أهمية صوت حوافر غزلان الأيل لها

اقرأ في هذا المقال


على الرغم من تعدّد أنواع الحيوانات في الشكل والنوع والسلوك، إلا أنّ للثدييات اهتمام كبير من قبل الإنسان على وجه العموم، ومن قبل علماء سلوك الحيوان على وجه الخصوص، وتعتبر الغزلان واحدة من أكثر الحيوانات جمالاً في عالم الحيوان على اختلاف أنواعها وأشكالها الكثيرة؛ لكونها تتواجد في معظم قارات العالم، ويمكن للإنسان رعايتها والاهتمام بها، وتعتبر غزلان الأيل من أكثر الغزلان إثارة كونها تُصدر أصواتاً أثناء مَسيرها ذات دلالات خاصة.

غزلان الأيل وطريقتها في التعايش

يوجد العديد من أنواع غزلان الأيل حول العالم بمختلف أشكالها وألوانها، فهي الحيوانات التي اعتاد البشر منذ القدم على الاعتناء بها، والاهتمام بتفاصيلها وسلوكها؛ نظراً إلى إمكانية العناية بها والاستفادة من لحمها ولبنها وجلودها، واستخدامها في الترحال، فهي قادرة على التعايش في كافة الأماكن الموجودة في العالم، إذ تتواجد غزلان الأيل في القارة القطبية الشمالية وفي الصحراء وفي المناطق الجبلية، إلا أنّ موطنها الأصلي هو المناطق العشبية المفتوحة.

تعتبر غزلان الأيل من الثدييات كبيرة الحجم وتمتلك معظم الذكور منها قروناً صلبة فوق رؤوسها تساعدها في الدفاع عن نفسها وفي مقارعة الذكور الأخرى التي تحاول السيطرة على أماكن سيطرتها، وهي الحيوانات الوحيدة في العالم التي تعتبر قرونها عظاماً من نفس عظام أجسادها وتقوم باستبدالها في كلّ عام لتنمو بصورة أكبر وأقوى.

تُصدر الغزلان بصورة عامة أصوات تسمّى السليل، وهي أصوات تستخدمها الغزلان عندما تكون في خطر أو عندما تشعر بأنّ هناك خطر داهم، ولا بدّ من مواجهته من قبل المجموعة أو لإنذار أفراد المجموعة بضرورة الهرب من مكان التواجد التي هي فيه، وهناك أصوات أخرى يستخدمها الذكور تسمى الهمهمة وهي أصوات يطلقها الذكور للتعبير عن مدى قوتهم وقدرتهم، وذلك في مواجهة ذكور الغزلان الأخرى التي ترغب في المواجهة.

كيف تتواصل غزلان الأيل من خلال أصوات حوافرها

تترك غزلان الأيل عادةً المناطق الباردة التي تتواجد فيها مع بداية فصل الشتاء القارس، وفي تلك المرحلة تبدأ أعداد مجموعات الأيل الكبيرة للغاية في التحرك بصورة جماعية، حيث يصل أعدادها في بعض الأحيان إلى عشرات الآلاف، وفي تلك الحالة تضطر تلك الغزلان إلى الركض بسرعات جيدة، قد تصل في بعض الأحيان إلى ما يزيد على الخمسين كيلو متر في الساعة الواحدة، ويَصعب على الحيوانات المفترسة مثل النمور والتماسيح والضباع والأسود اصطيادها، كونها تُشكّل قوة ضاربة في تلك الحالة باستثناء المريض منها أو الضعيف أو الغزلان الصغيرة، وهي تستخدم ضربة الحافر من أجل التواصل فيما بينها.

في تلك الحالة تكون غزلان الأيل في أمَسّ الحاجة إلى حماية أنفسها من مخاطر الحيوانات المفترسة، فتقوم بالركض بصورة منتظمة بعيداً عن الركض بصور منفردة، كون من يقوم بذلك سيكون فريسة سهلة للحيوانات المفترسة، وهي في رحلة التعايش الاجتماعي تلك التي قد تطول في بعض الأحيان إلى ما يصل لغاية الألف ميل بحثاً عن الطعام والماء، بعيداً عن خطر الحيوانات الأخرى المفترسة، ولتوفير الجهد بعيداً عن مخاطر الشتاء الذي قد لا تنجو منه صغار الأيل، حيث تعتبر أصواتها وأصوات حوافرها من الأمور الهامة التي تساعدها على التواصل.

ما الفائدة من صوت حوافر غزلان الأيل

عندما تتحرك الغزلان وخاصة ذات الأعداد الكبيرة، تفوق الأعداد قدرة قائد ذكر واحد على قيادتها، وفي تلك الحالة تستخدم تلك الحيوانات أصواتها في تحديد أماكنها، وفي معرفة المخاطر المحتملة، ومن الممكن أيضاً أن تستخدم أصوات حوافرها التي تعتبر شيئاً هاماً في تحديد أماكنها ومعرفة احتياجاتها، وإن كانت موجودة برفقة القطيع أم لا، وفي تلك الحالة يكون صوت حوافر تلك الحيوانات إشارة على تنظيمها وقدرتها على التفاهم.

قد يقوم أحد الذكور القادة بضرب حافر قدمه في الأرض بقوّة كبيرة في إشارة منه على وجود خطر داهم، وفي تلك الحالة يدرك جميع من في القطيع بأنه لا بدّ من ترك المكان والاختباء أو الركض بصورة سريعة؛ للحيلولة دون وقوع أحدها بين يدي حيوان مفترس، كالذئاب أو الضباع أو النمور التي تتربص بها أثناء رحلة الهجرة.

على الرغم من أن تلك الحيوانات تمتلك بُنية قوية وجسداً كبيراً قد يفوق جسد النمر والضبع والذئب إلا أنها تعتمد في دفاعها عن نفسها على قرونها القوية، التي قد لا تُسعفها وتساعدها كثيراً، إذا ما تمت المواجهة مع حيوان مفترس مثل الدب القطبي أو النمر أو حيوان الوشق، ولكن تبقى غزلان الأيل من الحيوانات التي استطاعت أن تطوّر العديد من وسائل الاتصال فيما بينها لمساعدتها على حماية أنفسها بصورة صحيحة وخوفاً من الافتراس أو الضياع.

المصدر: سلوك الحيوان، للكاتب جون بول سكوت،1970.سلوك الحيوان، للكاتب أحمد حماد الحسيني، 1913.علم سلوك الحيوان، الأستاذ الدكتور جمعان سعيد عجارم، 1982.اساسيات عامه في سلوك الحيوان، د محمد فؤاد الشرابي، د مني محمد الدوسر،2008.


شارك المقالة: