اقرأ في هذا المقال
لا يوجد شيء مثل ماعز الكشمير (Cashmere Goat) الأصيلة، فماعز الكشمير ليس سلالة منفصلة من الماعز على الإطلاق ولكن أي عنزة يمكن حصاد معطفها الشتوي الناعم للحصول على ألياف الكشمير، وبالتالي يمكن أن تبدو هذه الماعز مختلفة تمامًا عن بعضها البعض، وتشمل ألوان المعطف الأسود والأبيض والرمادي والبني، ويتم إلقاء معاطفهم بشكل طبيعي في كل ربيع وهو وقت حصاد الصوف.
مظهر ماعز الكشمير
كما لوحظ هذه الماعز مع صغارها ليست سلالة محددة، وسيختلف مظهرها العام باختلاف سلالتها، ولكن السمة المميزة لها هي معطف طويل كثيف يتطور في الأشهر الباردة وهو مصدر ألياف الكشمير، وتساعد التربية الانتقائية في إنتاج الحيوانات بكميات كبيرة من هذا المعطف السفلي، ونظرًا لأنّ هذه الماعز ليست سلالة على هذا النحو فليس لها متطلبات طول أو وزن صارمة، وفي المتوسط تزن الماعز الذكور حوالي 85 رطلاً بينما تزن إناث الماعز 60 رطلاً، وكل من الحيوانات الذكور والإناث لها قرون.
الماعز الأسترالي وصغاره المعروف أيضًا باسم ماعز ميريت الكشمير حيوانات قوية ومتينة وذات عضلات جيدة ذات معاطف بيضاء، وتُشتق الماعز الأسترالية من الماعز الوحشي الذي يُعتقد أنّه ينحدر من الحيوانات الأليفة التي جلبها المستوطنون البريطانيون في المستعمرة العقابية، وفي أوائل السبعينيات حدد الباحثون ألياف الكشمير في قطيع من الماعز الوحشي وتم تطوير الصناعة.
أمّا ماعز الباشمينا الكشمير وصغاره المعروف أيضًا باسم ماعز تشانجتانجي أو شاجرا، موطنه الهضاب العالية من سفوح جبال الهيمالايا على الرغم من أنّه يمكن العثور عليها الآن في أجزاء أخرى من جنوب شرق آسيا، ويبلغ ارتفاعها ما بين 22 و 26 بوصة ولها قرون مستديرة مميزة، وعلى الرغم من أنّ معاطفهم الخارجية بيضاء بشكل عام إلّا أنّ ألياف الكشمير يمكن أن تكون بيضاء أو سوداء أو رمادية، ويُعتقد عمومًا أنّ ماعز الباشمينا تنتج أجود ألياف الكشمير.
تنحدر ماعز هيكسي الكشمير من المنطقة المحيطة بصحراء جوبي على الرغم من أنّها يمكن العثور عليها الآن في جميع أنحاء مقاطعات نينغشيا وتشينغهاي وقانسو في الصين، ويمكن أن تكون هذه الماعز متوسطة الحجم إما بيضاء أو سوداء، وتأتي ماعز الكشمير المنغولي في مجموعة متنوعة من الألوان بما في ذلك الأبيض والأسود والبني والرمادي، وعادة ما يتم رعايتهم من قبل البدو الرحل الذين يعتبرون أيضًا مصدرًا أساسيًا للحليب.
موطن ماعز الكشمير
اليوم يتم توزيع هذه الماعز مع صغارها على نطاق واسع في جميع أنحاء الصين وجنوب شرق آسيا وتركيا وأفغانستان والعراق وإيران وكشمير وأستراليا ونيوزيلندا، ويوجد حتى بعض هذه الماعز في الولايات المتحدة، ومع ذلك ربما بدأ حصاد الماعز للحصول على الألياف في المناخات الباردة حيث أتى معطف الحيوان الكثيف لتوفير ميزة كبيرة كعزل ضد أبرد درجات الحرارة.
حمية ماعز الكشمير
هذه الماعز من الحيوانات العاشبة حيث يتكون نظامهم الغذائي بشكل كبير من العشب والشجيرات والأشجار الصغيرة، وعلى عكس الخرافات الشائعة فإنهم لا يأكلون علب الصفيح، وفي الولايات المتحدة وأستراليا ونيوزيلندا ترعى الماعز المستأنسة مع صغارها في المراعي طوال الأشهر الأكثر دفئًا وتتغذى على التبن في الشتاء.
تشير التقديرات إلى أنّ عنزة واحدة ستأكل كيسًا مربعًا من التبن لكل رأس في الأسبوع، وهم أيضا بحاجة إلى الوصول إلى المياه العذبة النظيفة، وقد تحتاج الماعز الحامل والمرضع إلى علف تكميلي من الحبوب، وفي الصين تتم تربية هذه الماعز هي وصغارها في مزارع ضخمة على الطراز الصناعي حيث يتم تغذيتها بالذرة في الغالب.
التكاثر والصغار
هناك ما يقدر بنحو 700 مليون من الماعز المنتجة للكشمير في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك ماعز الكشمير الأسترالي الأبيض وماعز الباشمينا في جنوب شرق آسيا وسفوح جبال الهيمالايا وماعز هيكسي الكشمير الأبيض في صحراء جوبي والألاسان (ألاشانزوكي) وأربوس وإرلنغشان وهانشان ووزوموكين من منغوليا، وتنتج الصين 60 في المائة من الكشمير الذي تستخدمه صناعات الأزياء العالمية.
يتحكم البشر عادة في سلوك تكاثر ماعز الكشمير، وتحت السيطرة البشرية يتبع ماعز الكشمير نظام تناسلي متعدد الزوجات، وفي الطبيعة تتبع المجموعات الضالة نفس النمط، أمّا في الأسر قد يتم اختيار بعض الذكور من قبل البشر لتنجب صغارًا من عدة إناث، ثم يتم تلقيح الإناث إما مباشرة عن طريق هؤلاء الذكور أو عن طريق التلقيح الصناعي، وإذا تُركت ذكور الماعز لأجهزتها الخاصة فإنّها تتنافس على المرتبة ويمكن للذكور الأعلى مرتبة أن يتزاوجوا مع الإناث، ويقاتل الذكور بضرب رؤوسهم حتى يستسلم أحد المتنافسين وتستخدم الغدد الجنسية لإنتاج الفيرومونات.
يمتد موسم تكاثر ماعز الكشمير من أواخر الصيف إلى أوائل الشتاء، وتستغرق دورة الشبق الأنثوي 18 يومًا، ومع ذلك في المناطق الاستوائية تتكاثر سلالات معينة طوال العام، ومن خلال التلاعب بكمية الماعز الخفيف التي تتعرض لها خلال النهار يمكن إحداث دورة الشبق بشكل مصطنع.
التوائم شائعة جدًا في هذا النوع وإلّا فإنّ 1 أو 3 ذرية هي حجم الحضنة النموذجي وتسمى جدي، ويختلف الحمل بين السلالات ولكنه يتراوح بين 145 و 152 يومًا، ويولد الصغار مبكرًا النضوج وقادرون على المشي ومتابعة الأم بعد ساعات من الولادة، وبعد حوالي 10 أشهر من الولادة يفطم الصغار عن حليب أمهاتهم ويرعون بشكل مستقل، وتنضج الإناث في سن الإنجاب حوالي عام واحد بينما يصل الذكور إلى مرحلة النضج الإنجابي حوالي 5 أشهر من العمر.
تمرض أمهات ماعز الكشمير صغارهن لمدة 10 أشهر بعد الولادة، والأم هي المصدر الرئيسي لرعاية الوالدين وتوفر الحليب للصغار، ونظرًا لأنّ هذا هو نوع من أنواع الرعي فإنّ العشب متاح بسهولة للصغار ولا يلزم توصيل أي طعام صلب من قبل أحد الوالدين، وبمجرد أن يكبر الصغار سيبقون في القطيع ويتنافسون على الرتبة.
تعيش الماعز الداجنة عادة حتى تبلغ من العمر 15 عامًا في الأسر، وعاش الفرد حتى سن 22 عامًا، ويتحكم البشر في عمر الماعز المستأنسة بشكل عام ومع ذلك لا يزال الافتراس يحدث تحت سيطرة الإنسان، أمّا في البرية يعتبر الافتراس والطفيليات من العوامل الرئيسية التي تؤثر على طول العمر، وتشير التقديرات إلى أنّ هناك 700 مليون من هذه الماعز في العالم، والصين لديها ما يقرب من 120 مليون منهم، وتشمل المناطق الأخرى التي توجد فيها هذه الحيوانات منغوليا وجنوب شرق آسيا وأستراليا وتركيا وأفغانستان والعراق وإيران وكشمير، ومع ذلك فإنّ الطلب على الكشمير آخذ في الانخفاض في جميع أنحاء العالم لذلك قد تنخفض أعداد ماعز الكشمير.
المفترسات والتهديدات
تربى هذه الماعز في الولايات المتحدة وأستراليا ونيوزيلندا في قطعان حرة، والتهديد الحيواني الأساسي لهذه القطعان في الولايات المتحدة هو تجمعات ذئب البراري، والتي على الرغم من موطنها الأصلي في البراري فقد توسعت الآن في جميع الولايات القارية الـ 48، وفي حين أنّه يمكنهم تحمل درجات حرارة تصل إلى -15 درجة فهرنهايت فإنّ الماعز ستشعر بالبرد إذا تبللت معاطفها الواقية، لذلك من المهم توفير نوع من الحماية لها من المطر.
كما تعلق قرونهم أحيانًا في سياج شبكي صغير أو في الأشجار مما قد يهدد حياتهم، ويمكن أن تصاب هذه الماعز بمرض التيتانوس لذلك من المهم أن يتم تطعيمها، ويعد ذئب البراري من الحيوانات التي تهدد هذا النوع من الماعز، وهذه الماعز حيوانات مستأنسة وبالتالي فهي ليست مهددة بالانقراض.
