اقرأ في هذا المقال
- مظهر ماشية المرتفعات
- توزيع ماشية المرتفعات
- عادات ماشية المرتفعات
- النظام الغذائي لماشية المرتفعات
- تكاثر ماشية المرتفعات والصغار
- ماشية المرتفعات والمكانة البيئية
- ماشية المرتفعات والافتراس
- تدجين ماشية المرتفعات
ماشية المرتفعات أو ماشية هاي لاند (Highland cattle) وهي سلالة من الأبقار الاسكتلندية وتسمى أيضًا البقرة المشعرة، وتربى هذه البقرة بشكل أساسي من أجل لحومها، وماشية المرتفعات هي نوع من الماشية القديمة من أصل سلتيك، ويقضي هذا الحيوان حوالي 8 ساعات يوميًا في الرعي ويمكنه أكل ما يقرب من 70 كجم (150 رطلاً) من العشب، ولكن لا تميل ماشية المرتفعات إلى الأكل في الحظائر وبدلاً من ذلك تفضل أن تتغذى بمفردها، وهذه الحيوانات ذكية للغاية ويسهل الاحتفاظ بها.
مظهر ماشية المرتفعات
هذه الحيوانات لها قرون طويلة، ويتكون معطف أبقار المرتفعات من طبقتين وهي: الطبقة السفلية والغطاء الخارجي الزيتي وهو الأطول بين أنواع الماشية، ويمكن أن يكون معطف الماشية غير مكتمل متفاوتًا في اللون من الأسود إلى الأسود والأبيض والأحمر والأصفر والفضي، وفي بداية الربيع يتساقط شعر هذه الحيوانات وينمو شعرًا أقل خلال أشهر الصيف، وبسبب ذلك أصبحت قادرة على العيش في بيئات وظروف مناخية مختلفة، ونظرًا لوجود طبقة مزدوجة فإنّ الماشية قادرة على تحمل درجات حرارة منخفضة للغاية، فعندما تنخفض درجة الحرارة إلى -18 درجة فهرنهايت فإنّها تتطلب تغذية إضافية، كما تمتلك أبقار المرتفعات قرونًا طويلة يستخدمونها للدفاع عن أنفسهم ضد الحيوانات المفترسة.
توزيع ماشية المرتفعات
مثل معظم الحيوانات الأليفة توجد ماشية المرتفعات حاليًا في جميع أنحاء العالم، وقد كانت أسلاف الأبقار البرية موطنها شمال إفريقيا وأوروبا وجنوب آسيا، ولكن تعيش ماشية المرتفعات وصغارها في الأراضي العشبية الرطبة والجبلية، وهذا الحيوان موطنه اسكتلندا على الرغم من وجوده حاليًا في جميع أنحاء أوروبا وأمريكا الشمالية وأستراليا، وتولد ماشية المرتفعات وتربى في المراعي، كالمراعي غير المخصبة وغير المزروعة وغير المروية، كما يجب أن تحتوي على مساحات مناسبة للرعي.
عادات ماشية المرتفعات
تعيش ماشية المرتفعات ضمن نظام هرمي، حيث يتم ترتيب الأفراد اعتمادًا على العمر والجنس، ويهيمن كبار السن على الأصغر منهم ويهيمن الذكور على الإناث، بالإضافة إلى ذلك يبدأ الشباب بالسيطرة على الإناث البالغات حيث يصل عمرهم إلى ما يقرب من عامين، وتحصل العجول المولودة من أعلى بقرة تلقائيًا على مكانة أعلى في القطيع حتى بدون مبادرة أمها، ويشمل السلوك الودي بين الحيوانات اللعق والتركيب والقتال، كما إنّهم رعاة أقوياء وماهرون جدًا في البحث عن الطعام، وخلال أشهر الشتاء يحفرون في طبقة الثلج مع قرونهم للوصول إلى الغطاء النباتي، بالإضافة إلى ذلك عند مواجهة حيوان مفترس أو منافس فإنّهم يدافعون عن أنفسهم باستخدام قرونهم.
النظام الغذائي لماشية المرتفعات
ماشية المرتفعات وعجولها من الحيوانات العاشبة، حيث أنّها تستهلك مجموعة متنوعة من النباتات بما في ذلك الحشائش والسيقان، كما تتغذى ماشية المرتفعات على الأعشاب والسيقان والمواد النباتية العشبية الأخرى، ويمكن للبقرة المتوسطة أن تستهلك حوالي 70 كجم من العشب في 8 ساعات في اليوم، وتلوى الأبقار الأعشاب حول اللسان وتقطعها بأسنانها السفلية، وماشية المرتفعات مجترات وللحيوانات المجترة نظام هضم خاص يسمح بتفكيك المواد النباتية غير القابلة للهضم نسبيًا التي تستهلكها، وتحتوي ماشية المرتفعات على معدة من أربع حجرات بما في ذلك الكرش والشبكية والأومسوم والمنبوذة.
يمر العشب عبر الكرش، حيث يختلط بالبكتيريا المتخصصة، ومن الكرش ينتقل إلى الشبكة حيث يتم تكسيرها أكثر، والطعام المهضوم جزئيًا المعروف باسم (cud) ويتقيأ ويمضغ، ثم يتم ابتلاعه وينتقل إلى الأومسوم والمنفحة حيث تقوم الإنزيمات الهاضمة بتكسيره ويتم امتصاص العناصر الغذائية، وتستغرق عملية الهضم 70-100 ساعة وهي من أبطأ معدلات المرور بين جميع الحيوانات، وتسمح طريقة الهضم هذه للحيوانات المجترة بالحصول على أكبر قدر ممكن من العناصر الغذائية من هذه المواد النباتية.
تكاثر ماشية المرتفعات والصغار
ماشية المرتفعات حيوانات اجتماعية وتعيش في مجموعات تسمى القطعان، ويقود كل قطيع ذكر مسيطر وهو الذكر الوحيد الذي يتزاوج مع بقية الإناث، وتمتلك هذه ماشية المرتفعات نظام تزاوج متعدد الزوجات، حيث يتزاوج الذكر مع أكثر من أنثى، وقد يحدث التزاوج على مدار السنة على الرغم من أن المزيد من العجول تولد في أشهر الربيع، وتستمر فترة الحمل حوالي 9 أشهر وينتج عنها طفل واحد، وتولد عجول ماشية المرتفعات قبل المجتمع وتكون قادرة على الوقوف والمشي والتعرف على أمها، وتسمى أنثى ماشية المرتفعات بالبقرة وتكون الأم حريصة جدًا ومكرسة لصغارها حيث تقوم برعايتهم لمدة 6 أشهر تقريبًا.
وأول من يلد في سن 2-3 سنوات ويكون قادرًا على إنجاب ذرية تصل إلى 19 عامًا، وتصل الإناث إلى مرحلة النضج الجنسي في حوالي عام واحد ويمكن أن يستمر التزاوج إلى حوالي اثني عشر عامًا، وقد يتجاوز الحد الأقصى لعمر الأبقار المحلية 20 عامًا، ومع ذلك غالبًا ما يكون عمر ماشية المرتفعات محدودًا، وعدد سكان العالم من ماشية المرتفعات غير معروف حاليًا باستثناء مجموعات سكانية محددة في بعض المناطق، وبالتالي تضم المملكة المتحدة حوالي 15000 فردًا من ماشية المرتفعات بينما يقدر إجمالي السكان في الولايات المتحدة وكندا بحوالي 11000 حيوان.
ماشية المرتفعات والمكانة البيئية
بسبب الرعي تؤثر ماشية المرتفعات وصغارها بشكل كبير على البيئة، ومن ناحية أخرى في المناطق التي يتم فيها تربية الحيوانات بكميات كبيرة، يمكن أن تؤثر على النظام البيئي بطريقة ضارة عن طريق الرعي الجائر وكذلك التسبب في غزو الأنواع النباتية الغريبة وتآكل وتدمير الموائل النهرية.
ماشية المرتفعات والافتراس
من المحتمل أنّ الأسلاف البرية لماشية المرتفعات ولعجولها كانت مفترسة من قبل آكلات اللحوم الكبيرة مثل الذئاب والأسود والبشر والدببة، وغالبية الافتراس كان على العجول أو المرضى وكبار السن، وفي الوقت الحالي تفترس الأبقار في بعض الأحيان الحيوانات آكلة اللحوم البرية الكبيرة ولكن الغالبية العظمى من الافتراس يتم من قبل البشر، وكان من الممكن أن يوفر حجمها الكبير وسلوكها الرعي الحماية ضد الحيوانات المفترسة.
تدجين ماشية المرتفعات
في الأصل تم إدخال ماشية المرتفعات هي وصغارها إلى بريطانيا من قبل المزارعين خلال العصر الحجري الحديث، وفيما يتعلق بماشية المرتفعات فإنّ الأنواع لها تاريخ طويل جدًا بدءًا من القرن السادس الميلادي، وتعود الإشارات المكتوبة الأولى إلى ماشية المرتفعات مع عجولها إلى القرن الثاني عشر الميلادي، وتشكلت هذه الأنواع في المرتفعات والجزر الغربية في اسكتلندا من نوعين من الماشية انقرضت الآن، وتم وصف هذين النوعين في كتاب القطيع الذي كتب عام 1885.
ويذكر أنّ أحدهما كان المرتفعات الغربية أو (Kyloe) الذي تم جلبه من الجزر الغربية، وكانت أبقار المرتفعات الغربية أصغر نسبيًا وذات معطف أسود وشعر طويل نتيجة للعيش في ظروف قاسية، ووفقًا للكتاب كان النوع الآخر هو ماشية البر الرئيسي، وكانت هذه الحيوانات كثيفة أو حمراء اللون وأكبر بسبب المراعي مما يوفر لها العناصر الغذائية المطلوبة، وفي الوقت الحاضر اختفى الاختلاف بين هذين النوعين بسبب التهجين، ومع بداية القرن العشرين تم تصدير الأنواع في جميع أنحاء العالم وفي المقام الأول إلى أمريكا الشمالية وأستراليا.