قرد المكاك آكل السلطعون وصغاره

اقرأ في هذا المقال


قرود المكاك طويلة الذيل أو السلطعون (Crab-Eating Macaque) هي من فصيلة الثدييات الانتهازية وتصل إلى كثافة أعلى في مناطق الغابات المتدهورة والموائل التي يزعجها الإنسان، ولديهم عدد قليل من الحيوانات المفترسة الطبيعية في نطاقاتهم المقدمة، يؤثر قرود المكاك طويلة الذيل على التنوع البيولوجي المحلي من خلال استهلاك النباتات المحلية والتنافس مع الطيور على موارد الفاكهة والبذور، بالإضافة إلى ذلك فهي تسهل تشتت بذور النباتات الغريبة، وقد تؤثر سعدان المكاك آكل السلطعون أيضًا على القطاع التجاري من خلال استهلاك أنواع نباتية مهمة من الناحية الزراعية وإتلاف المحاصيل، وتم ترشيح هذا النوع من بين 100 من أسوأ الغزاة في العالم.

النطاق الجغرافي والموطن

تم العثور على قرود المكاك طويلة الذيل أو السلطعون (Macaca fascicularis) مع صغاره في جنوب شرق آسيا من بورما إلى الفلبين وجنوبًا عبر الهند الصينية وماليزيا وإندونيسيا، وتم العثور عليها كذلك مع صغارها في الشرق الأقصى مثل جزر تيمور، فقرود المكاك طويلة الذيل متنوعة بيئيًا، وبعض الموائل التي تم العثور عليها هي الغابات الأولية والغابات المضطربة والثانوية والغابات النهرية والساحلية لنخيل نيبا وأشجار المانغروف، وتعيش قرود المكاك طويلة الذيل بنجاح أكبر في الموائل المضطربة وعلى أطراف الغابات.

في سومطرة حققوا أعلى كثافة سكانية في مستنقعات المنغروف المختلطة وغابات التلال الثانوية وغابات الأنهار، كما لوحظ بعضها في مستنقعات المياه العذبة والأراضي العشبية الشائكة والغابات الأولية في الأراضي المنخفضة وبساتين المطاط، وفي تايلاند تحدث قرود المكاك طويلة الذيل في الغابات دائمة الخضرة وغابات الخيزران والغابات المتساقطة الأوراق، وفي ماليزيا توجد بكثرة في غابات الأراضي المنخفضة الساحلية، ولوحظ أنّ هذا النوع يشرب الكثير من الماء ويأكل سرطان البحر وغالبًا ما يعيش بالقرب من المسطحات المائية، ومن بين الموائل المختلفة التي تشغلها قرود المكاك طويلة الذيل يبدو أنّ غابات المستنقعات تحتوي على أعلى كثافة منها.

في السنوات الأخيرة أدى تغيير الموائل إلى توسيع نطاق بعض مجموعات قرود المكاك طويلة الذيل، ففي ماليزيا استعمرت هذه الأنواع الأراضي التي تم تطهيرها مثل مناطق المزارع، ولقد لوحظ أنّ بعض الموائل المضطربة بها أعداد أكبر من القوات والسكان من بعض الغابات البكر، فهذا النوع لديه أعلى درجة من الشجرية لجميع أنواع المكاك، وذكرت إحدى الدراسات عن سلوك المكاك طويل الذيل أنّها لم تسقط على الأرض أبدًا إلّا على بعد 5 أمتار من حافة نهر بالقرب من شجرتهم، وتتراوح الكثافة السكانية لهذا النوع النهاري من 10 إلى 400 لكل كيلومتر مربع.

الوصف المادي

يميل فراء جسد قرود المكاك طويل الذيل إلى اللون الرمادي والبني إلى البني المحمر، وهذه الألوان دائما شاحبة من الناحية البطنية، والوجه بني مائل للرمادي مع وجود شارب على الخد، ويتم توجيه العينين إلى الأمام لرؤية مجهر، والأنف مسطح والخياشيم ضيقة وقريبة من بعضها (حالة النزلات)، وقرود المكاك طويلة الذيل لها قواطع على شكل مجرفة وأنياب واضحة وأضراس ثنائية الأسنان، وطول الجسم بدون الذيل من 40 إلى 47 سم، والذيل ذو اللون الرمادي أو البني أو المحمر يتراوح من 50 إلى 60 سم، وقرود المكاك طويلة الذيل تظهر ازدواج الشكل الجنسي في الحجم، فمتوسط ​​الوزن للذكور هو 4.8 إلى 7 كجم ومن 3 إلى 4 كجم للإناث وما يقرب من 69٪ من متوسط ​​وزن الذكور.

التكاثر والصغار

في سومطرة تحتوي كل مجموعة اجتماعية من هذه القرود على معدل 5.7 ذكور و 9.9 إناث بالغة، وعلى الرغم من أنّ عدد الإناث يفوق عدد الذكور مما يشير إلى أنّ الذكور لديهم شركاء أكثر من الإناث إلّا أنّ كلا الجنسين قد يتزاوج مع شركاء متعددين، ومع ذلك فإنّ الذكر ألفا أو الذكر الأعلى مرتبة في المجموعة لديه أكبر وصول إلى زملائه من أي ذكر وربما ينجب معظم الأبناء.

يصل الذكور إلى مرحلة النضج الجنسي في عمر 6 سنوات تقريبًا بينما تنضج الإناث عند حوالي 4 سنوات من العمر، وتصبح الإناث ذوات الرتبة الأعلى ناضجة في الإنجاب قبل الإناث الأقل مرتبة، ويتمتع نسل هذه الإناث ذات الرتب الأعلى بفرصة أكبر للبقاء على قيد الحياة مقارنة بنسل الإناث ذات الرتب الأدنى، وترتبط كلتا هاتين الظاهرتين بزيادة توافر الغذاء وانخفاض كمية العدوانية التي تتعرض لها الإناث ذات الرتب الأعلى.

كأثر جانبي لفترة الشبق الطويلة وإخفاء الإباضة يصعب على البشر تقدير مدة الحمل، ومع ذلك يبدو من المحتمل أنّ متوسط ​​فترة الحمل ما يقرب من 162 يومًا، ويبلغ متوسط ​​الفاصل بين الولادات حوالي 390 يومًا مما يشير إلى أنّ الإناث يمكن أن تنجب صغارًا كل عام إذا كانت مرتبة عالية وكل عام بخلاف ذلك، ويتم إرضاع الصغار حتى يبلغوا من العمر 420 يومًا تقريبًا، ويبلغ متوسط ​​الفترة بين الولادات 390 يومًا وهو أقل من متوسط ​​الوقت حتى الفطام، وقد يتأثر كل من طول فترة الرضاعة والفترة بين الولادات برتبة الأم، ومن المعروف أنّ المواليد في هذا النوع تبلغ ذروتها من مايو إلى يوليو الموافق لموسم الأمطار.

كما هو الحال في جميع الرئيسيات هناك فترة طويلة من اعتماد الأحداث، وتوفر الإناث الجزء الأكبر من الرعاية للذرية، ويحصل الصغار على التغذية والتشجيع والاستمالة والحماية والتعليم من الأم، ومن المرجح أن تبقى الإناث في المجموعة التي ولدت فيها، بينما من المرجح أن يهاجر الذكور عند النضج الجنسي أو بالقرب منه، وعلى الرغم من عدم الإبلاغ عن عمر هذا النوع فمن المحتمل أن يكون مشابهًا لأعضاء آخرين من الجنس، والذين يبدو أنهم قادرون على الحصول على أقصى عمر يبلغ حوالي 30 عامًا في الأسر.

التواصل والإدراك

كما هو الحال في الأنواع الأخرى من جنس (Macaca) فمن المحتمل أن هذه الحيوانات تستخدم مزيجًا من الإشارات البصرية (تعبيرات الوجه وأوضاع الجسم) والسمعية (النطق) والفيزيائية (الاستمالة واللعب والتزاوج والعدوانية) والإشارات الكيميائية (الشمية) المحتملة كجزء من ذخيرتهم في الاتصال.

عادات الطعام

قرود المكاك طويلة الذيل وصغارها هي حيوانات آكلة للحوم وتستغل العديد من أنواع الطعام المختلفة مما يعكس تنوع الموائل التي يمكنها الاستفادة منها، فمتوسط ​​طول نوبات التغذية 18.3 دقيقة، وقد يكون هناك في المتوسط ​​عشرين نوبة في اليوم، ويأكلون مجموعة متنوعة من الأطعمة مثل الفاكهة وسرطان البحر والزهور والحشرات والأوراق والفطريات والأعشاب والطين، ويمكن تناول الطين للحصول على البوتاسيوم الموجود فيه على الرغم من انخفاض مستويات البوتاسيوم في الطين، ومع ذلك يتم قضاء 96٪ من وقت التغذية يوميًا في تناول الفاكهة، وتشير بعض الملاحظات المحدودة إلى أنّ قرود المكاك طويلة الذيل تختار الفاكهة بناءً على النضج والذي يعتمد على اللون.

المصدر: هيئة من المؤلِّفين (1999)، الموسوعة العربية العالمية (الطبعة الثانية)، الرياض، المملكة العربية السعودية: مؤسسة أعمال الموسوعة للنشر والتوزيع.ديانا أبي عبود عيسى (2003)، حياة الحيوانات (الطبعة الأولى)، بيروت: دار المجاني.أميرة عبداللطيف (1-3-2014)، "الأهمية الاقتصادية للحيوانات البرية ومنتجاتها في أفريقيا حالة خاصة السودان"، جامعة السودان، اطّلع عليه بتاريخ 18-10-2016.فادية كنهوش (2007)، أطلس الحيوانات (الطبعة الأولى)، حلب: دار ربيع.


شارك المقالة: