أيضًا إلى زيادة الضغط على السكان مما يؤدي إلى انخفاضه.

ويسرد الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة (International Union for Conservation of Nature – IUCN) الكودو الكبرى على أنّها الأقل اهتمامًا، كما أنّ عدد سكانها بشكل عام مستقر، ويسرد الاتحاد الدولي للحفاظ على الطبيعة (IUCN) الكودو الصغرى على أنّها قريبة من التهديد ويتراجع عدد سكانها.

لم يقم البشر بتدجين كودو بأي شكل من الأشكال، كما تفترس الأسود والضباع والكلاب البرية والفهود ظباء الكودو، وتتعرض الإناث والشباب أيضًا للتهديد من الفهود، ويصطاد البشر الكودو باعتباره تذكارًا بسبب قرونهم الكبيرة وهم أيضًا يدمرون موطنهم.

المصدر: هيئة من المؤلِّفين (1999)، الموسوعة العربية العالمية (الطبعة الثانية)، الرياض، المملكة العربية السعودية: مؤسسة أعمال الموسوعة للنشر والتوزيع.ديانا أبي عبود عيسى (2003)، حياة الحيوانات (الطبعة الأولى)، بيروت: دار المجاني.أميرة عبداللطيف (1-3-2014)، "الأهمية الاقتصادية للحيوانات البرية ومنتجاتها في أفريقيا حالة خاصة السودان"، جامعة السودان، اطّلع عليه بتاريخ 18-10-2016.فادية كنهوش (2007)، أطلس الحيوانات (الطبعة الأولى)، حلب: دار ربيع.


شارك المقالة: