قرد طمارين الإمبراطور وصغاره

اقرأ في هذا المقال


قرد طمارين الإمبراطور (Emperor Tamarin) هي قرود العالم الجديد الصغيرة وهو مصطلح يصف القرود من أمريكا الجنوبية والوسطى، حيث نشأ اسمهم من شاربهم الأبيض المميز والذي قيل إنّه ذكّر المستكشفين بالإمبراطور الألماني فيلهلم الثاني، فقد جاء اسمهم من القيصر فيلهلم الثاني من ألمانيا 1888-1918 الذي كان له شارب مشابه لقرد طمارين الإمبراطور، وفي البداية تم إعطاء هذا الاسم على سبيل المزاح ولكنه سرعان ما توقف، ويعتبر قرد طمارين الإمبراطور جزءًا من مجموعة قرود العالم الجديد من أمريكا الوسطى والجنوبية، كما أنّ فرائها رمادي مائل للأصفر وذيل محمر ويدان وأرجل سوداء.

الوصف المادي

قرود طمارين الإمبراطور هي قرود صغيرة بشوارب بيضاء طويلة تندفع للخلف من الكمامة على كلا الجانبين وتبدو مثل الشوارب، ويُعتقد أنّهم سموا على اسم الإمبراطور الألماني فيلهلم الثاني الذي كان يرتدي أيضًا شاربًا، كما أنّه لديهم الفراء الداكن على وجوههم وآذانهم وأجسادهم رمادية في المقام الأول مع كميات صغيرة من الذهب والأبيض والأحمر، وتعد ذيولهم طويلة ولونها أحمر، ومثل جميع أنواع قرد طمارين الإمبراطور يمتلك قرد طمارين الإمبراطور أيادي ضيقة بإبهام غير معاكسة، كما لديهم أسنان ومخالب طويلة (بدلاً من الأظافر) في جميع الأصابع باستثناء إصبع القدم الكبير.

فراء أجسادهم رمادي في الغالب مع القليل من الفراء الأصفر والأحمر على ظهرهم وصدرهم، وأيديهم وأقدامهم ووجههم سوداء اللون مما يضفي تباينًا رائعًا مع شاربيهم الأبيض، كما يساعدهم التلوين على الاندماج مع الأشجار والاختباء من الحيوانات المفترسة، وعلى الرغم من أنّ فرائها مثير للإعجاب إلّا أنّ هذه الحيوانات صغيرة جدًا، ويبلغ طول أجسادهم حوالي عشر بوصات فقط ويزنون أقل من 0.88 رطل عندما يكتمل نموهم، وللمقارنة يزن الرجل العادي حوالي 195 رطلاً أي أكثر من 200 ضعف وزن قرود طمارين الإمبراطور.

ومثل قرود طمارين الإمبراطور الأخرى ذيول برتقالية يبلغ طولها حوالي 16 بوصة، وتمنحهم ذيولهم الطويلة التوازن أثناء قفزهم عبر الغابة، ويمكنهم أيضًا استخدام ذيولهم كدليل إضافي وإمساك الفروع بالنهاية، وعادة قد نفكر في أن تكون صغيرة كمشكلة، وبعد كل شيء بعض أعنف حيوانات الغابة مثل الفهود كبيرة جدًا، ولكن قرود طمارين الإمبراطور الصغيرة لها ميزة على الحيوانات الكبيرة، وفي الليل عندما يكونون نائمين سيكونون عرضة للحيوانات المفترسة التي تريد أكلها، ومع ذلك فإنّ صغر حجمها يمكّنها من الاختباء داخل الثقوب في الأشجار مما يجعلها مخفية أثناء نومها.

الموطن الأصلي

يعود أصل قرد طمارين الإمبراطور إلى جنوب غرب حوض الأمازون مع مجموعة تمر عبر بيرو والبرازيل وبوليفيا، كما إنّهم يعيشون في مجموعة متنوعة من الموائل الحرجية بما في ذلك الأراضي المنخفضة والجبال والغابات الموسمية المغمورة، وتتعرض هذه المناطق للفيضانات بشكل موسمي، مما يعني أنّ أرضية الغابة جافة خلال موسم واحد ثم فيضانات خلال موسم الأمطار، فهي مهددة بتدمير موطنها بسبب قطع الأشجار، ويحب قرد طمارين الإمبراطور العيش في الأشجار ولا يخافون من المرتفعات، كما إنّهم يعيشون في أشجار يتراوح ارتفاعها بين 85 و 100 قدم، وهذا بحجم مبنى من عشرة طوابق والذي لا يتخيله معظم الناس الوقوف على سطحه.

عادات الغذاء والأكل

قرود طمارين الإمبراطور هي قرود نهمة، حيث يأكلون الفواكه في المقام الأول ولكن قد يتغذون أيضًا على الحشرات واللثة والرحيق والأوراق، ففي حديقة حيوان سميثسونيان الوطنية يأكل قرد طمارين الإمبراطور الفاكهة والجزر والبطاطا الحلوة والفاصوليا الخضراء والبيض المسلوق وديدان الوجبة والصراصير.

التكاثر والصغار

تشمل المجموعات العائلية عادة أنثى واحدة متكاثرة وذكرين متكاثرين، وتتزاوج الإناث المتكاثرة مع جميع الذكور المتكاثرة في المجموعة، وقرود طمارين الإمبراطور هم مربيون موسميون، فبعد فترة حمل تبلغ حوالي 4.5 أشهر (140-150 يومًا) تلد الأنثى التوائم والتي تكون هي القاعدة، ولكن الولادات الفردية وأحيانًا ثلاثة توائم تحدث، كما تحدث الولادات خلال الموسم الرطب أو الممطر بين سبتمبر ومارس عندما تكون الأطعمة وفيرة، والفاصل الزمني بين الولادات في الأنواع ستة أشهر.

وبعد فترة حمل تتراوح من 140 إلى 145 يومًا أو ما يزيد قليلاً عن أربعة أشهر ونصف تلد الإناث صغيراً أو صغيرين (أو نادراً ثلاثة)، يولد الشباب من سبتمبر إلى مارس، وتتكاثر أنثى واحدة فقط في مجموعتهم في كل مرة، ويزن الرضيع عند الولادة 32 جرامًا فقط (1.2 أونصة)، وستكون أنثى التربية أكبر وأعلى أنثى مرتبة وهذه الأنثى لديها عدة شركاء في نفس الوقت.

ويساعد الذكور البالغون في الولادة ويأخذون المولود فورًا ويغسلونه، وستحمل الأم الأطفال وتطعمهم لمدة 30 دقيقة كل 2-3 ساعات، وخلاف ذلك يقوم الذكور بحمل الأطفال والعناية بهم، ويحمل البالغون الرضع حتى يبلغوا من العمر 6-7 أسابيع ويفطم الصغار بعد شهرين إلى ثلاثة أشهر، وقد يصل قرد طمارين الإمبراطور إلى مرحلة النضج الجنسي عندما يبلغون من العمر 16 إلى 20 شهرًا.

ينطلق جميع الذكور البالغين لمساعدة الأم، ويتناوب الذكور على حمل الرضع على ظهورهم من وإلى الأم لجلسات الفطام، وتسمح مساعدتهم للأم بالراحة أو قد تنطلق وتبحث عن الطعام، ويحمي الذكور الأطفال الرضع ويقدمون لهم الراحة والطمأنينة عندما يبكي الصغار، ولكن قرد طمارين الإمبراطور الصغير نشط ويتطلب الكثير من الإشراف، فعندما يصلون إلى مرحلة الطفل الصغير ويبدأون في استكشاف بيئتهم فإنّهم يعرضون أنفسهم عن غير قصد لخطر السقوط حتى الموت.

تم الإبلاغ عن معدل الوفيات في البرية في أعلى مستوياته بين الأسابيع 5 و 15 الأولى من الحياة، وللمساعدة في ضمان بقاء الأطفال بأمان تساعد البنات الأكبر سناً (اللائي بقين في مجموعة الولادة) في رعاية الأطفال،

يعيش قرد طمارين الإمبراطور عمومًا في مجموعات عائلية ممتدة من شخصين إلى ثمانية أفراد، على الرغم من أنّه يمكن أن يكون هناك ما يصل إلى 15 فردًا في المجموعة، حيث تتكون كل مجموعة من الأب والأم ونسلهم، ويترك الأبناء والبنات الصغار المجموعة في نهاية المطاف وينضمون إلى مجموعات أخرى موجودة، أو يبدأون مجموعة جديدة مع أفراد آخرين تركوا مجموعتهم المولودة مؤخرًا.

وقد لوحظ أيضًا أنّهم يعيشون في مجموعات مختلطة الأنواع مع قرود طمارين أخرى ولا سيما طمارين السرج (Saquinus fuscicollis)، ومن المحتمل أن تحمي هذه العلاقة المفيدة للطرفين كلا النوعين من الحيوانات المفترسة، وقد يعيش قرد طمارين الإمبراطور من 10 إلى 20 عامًا.

الخصائص السلوكية

قرد طمارين الإمبراطور يعيش هي مناطق إقليمية للغاية، حيث إنّهم يحمون أراضيهم جيدًا ويتفاعلون بقوة عندما يكون المنافسون في الجوار، ويستخدمون أصواتًا عالية النبرة وحادة لتحذير المتسللين من ماهية أراضيهم، وينخرطون أيضًا في نفض الغبار عن طريق اللسان وتحريك ألسنتهم بسرعة داخل وخارج أفواههم للإشارة إلى الاستياء، بالإضافة إلى ذلك غالبًا ما يتواصل قرد طمارين الإمبراطور من خلال الروائح حيث إنّهم يحددون أراضيهم من خلال ترك رائحتهم على الأغصان والأوراق.

المفترسون والتهديدات

لقد أثر البشر على موطن قرد طمارين الإمبراطور من خلال إزالة الغابات، كما يتم اصطيادها بأعداد صغيرة لتجارة الحيوانات الأليفة، وأدى تطوير الطرق من خلال بيئتها إلى أن تصبح مجزأة مما يجعل من الصعب على قرد طمارين الإمبراطور التنقل بين المجموعات.

المصدر: فادية كنهوش (2007)، أطلس الحيوانات (الطبعة الأولى)، حلب: دار ربيع.أميرة عبداللطيف (1-3-2014)، "الأهمية الاقتصادية للحيوانات البرية ومنتجاتها في أفريقيا حالة خاصة السودان"، جامعة السودان، اطّلع عليه بتاريخ 18-10-2016.ديانا أبي عبود عيسى (2003)، حياة الحيوانات (الطبعة الأولى)، بيروت: دار المجاني.هيئة من المؤلِّفين (1999)، الموسوعة العربية العالمية (الطبعة الثانية)، الرياض، المملكة العربية السعودية: مؤسسة أعمال الموسوعة للنشر والتوزيع.


شارك المقالة: