مهما حاولنا أن نتغنّى بالأسود والنمور والتماسيح كحيوانات قوية مفترسة قادرة على الصيد إلا أننا نضطر إلى الوقوف حائرين أمام القوة الهائلة التي يمتلكها الدب، فالدببة واحدة من أكثر الحيوانات قوّة جسدية وأكبرها حجماً وهي حيوانات جريئة قوية لا تخشى أي حيوان آخر، وهي تشكّل خطورة كبيرة على حياة الإنسان والحيوانات مهما كان نوعها أو شكلها أو مقدار قوتها، وعلى الرغم من تنوّع أعداد الدببة حول العالم إلا أن الدب الرمادي هو أكثرها قوة وأكبرها حجماً، فما مدى خطورة حيوان الدب الرمادي؟
سلوك الدب الرمادي في الصيد
الدب الرمادي أو الدب الأشمط أو الدب الأشيب المفترس واحد من أكبر الثدييات حجماً وأكثرها قوة وقدرة على التعايش وفقاً للبيئة القاسية التي يتواجد فيها، فهو حيوان ضخم شرس سريع للغاية يمتلك عضّة في غاية القوة والصلابة يعتمد في قوّته على جرأته وإقدامه وعدم الخوف من شيء، وهو حيوان نهم لا يمكنه أن يُمضي الكثير من الوقت دون طعام أو صيد ونجده في حالة بحث مستمر عن أي شيء لاحم ليقوم بأكله.
يعتبر الدب الرمادي من الحيوانات الضخمة التي يزيد ارتفاعها على المتر الواحد ويصل طولها لغاية مترين وهي تعيش ما لا يزيد على الخمسة وعشرين عاماً، ولعلّ حجمه الضخم الذي يصل لغاية مئتين وسبعين كيلو غرام من العوامل التي تساعده على أن يكون حيواناً قوياً، ليس هذا وحسب بل إنه حيوان مفترس يمكنه العَدو بسرعة كبيرة على الرغم من ضخامة جسده، إذ تزيد سرعته عند العَدو على الستين كيلو متر في الساعة الواحدة، مما يجعل منه حيوان سريع وخطير.
يعيش الدب الرمادي في القارة الأمريكية الشمالية على وجه الخصوص، كما ويعيش في المناطق القريبة من الأنهار والتجمعات المائية للحصول على غذائه وخاصة صيد السمك، وعادة ما يعيش هذا النوع من الحيوانات بصورة انعزالية، ولكنه يجتمع في أحيان أخرى في مواسم صيد السمك بالقرب من الأنهار والتجمعات المائية، وهي من الحيوانات المفترسة التي تتغذى على الخرفان والأحصنة والخنازير والوعل وأسماك السلمون ويمكن لها أن تأكل الدببة السوداء.
تعتبر الدببة الرمادية خطيرة للغاية في فصلي الربيع والصيف، كونها قادرة على أكل الكثير من الطعام، فهي حيوانات صيّادة بامتياز وتأكل بنَهم كبير في تلك الفترة؛ استعداداً لفصل الشتاء الذي ينخفض فيه الصيد، حيث تزداد أوزانها في فصل الصيف حوالي مئة وثمانين كيلو غرام التي تخسرها في موسم الشتاء البارد أثناء فترة السبات، وعادة ما تكون الذئاب الرمادية التي تتعايش في تلك المناطق أعداء محتملين تحاول أن تتغذى على “الدياسم” وهو مصطلح يطلق على صغار الدببة وهذه مشكلة لمجموعات كبيرة من الدببة، إلا أن قوّة الدببة عادة ما تَحول دون ذلك مع تقدير كل منافس لقوّة الآخر.
ما مقدار قوة عضة الدب الرمادي
يعتبر الدب الرمادي من ضمن الحيوانات التي تمتلك أقوى العَضّات في عالم الحيوان، فهي حيوانات في غاية الخطورة، ولعلّ قوّة العَضّة التي تمتلكها هي التي تمنحها الأسبقية في ذلك، إذ تبلغ قوّة عَضّة الدب الرمادي حوالي اثنين وثمانين بار وهذا يُعادل قوّة عضّة الغوريلا القوية، وهذا الأمر يجعل من قوّة عَضّة الدب الرمادي أقوي بكثير من قوّة عَضّة الأسود والنمور وبما يعادل قوة عَضّة النمر الجاكوار.
إنّ السبب الرئيسي في قوّة عَضّة الدب الرمادي لا تتعلق في قوة الأسنان والأنياب ومقدار قسوتها، ولعلّ الأمر يتعلّق بقوّة الرقبة وحجم الرأس الذي يتلاءم بصورة كبيرة مع حجم الدب الضخم، حيث تمتلك تلك الدببة القوية فكاً قوياً وعضلات الفكّ عادة ما تكون قوية للغاية، وتمتلك الدببة الرمادية أسنان يصل عددها لغاية اثنين وأربعين سنّاً قوياً، حيث عادة ما تكون الأنياب الأربعة في مقدّمة الفم وهي قوية مدببة في غاية القوة، ولديها اثني عشرة سن وعشرة أضراس طاحنة تساعدها على الصيد وتقطيع اللحوم.
عادة ما تقوم الدببة بالاعتماد على حجمها الضخم وسرعتها الهائلة وقوتها الجسدية في عملية الصيد، حيث أنها تستخدم فتحة الفكين التي تصل لغاية الأربعين سنتيمتر وزيادة، كما وأن طول مخالبها الذي يصل لغاية عشرة سنتيمترات يساعدها في قتل أكثر الحيوانات قوة واختراق جلودها.
حيث تقوم تلك الدببة القوية بعضّ الحيوانات في منطقة الرقبة القاتلة مخترقة جلودها وقاطعة شرايينها التي تغذي القلب والدماغ، وبالتالي فالدب الرمادي من أكثر الدببة بل الحيوانات المفترسة قوّة وأكثرها شجاعة وقدرة على مواجهة الحيوانات بصورة جيدة، فهو حيوان مفترس بامتياز يجعل منه ذو قوّة فكّ هائلة لا يمكن للعديد من الحيوانات الفرار من حتميتها القاتلة.