لماذا يحاول القرد البقاء فوق الأشجار

اقرأ في هذا المقال


تعيش الحيوانات وفقاً لطبيعتها الجسدية وتركيبتها الذهنية التي تساعدها على التكيّف وطبيعة المكان الذي تتواجد فيه، فالأسماك لا يمكنها التعايش بصورة طبيعية خارج نطاق المياه، ولا يمكن للطيور أن تتعايش في المناطق الباردة سوى أنواع قليلة لتضطر إلى الهجرة في كل عام بحثاً عن الدفء، وكذلك الحال بالنسبة للحيوانات البرية فهي تعيش في المناطق التي توفر لها المأوى والطعام والتكامل البيئي، وتعتبر العديد من أنواع القرود ذات طبيعة تتطلب منها التواجد فوق الأشجار.

لماذا تعتبر الأشجار أماكن مثالية لتعايش القردة

يمكن للعديد من أنواع القردة أن تتعايش في الأماكن البرية وأن تتواجد على الأرض وتشرب الماء وتركض وتلعب ولكن ليس لفترات طويلة، فهي حيوانات ضعيفة باستثناء الغوريلا لا يمكنها الدفاع عن أنفسها في مواجهة الحيوانات المفترسة التي تتعايش معها في نفس المنطقة، فالنمور والأسود والضباع والتماسيح أعداء محتملين من الممكن أن يصطادوا القردة بصورة سهلة.

عندما تتواجد القردة فوق الأشجار فهي سيدة الموقف والأكثر قدرة على التنقل بسرعة كبيرة من جذع لآخر، وبالتالي فهي قادرة على التخلّص من الأخطار التي من الممكن أن تواجهها بأقل الخسائر الممكنة، إذ لا يمكن لأي حيوان آخر أن يتحرّك بسرعة كبيرة ورشاقة غير متوقعة كتلك التي تمتلكها القردة.

القردة حيوانات تستطيع القفز من جذع لآخر أو من شجرة لأخرى لمسافات تصل ما يزيد على الأربعة أمتار، وهي قادرة على أن تأكل أوراق الأشجار التي تعتبر وجبة رئيسية لها في مختلف أوقات السنة، وعادة ما يكون شرب المياه لتلك الحيوانات قليل كونها تحصل على المياه اللازمة لأجسادها من خلال أورقا الأشجار الرطبة المليئة بالمياه.

إنّ تواجد القردة فوق الأشجار يعتبر من الأمور التي تسهّل عليها حماية صغارها وبالتالي الحياة لفترات أطول، كما وأن تواجد القردة فوق الأشجار يمنحها الأمان اللازم من أجل النوم لفترات أطول وأكثر أمناً وبالتالي المحافظة على النسل بصورة رائعة، ولعلّ الحيوانات الضعيفة التي تعيش على الأرض هي الأكثر عرضة للافتراس مثل القوارض والحشرات والزواحف وغيرها الكثير من الحيوانات التي تعتبر فريسة سهلة للحيوانات المفترسة.

المصدر: سلوك الحيوان، للكاتب جون بول سكوت.سلوك الحيوان، للكاتب أحمد حماد الحسيني.علم سلوك الحيوان، الأستاذ الدكتور جمعان سعيد عجارم.اساسيات عامه في سلوك الحيوان، د محمد فؤاد الشرابي، د مني محمد الدوسر.


شارك المقالة: