لعلّ الغريزة هي الشيء الرئيسي الذي يضمن للحيوانات بقاءها ونموها بصورة طبيعية، وهذه الغرائز تتغيّر من مرحلة عمرية لأخرى لدى الحيوانات، حيث أنّ صغار الأسود تعيش في كنف الأبوين ولا تملك القدرة على الصيد، ولكنها تتعلم الزئير وتكتسب من الأبوين القدرة على المواجهة والتربّص بالفريسة وكيفية فرض السيطرة، فما هي أبرز التغيرات التي تطرأ على سلوك الحيوان؟
أبرز التغيرات التي تطرأ على سلوك الحيوان
1. تعلم كيفية الحصول على الطعام
في بداية حياة العديد من الحيوانات نجدها تلجأ إلى الأم من أجل الحصول على كميات من الحليب أو الطعام على اختلاف أنواعها، ولا تمتلك في تلك المرحلة القدرة التي تمكّنها في الحصول على الغذاء، ولكنها سرعان من تتعلّم كيفية الحصول على طعامها وشرابها والأماكن التي يتوفر فيها هذا الطعام، ولعلّ تعلّم الصيد هي من أكثر المهارات التي تحاول الحيوانات في المراحل الأولى تعلّمها حيث يقوم الأبوين باصطحاب صغارهم إلى الصيد لتعليمهم كيفية الحصول على الفريسة والطرق التي تمكّنهم من الدفاع عن أنفسهم.
2. تعلم كيفية الحصول على الأمان
لا تستطيع الحيوانات الصغيرة أن تذود الخطر عن أنفسها كونها لا تدرك مكامنه، فهي لا تملك القدرة على التمييز بين ما هو صديق وعدو، لهذا نجد أنّ صغار الحيوانات عادة ما يكونوا فريسة سهلة للمفترسات في حال غفل الأبوين عن صغارهم، وهذا الأمر هو ما يساعد الحيوانات في ضرورة اكتساب المهارات اللازمة التي تضمن لها البقاء، وكيف يمكن لها أن تنافس باقي الحيوانات من أجل البقاء، فالحيوانات تعيش وفقاً لنظام غذائي معقّد يعتمد بعضه إلى حدّ كبير على الافتراس والقضاء على حياة الآخرين.
3. تعلم المهارات الأساسية
لعلّ من أبرز السلوكيات التي تحاول الحيوانات اكتسابها منذ المراحل الأولى هي تعلّم المشي أو الركض أو الطيران أو الزحف أو السباحة على اختلاف أنواعها وأجناسها، ولعلّ هذه المهام وإن كانت غريزية إلا أنها تعتمد بالدرجة الأولى على قدرة الأبوين ومهارتهما في تعليم أبناءهما هذه الخطوات>
وعادة ما تحتاج هذه السلوكيات لكي تصل إلى مرحلة جيّدة إلى الكثير من الجهد، وقد يكون في عملية التعليم بعض المخاطر خوفاً من تعرض صغار الحيوانات إلى الهجوم من حيوانات مفترسة أخرى أو عدم القدرة على النجاح في الطيران مثلاً وفقدان أحد الصغار.
4. تعلم كيفية الحصول على المأوى
لا تدرك صغار الحيوانات المعنى الحقيقي لوجود مأوى يحفظ لها حياتها ويضمن لها بقاءها، ولعلّ السلوكيات التي تتغيّر لدى الحيوانات تزيد من درجة الوعي لديها من حيث الحاجة إلى وجود مأوى أو مكان يتناسب مع طبيعتها.
وقد تكتسب الحيوانات بعض السلوكيات الخاصة بالهجرة أو البحث عن البيئة الأكثر أمناً التي تتوافق مع طبيعتها، فالأشبال عندما تصل إلى مرحلة عمرية تدرك اللبؤة من خلالها بأنّ الشبل أصبح أسداً قادراً أن يعتمد على نفسه تقوم بطرده ليقوم ببناء حياته بصورة مستقلة>
وفي هذه الحالة إما يقوم الأسد بفرض سيطرته على مجموعة أخرى من الأسود واللبؤات أو محاولة الهجرة بصورة منفردة إلى مكان آخر بحثاً عن السيادة والطعام والشريك، ويعتبر بحث الحيوان عن المأوى طريقة أكيدة تشير إلى نضوجه واعتماده بصورة كبيرة على نفسه.
5. السيادة وصراع البقاء
تحاول الأمهات أن تكسب أبناءها العديد من الصفات والسلوكيات التي نشأن بناء عليها، ولعلّ الحيوانات المفترسة عادة ما يحاول الأبوين أن ينشؤوا أبناءهم وفقاً لنظريات خاصة تتعلّق بالسيادة واكتساب القوة وعدم الخوف وكيفية السيطرة على القطيع>
ولعلّ صراع البقاء هو من أبرز الأفكار التي تنعكس على سلوكيات الحيوانات بصفة عامة، فالحيوانات تعيش وفقاً على نظام بيئي معقّد يعتمد بصورة رئيسية على كيفية المحافظة على الذات والحصول على الطعام، ولعلّ طموح السيادة إن وجد يتمّ تحقيقه مع مرور الوقت في حال أثبت الحيوان قدرته على قيادة القطيع بالقوة أو الحكمة، وهذه صفات عادة ما نجدها لدى الحيوانات التي تعيش في الغابات التي تعتمد فيها على الصيد.
6. تعلم التزاوج وتربية الأبناء
لا تستطيع صغار الحيوانات أن تحصل على الشريك الذي يمكن خلاله أن يحصل التزاوج وبعد ذلك تحمّل مسؤولية التربية وحماية الصغار، ولعلّ السلوك يتغيّر مع مرور الوقت، إذ يصبح لدى الحيوانات القدرة على التزاوج والإنجاب وتربية الصغار وفقاً لنظام بيئي غريزي ومكتسب بصورة تظهر التغيّر الكبير في سلوك الحيوانات.