ما هي الخلية الطحالية؟
الطحال عضو في الجهاز اللمفاوي يقع في الجانب الأيسر من تجويف البطن تحت الحجاب الحاجز، الحاجز العضلي بين البطن والصدر في البشر، ويكون حجمه في حجم قبضة اليد ويتم تزويده جيدًا بالدم، حيث إنه ونظرًا لأن الغدد الليمفاوية عبارة عن مرشحات للدورة اللمفاوية فإن الطحال هو عنصر الترشيح الأساسي للدم، إذ يلعب العضو أيضًا دورًا مهمًا في تخزين وإطلاق أنواع معينة من الخلايا المناعية التي تتوسط الالتهاب.
يتم تغليف الطحال في كبسولة سميكة من النسيج الضام في الداخل، حيث تتكون كتلة نسيج الطحال من نوعين اللب الأحمر واللب الأبيض، اللذان لا ينفصلان إلى مناطق بل يتداخلان ويتوزعون في جميع أنحاء الطحال، واللب الأبيض هو نسيج ليمفاوي يحيط عادة بالأوعية الدموية الطحالية، أما اللب الأحمر عبارة عن شبكة من حبال الطحال حبال بيلروث والجيوب أوعية عريضة مملوءة بالدم وفي اللب الأحمر يحدث معظم الترشيح.
أهمية الخلايا الطحالية:
يحتوي اللب الأبيض للطحال على عناصر لمفاوية نموذجية مثل خلايا البلازما والخلايا الليمفاوية والعقيدات الليمفاوية، والتي تسمى بصيلات الطحال، حيث تعمل المراكز الجرثومية في اللب الأبيض كمواقع لإنتاج الخلايا الليمفاوية على غرار العقد الليمفاوية، إذ يتفاعل الطحال مع الكائنات الحية الدقيقة والمستضدات الأخرى التي تصل إلى مجرى الدم عن طريق إطلاق خلايا بلعمية خاصة تعرف باسم الضامة، وتوجد البلاعم الطحالية في كل من اللب الأحمر والأبيض وتعمل على إزالة المواد الغريبة من الدم وبدء تفاعل مناعي ينتج عنه إنتاج الأجسام المضادة.
تعمل الحبال الطحالية في اللب الأحمر في الطحال كمستودعات مهمة لكميات كبيرة من الضامة وخلايا الدم البيضاء البلعمية الأخرى التي تسمى الخلايا الأحادية، حيث أظهرت الدراسات أنه عند إصابة الأنسجة الشديدة مثل تلك التي حدثت أثناء نوبة قلبية ويطلق الطحال مجموعة من الخلايا الأحادية، والتي تنتقل بعد ذلك عبر مجرى الدم إلى موقع الإصابة.
حيث إنها تعمل على تنظيم الالتهاب وتسهيل التئام الأنسجة، وفي الحيوانات التي أزيلت طحالها لا تُلاحظ استجابة الوحيدات في موقع إصابة الأنسجة ويكون الشفاء أقل شمولية، وبالإضافة إلى ذلك يبدو أن البشر الذين خضعوا لاستئصال الطحال معرضون لخطر متزايد للإصابة بالعدوى، ومع تقدمهم في السن فإن أمراض القلب والأوعية الدموية وربما حتى أنواع معينة من السرطان، إذ يُشتبه في أن غياب العوامل المنظمة للمناعة المنبعثة من الطحال مرتبط بزيادة التعرض لمثل هذه الأمراض لدى الأفراد الذين خضعوا لعملية استئصال الطحال.
لللب الأحمر دور متخصص بالإضافة إلى الترشيح، حيث إنه الموقع الرئيسي لتدمير خلايا الدم الحمراء في الجسم، والتي يبلغ عمرها عادةً 120 يومًا فقط، وتتم إزالة الخلايا الحمراء المتحللة من الدورة الدموية في الطحال ويتحلل الهيموجلوبين الذي تحتويه إلى صبغة قابلة للإفراز بسهولة وجزيء حديد، كما يتم إعادة تدويره أي يستخدم لإنتاج هيموجلوبين جديد في مكان آخر.
في بعض الأنواع يعمل الطحال أيضًا كخزان للدم خلال فترات الخمول، وعندما يتم إثارة مثل هذا الحيوان للدفاع أو الهروب تنقبض كبسولة الطحال، مما يجبر احتياطيات دم إضافية في الدورة الدموية، ومن غير الواضح ما إذا كان الطحال البشري لديه هذه القدرة، يشبه الطحال العقدة الليمفاوية من الناحية الهيكلية، لكن الطحال يقوم بتصفية الدم بدلاً من اللمف، حيث إن إحدى وظائفه الرئيسية هي جعل الدم يتلامس مع الخلايا الليمفاوية.
تكوين الخلايا الطحالية:
يتكون النسيج الوظيفي للطحال من نوعين من الخلايا، اللب الأحمر، والذي يحتوي على خلايا تسمى الضامة التي تزيل البكتيريا وخلايا الدم القديمة والحطام من الدورة الدموية والمناطق المحيطة بها من اللب الأبيض، والتي تحتوي على أعداد كبيرة من الخلايا الليمفاوية.
يدخل الشريان الطحال اللب الأحمر من خلال شبكة من الأوعية الدموية الصغيرة وتحتجز الكائنات الحية الدقيقة المنقولة بالدم في هذه المجموعة الرخوة من الخلايا حتى يتم غسلها تدريجيًا عبر الوريد الطحال، إذ يحتوي اللب الأبيض على كل من الخلايا الليمفاوية B و T.
مكان الخلايا التائية يكون حول الشرايين الصغيرة التي تدخل الطحال، بينما الخلايا البائية توجد في مناطق تدعى المراكز الجرثومية، إذ تتعرض الخلايا الليمفاوية لمولدات المضادات وتحفزها على التمايز إلى خلايا بلازما تفرز الأجسام المضادة.
الأنسجة المرتبطة بالغشاء المخاطي:
هناك مجموعة أخرى من الهياكل اللمفاوية الثانوية المهمة، وهي الأنسجة اللمفاوية التي ترتبط بالغشاء المخاطي، حيث ترتبط هذه الأنسجة بالأسطح المخاطية لأي عضو تقريبًا، ولكن بشكل خاص تلك الموجودة في الجهاز الهضمي والجهاز البولي التناسلي والجهاز التنفسي، والتي تتعرض باستمرار لمجموعة متنوعة من الكائنات الحية الدقيقة التي يحتمل أن تكون ضارة، وبالتالي تتطلب نظامها الخاص لالتقاط المستضد وعرضه على الخلايا الليمفاوية .
على سبيل المثال بقع باير، وهي عبارة عن أنسجة ليمفاوية مرتبطة بالغشاء المخاطي للأمعاء الدقيقة تقوم بأخذ عينات من المستضدات المارة وتعريضها للخلايا البائية والتائية الكامنة، إذ تلعب مناطق الأمعاء الأخرى الأقل تنظيمًا دورًا كأنسجة ليمفاوية ثانوية.