ماذا تعرف عن السحلية وصغارها

اقرأ في هذا المقال


يتضمن هذا النظام الفرعي السحالي الذي يحمل الاسم العلمي لـ (Lacertilia) والأفعى من رتبة الثعبان والنظام الفرعي لسحلية الدودة (Amphisbaenia)، وتعتبر السحالي من النوع (paraphyletic)، مما يعني أنّ عددًا صغيرًا من الأنواع تشترك مع أختها الفرعية في القواسم المشتركة أكثر مما تشترك في ترتيبها الخاص من (Lacertilia)، وهناك أكثر من 7000 نوع مختلف من السحالي في العالم ويتم تعديل العدد لأعلى بشكل مستمر، في حين أنّه قد يُفترض أنّ السحالي ذات الأطراف المنحدرة من ثعابين بلا أطراف فإنّ العكس هو الصحيح، وأنّ السحالي هي أسلاف عائلة الثعابين وليس العكس، وتم العثور على شكل من أشكال هذا الزواحف في كل قارة من قارات العالم باستثناء القارة القطبية الجنوبية.

اسم السحلية العلمي

السحالي هي زواحف من رتبة (Squamata) والتي تأتي من (squamatus) اللاتينية وتعني متقشرة أو لها قشور، وهناك ثلاث رتب فرعية من (Squamata) وهي: الثعابين والبرمائيات (السحالي الدودية) والسحالي، ومعًا تضم الحدود الفرعية الثلاثة ما يقرب من 11000 نوعًا، وهي ثاني أكبر مجموعة من الفقاريات على هذا الكوكب اليوم.

مظهر وسلوك السحلية

كما يوضح وجودها بالترتيب (Squamata) فإنّ السمة الأساسية لهذه الزواحف هي جلدها المتقشر، ومع بعض الاستثناءات فهم لديهم أربع أرجل وذيول طويلة وفتحات أذن خارجية وجفون متحركة، والميزة البارزة لهذا الزاحف وكذلك جميع الأعضاء الآخرين في رتبة (Squamata) هي القدرة على فتح كل من الفكين العلوي والسفلي، وهذا يسمح لهم بابتلاع فريسة أكبر بكثير مما هو ممكن بين تلك الحيوانات ذات الفك السفلي المتحرك فقط.

إنّ الصورة الشائعة للسحلية كمخلوق منخفض التدلي إما يتلوى ببطء أو يتلوى بسرعة على طول بالقرب من الأرض تنطبق فقط على عدد محدود من أنواع السحالي، ومن بين الآلاف من المتغيرات هناك أيضًا سحالي ذات أرجل خلفية طويلة تعمل على قدمين وأخرى تنزلق برقائق جلدية ممتدة كأجنحة بدائية، وحتى الأنواع الأخرى التي ليس لها أطراف وتتحرك بنفس طريقة الثعبان.

غالبًا ما يعرض الذكور أنواعًا مختلفة من الزخرفة مثل الأبواق والقمم الدائمة، بالإضافة إلى ميزات ذات طبيعة قابلة للنشر مؤقتًا، مثل الرتوش والقمم الكبيرة الشبيهة بالرجل المصممة لجذب الإناث أو لإخافة الحيوانات المفترسة من خلال جعل الحيوان يبدو أكبر بكثير وأكثر تهديدًا مما هو عليه حقًا، وتظهر الألسنة الطويلة على العديد من الأنواع، وبعضها مخصص للاستخدام كمجسات حسية تستخدم في الصيد بينما تستخدم أعداد محدودة أخرى من الأنواع التي ليس لديها جفون ألسنتها الطويلة كشيء مشابه لممسحة الزجاج الأمامي لأعينها.

تأتي هذه الزواحف في العديد من الألوان المختلفة بما في ذلك الأنواع ذات العصابات الملونة والأنواع ذات الذيل بلون مختلف عندما تكون صغيرة، والعديد من الأنواع القادرة على تغيير لونها لتنسجم بشكل أفضل مع محيطها، وهذه السمة الأخيرة هي الأكثر شهرة في الحرباء وهي خاصية هجومية ودفاعية، كما إنّه يسمح للسحلية الفردية بإحباط الحيوانات المفترسة التي تبحث عنها، وأيضًا تتنكر حتى يمكن إغراء فريستها الخاصة بالقرب بما يكفي للقبض عليها.

على الرغم من وجود أنواع آكلة للنبات جزئيًا على الأقل إلّا أنّها في الأساس حيوانات مفترسة تتغذى على الحشرات والمخلوقات الصغيرة الأخرى، ومع ذلك فإنّ أكبر أنواع السحالي وهو تنين كومودو الإندونيسي معروف بإسقاطه وتغذيته على مخلوقات كبيرة جدًا مثل جاموس الماء، وبشكل مميز يتم تصنيف هذه السحالي عمومًا على أنّها صيادي الجلوس والانتظار، وهذا يعني أنّهم يتخذون موقفًا في مكان مناسب ثم ينتظرون فريستهم لتأتي إليهم، وبمجرد وصول الضحية المحتملة في متناول اليد فإنّها إما ستقفز وتلتقطها بفكها المفتوح أو تستخدم ألسنتها الطويلة للاستيلاء عليها وإدخالها في أفواهها.

يعيش الذكور حياة انفرادية ويدافعون عن نطاقات الصيد الإقليمية التي اختاروها من الذكور الآخرين، ويمكن للإناث أن تتراوح بحرية، ولكن غالبًا ما توجد في مجموعات تعيش بالقرب من الذكر المهيمن، وبسبب طبيعتها الخارجة من الحرارة تشتهر السحالي بأنّها تشمس نفسها في المناطق الدافئة، وهذا يرفع درجة حرارة أجسامهم نحو المستوى الأمثل ويسمح لهم بأداء وظائف مثل الصيد أو التزاوج أو القتال بكامل طاقتها، وتفضل هذه الزواحف العيش في أماكن يسهل الدفاع عنها مثل الثقوب أو الصدوع الصخرية.

يسمح جلدها المتقشر بتبخر ضئيل لذا تتطلب السحالي القليل جدًا من الماء بصرف النظر عن الرطوبة التي تحصل عليها من طعامها أو حتى من الندى الملتصق المتراكم على أجسامها، وهذا يجعلها مناسبة بشكل مثالي للظروف الصحراوية حيث توجد العديد من أنواع السحالي.

موطن السحلية

تعيش هذه الزواحف في كل قارة على وجه الأرض باستثناء القارة القطبية الجنوبية، وتم العثور على أنواع معينة في المناطق الشمالية البعيدة فوق الدائرة القطبية الشمالية وأنواع أخرى في الطرف الجنوبي غير المضياف من أمريكا الجنوبية، ومع وجود آلاف الأنواع على هذا الكوكب هناك سحالي تتكيف تقريبًا مع جميع الظروف البيئية والمناخية، وفي المناطق التي تكون فيها مصادر طعامهم وفيرة كما هو الحال في الأدغال الاستوائية ويمكنهم بلوغ أحجام كبيرة جدًا، وفي الأماكن ذات الإمدادات المحدودة تميل الأنواع الأصغر إلى السيادة.

هناك السحالي التي تفضل العيش في الأشجار، بينما يسكن البعض الآخر في المناطق المفتوحة، حيث يمكن الحصول على كميات كبيرة من أشعة الشمس بسهولة، ومعظم هذه الزواحف هي من فصائل النهار على الرغم من وجود عدد قليل من السحالي الخاصة بالليل مثل أبو بريص ونوع واحد وهو (Galapagos Marine Iguana) الذي يعيش بشكل أساسي في المحيط.

حمية سحلية

السحالي هي إلى حد كبير مفترسة بطبيعتها، وغالبًا ما يطلق عليها صيادي الجلوس والانتظار الذين يظلون بلا حراك حتى تصبح فرائسهم في متناول اليد، وفي هذه المرحلة يندفعون ويمسكون بها في هجوم مفاجئ قبل أن يتمكن من الهروب، ومعظم السحالي آكلة اللحوم وتتغذى على الحشرات والنمل واللافقاريات الأخرى، وتتغذى أنواع السحالي الكبيرة على الحيوانات الصغيرة مثل الفئران والقوارض الأخرى والقواقع، ولا تزال الأنواع الأكبر مثل سحالي الشاشة تفترس محجر أكبر مثل الضفادع والطيور والأسماك والثدييات الكبيرة وحتى الثعابين.

حوالي 2 ٪ من أنواع السحالي نباتية في المقام الأول مثل البالغين على الرغم من أنّ الأعضاء الأصغر سنًا يأكلون اللحوم ثم يتبنون تدريجياً نظامًا غذائيًا نباتيًا عند بلوغهم سن الرشد، وغالبًا ما تؤكل الفاكهة حتى من قبل الأنواع آكلة اللحوم وكثيرًا ما تبحث السحالي الكبيرة عن بيض الطيور والزواحف.

تكاثر السحلية وصغارها

بشكل عام توضع هذه البويضات في مكان آمن وتُترك بعد ذلك على الرغم من أنّ بعض الأنواع تستخدم إناثًا في الحضنة على البيض حتى الفقس، ويستخدم حوالي 1 من كل 5 أنواع الحياة أو الولادة الحية من البيض الذي تم تطويره داخل جسم الأنثى ثم ولد كأعضاء وظيفيين في النوع بدلاً من أن يفقس من البيض الذي يوضع خارج الجسم، وتتكاثر بعض الأنواع عن طريق التوالد العذري أو التكاثر من البيض الذي لا يتطلب إخصاب الذكور، وفي حالات نادرة من المعروف أنّ هذا يحدث في أنواع السحالي غير التوالدية حيث لا تستطيع الأنثى الوصول إلى الذكر.

عندما يتعلق الأمر باختيار جنس الجنين فمن المعروف أنّ البيض يعتمد على درجة الحرارة في بعض الحالات، وتنتج درجات الحرارة المرتفعة أثناء الحضانة المزيد من الإناث والعكس صحيح في ظروف درجات الحرارة المنخفضة، ويمكن أن يختلف عدد البيض الذي تضعه الأنثى من 5 في المائة من وزن الجسم إلى ما يصل إلى 50 في المائة، واعتمادًا على حجم البيض في نوع معين يمكن أن يؤدي ذلك إلى وجود ما يصل إلى 50 بيضة صغيرة أو أقل من بيضة واحدة كبيرة، وبمجرد وضع البيض يفقس معظم البيض في غضون 3 أشهر تقريبًا، وعند الولادة لا يكون للرضع حياة عائلية، كما إنّهم وحدهم تمامًا كنسخ مصغرة من الكبار الذين سينمون في النهاية.

المصدر: فادية كنهوش (2007)، أطلس الحيوانات (الطبعة الأولى)، حلب: دار ربيع.أميرة عبداللطيف (1-3-2014)، "الأهمية الاقتصادية للحيوانات البرية ومنتجاتها في أفريقيا حالة خاصة السودان"، جامعة السودان، اطّلع عليه بتاريخ 18-10-2016.ديانا أبي عبود عيسى (2003)، حياة الحيوانات (الطبعة الأولى)، بيروت: دار المجاني.هيئة من المؤلِّفين (1999)، الموسوعة العربية العالمية (الطبعة الثانية)، الرياض، المملكة العربية السعودية: مؤسسة أعمال الموسوعة للنشر والتوزيع.


شارك المقالة: