تعتبر الغزلان من أكثر الثدييات جمالاً وقدرة على التعايش ضمن المجموعة الواحدة، وهي من الثدييات التي تعيش في معظم مناطق العالم ما عدا القارة المتجمدة الجنوبية وقارة أستراليا، وهو من الحيوانات التي تمتاز بسرعتها الفائقة وقدرتها على الهرب من الحيوانات المفترسة، ويمكن أن يتم وصفها بالحيوانات الهادئة التي ترتفع أعدادها في المناطق الطبيعية والغابات الصنوبرية والمعتدلة، ويمكن للغزال أن يعيش في الصحاري والجبال بصورة طبيعية بحيث يتأقلم وطبيعة المكان الذي يتواجد فيه.
أبرز سلوكيات الغزال
1. أماكن عيش الغزال
تختلف طبيعة الغزلان وفقاً للمناطق التي تتواجد فيها، حيث أن الغزلان تعيش في معظم قارات العالم باستثناء القارة الاسترالية والمتجمدة الجنوبية، وتتواجد بكثرة في القارة الأفريقية وفي الغابات الاستوائية وابات السافانا وفي القارة المتجمدة الشمالية، وهي عادة ما تعيش ضمن نطاق المجموعة الواحدة حيث يصل أعداد بعض المجموعات إلى خمس وعشرين غزال، وهناك أنواع قليلة من الغزلان تعيش في مناطق منعزلة في الجبال والمناطق التي تحتوي على مراعي.
2. سلوكيات الغزلان الاجتماعية
تتميز الغزلان بنظام اجتماعي جيّد فهي تعيش ضمن نطاق المجموعة الواحدة وتحاول الحفاظ على أفراد القطيع، وعادة ما تحاول ذكور الغزلان التي تسمّى بالأيائل بحماية أفراد القطيع من أي عدوان خارجي، وهي تعتمد على قوّتها الجسدية بالإضافة إلى قوّة قرونها التي يمكنها أن تقاتل من خلالها وحماية صغارها وأفراد المجموعة.
وتعتبر الغزلان من الحيوانات النشيطة التي تنشط أثناء فترة النهار منذ طلوع الشمس وحتى المغيب، وعادة ما تحاول المبيت في الليل بصورة مجموعات خوفاً من أي مفترس محتمل، كما وأن الغزلان من أكثر الحيوانات سرعة وهي قادرة على القفز لارتفاعات كبيرة وتصل سرعتها إلى ما يزيد على المئة كيلو متر بالساعة، لا يمكن للمفترسات القبض عليها إلا عندما تنظر إلى الخلف فتنخفض سرعتها ويتم الإمساك بها.
تقوم الغزلان بالتحرك بصورة مستمرة معتمدة على رشاقتها الكبيرة وقدرتها على الحركة كونها تمتلك أقدام وأرجل قوية تساعدها على الحركة بصورة سريعة، ويمكن للغزلان أن تكون أقلّ حركة عندما يصبح البرد قارصاً ولا يوجد ما يكفي من الطعام للحصول على النشاط الذي يسمح بالهروب من الأعداء.
3. غذاء الغزال
عادة ما تتغذّى الغزلان على الأعشاب الخضراء والجافة وعلى أوراق الأشجار، وهي تحتاج إلى كميات كبيرة من المياه للشرب على الرغم من قدرتها على تمل العطش، كما وانها قادرة على أكل الطحالب والنباتات التي تنمو على مجاري المياه، ولا تشكّل الغزلان مصدر قلق أو تهديداً مباشراً للحيوانات الأخرى، وكانت عبر التاريخ وسيلة للحصول على الطعام والجلد.
4. تكاثر الغزلان وطرق تواصلها
تتكاثر الغزلان وفقاً لطبيعة البيئة التي تعيش فيها، فهي في المناطق المعتدلة تلد مرة واحدة في العام خاصة في نهاية الخريق وبداية الشتاء، وفي المناطق الباردة تتكاثر في بداية الربيع، وعادة ما تحمل أنثى الغزال صغيرها لفترة حمل تصل إلى (240) يوم وعادة ما تضع أنثى الغزال من صغير واحد إلى ثلاثة غزلان يطلق عليها اسم المهرة، وخلال فترة الرضاعة تقوم أنثى الغزال بالعناية بصغارها وإرضاعهم خلال فترة تصل إلى شهرين تقريباً.
وبعد ذلك تأخذ صغارها إلى مناطق الرعي وهي من الحيوانات التي تمتاز بالحذر الشديد خوفاً من الأعداء المحتملين، إذ أنها تشكل وجبة جيدة لكثير من المفترسات وخاصة الأسود والتماسيح، ويبلغ وزن بعض أنواع الغزلان إلى ما يزيد على (800) كيلو غرام مثل غزال الظبي، وعمره يتراوح ما بين العشرة أعوام إلى خمسة وعشرين عاماً، وغالباً ما يموت الغزال قبل ان يصل إلى هذا العمر بسبب الصيد أو الافتراس.
5. حواس الغزلان
تمتاز الغزلان بمجموعة من الحواس التي تساعدها على العيش بصورة طبيعية في المناطق التي يتواجد فيها عدد كبير من المفترسات، حيث أنّ الغزلان تستطيع النظر ضمن نطاق يصل إلى (310) درجة، وعيونه التي يمتلكها على جانبي رأسه تساعده على رؤية المحيط الذي حوله بصورة جيدة.
كما وأن شكل أذنيها الكبيرتين نوعاً ما تساعدهما على السمع والانتباه بصورة أكثر تطوراً من الحيوانات الأخرى، وتقوم الغزلان بالتواصل فيما بينها من خلال أصواتها التي يمكن لها أن تنبّه باقي أفراد المجموعة بحقيقة وجود خطر أو تتواصل مع صغارها لتعرف أماكن تواجدهم.
كما وتقوم بإخراج أصوات خاصة لدعوة الوعول للقيام بعملية التزاوج، والغزلان من الحيوانات التي ترتحل كثيراً بحثاً عن الطعام والدفء، وهي تعتمد بصورة رئيسية على الركض والهروب من المفترسين، وعادة ما تعتمد الغزلان على أحد الذكور الأقوياء جداً لحماية القطيع من الأعداء وقيادتهم.