إذا تحدثنا عن الحيوان الأكثر انتشاراً في العالم والأكثر حضوراً وتنظيماً وقدرة على التعايش وفقاً لطبيعة المكان الذي تتعايش فيه سنجد أنفسنا نتحدّث عن النمل، وإن تحدثنا عن أكثر الحيوانات شراسة نسبة إلى حجمها وقدرة على أكل كل ما يمكن أكله من لحوم ونبات وبذور وبقايا طعام وغيرها الكثير من الأشياء فإننا سنتحدث عن النمل، وإن تحدثنا عن الحيوان الذي لا يكلّ ولا يملّ ويدخر جهده لما هو آتٍ سنجد أنفسنا نتحدّث عن النمل، ولكن هل تساءلنا يوماً عن إمكانية شرب النمل للمياه، وكيف يشرب الماء؟
هل يشرب النمل الماء
لا يعني أن الحشرات صغيرة الحجم أنها لا تشرب الماء، فهذا أمر غير صحيح ولا منطقي، فالحشرات بصورة عامة تشرب الماء باستثناء بعض الحالات النادرة لبعض أنواع العناكب، فالبعوض والذباب والخنفساء والنحل وجميع أنواع العناكب تشرب المياه دون استثناء.
ويعتبر النمل من الحشرات التي يمكن لها أن تمضي أوقات طويلة دون الحاجة إلى طعام، ولكنها لا تمضي الكثير من الوقت دون الحاجة إلى شرب المياه، فالنمل كغيره من الحيوانات يقوم بشرب الماء اللازم للحياة، ويشرب الماء عن طريق الفم.
إن قيام النمل بشرب المياه عن طريق الفم يمنحه العناصر اللازمة التي تضمن له السلوكيات الحركية، فبدون المياه لا يمكن للنمل التحرك أو القيام بأية سلوكيات طبيعية، وحاجة النمل من المياه لا تعتبر كبيرة بصورة فردية ولكن تعتبر ذات مستويات جيدة بصورة جماعية، إذ أنّ حاجة النمل من المياه لا تعتبر كبيرة مقارنة بالحيوانات الأخرى الأكبر حجماً، وعادة ما يقوم النمل بناء عشّه في الأماكن القريبة من مصادر المياه لضمان البقاء.
إذا تعرض النمل لكوارث طبيعية كالحرائق مثلاً وعملت هذه الحرائق على قطع مصادر المياه فإنه يتعرض للموت بصورة سريعة، ولعل السب في ذلك أن النمل لا يملك القدرة على حفظ المياه داخل أجساده ولا يمكنه حمل المياه كما هي المواد الغذائية ووضعها في أماكن خاصة يستعان بها في أوقات الحر الشديد أو شحّ المياه.
لهذا فإن النمل يشرب الماء من خلال المصادر الطبيعية أو من خلال قطرات المياه المتواجدة على أوراق الأشجار على الجدران، أو من خلال الحصول عليها من أي مصدر صناعي داخل أو خارج البيوت، فهي ضرورة لا يمكن الاستغناء عنها وإلا فإنّ حياة النمل تكون معرضة للخطر.
