متلازمة الأمعاء المتسربة في الخيول

اقرأ في هذا المقال


متلازمة الأمعاء المتسربة في الخيول أو دسباقتريوز هو تغيير في فلورا المسالك المعوية للحصان، ويمكن أن يحدث هذا بسبب شيء بسيط مثل الإجهاد، وإذا كان الخيل يتلقى أدوية مثل المضادات الحيوية فقد يتسبب ذلك في تغيرات في الفلورا الطبيعية أيضًا، وفي كلتا الحالتين سيحتاج الخيل إلى علاجات داعمة لاستعادة توازن الفلورا، وستكون هناك حاجة إلى تغيير النظام الغذائي وإعطاء الحصان البروبيوتيك من أجل عملية الشفاء، وإذا لم يتم علاجه فقد يؤدي ذلك إلى حالات أكثر خطورة بما في ذلك المشكلات المتعلقة بالأنسولين والتهاب الصفيحة وغيرها من المشكلات الخطيرة.

متلازمة الأمعاء المتسربة في الخيول

تتمثل المهمة الأساسية للجهاز الهضمي الخيول في تفتيت الطعام إلى جزيئات أصغر (الهضم) التي يمكن أن تؤخذ عبر جدار الأمعاء (الامتصاص) وفي مجرى الدم لتوزيعها في جميع أنحاء الجسم، وجميع العناصر الغذائية التي تتناولها الخيول الفيتامينات والمعادن والبروتينات والدهون والكربوهيدرات تحتاج إلى عبور بطانة الأمعاء الدقيقة أو الغليظة لاستخدامها، ولكن الخيول أيضًا تبتلع الكثير من الأشياء الأخرى إلى جانب العناصر الغذائية، والتي يمكن أن يسبب بعضها مرضًا إذا دخلت في مجرى الدم، وهذا يشمل السموم الموجودة عادةً في البيئة والمواد المسببة للحساسية الغذائية والكائنات الحية الدقيقة مثل (E. coli) والسالمونيلا وأنواع المطثيات.

لذلك هناك وظيفة مهمة أخرى تؤديها القناة الهضمية وهي منع العوامل الضارة من شق طريقها داخل الجسم، وهنا يأتي مفهوم “نفاذية الأمعاء” و “الأمعاء المتسربة”؛ فعندما يكون هناك شيء ما منفّذ فهذا يعني أنه يسمح للمواد بالمرور من خلاله، ولا يمكن أن تكون بطانة الأمعاء قابلة للاختراق تمامًا أو أنها لن تؤدي وظيفتها في حماية الجسم من المواد الضارة، فإذا كان الأمر كذلك فإن الجسم بأكمله سيتعرض لكل شيء (جيد وسيء) يدخل في الجهاز الهضمي، ومع ذلك عندما تتضرر بطانة أمعاء الخيول أو تضعف تصبح القناة الهضمية أكثر نفاذاً من المعتاد؛ أي يحدث تسرب وتسمح للأشياء بالمرور التي لا تكون عادةً قادرة على ذلك.

متلازمة الأمعاء المتسربة (Leaky Gut Syndrome) في الخيول أو دسباقتريوز (Dysbiosis) هي نتيجة خلل في الفلورا المعوية الطبيعية للحصان، ويمكن أن يحدث هذا بعد تناول الحصان للمضادات الحيوية وإزعاج الفلورا الطبيعية، كما يمكن أن يحدث هذا بشكل طبيعي بسبب مرض الحصان، أو يمكن أن يحدث بعد تناول الأدوية التي تتسبب في تغيير الفلورا المعوية.

أعراض متلازمة الأمعاء المتسربة في الخيول

تبدأ متلازمة الأمعاء المتسربة في الخيول المعروفة أيضًا باسم دسباقتريوز بتغير في الفلورا المعوية، وقد تبدأ بشكل طفيف ولكن إذا تُُركت دون علاج فقد يؤدي ذلك إلى ظهور أمراض أو ظروف خطيرة في الحصان، وإذا بدأ العلاج على الفور فسيكون لدى الحصان فرصة جيدة بالشفاء، ومع ذلك إذا لم يتم علاجه فسوف يزداد سوءًا وقد تتطور لديه مشاكل ثانوية قد تؤدي إلى وفاته، قد تختلف أعراض متلازمة الأمعاء المتسربة من حالة إلى أخرى ولكن يمكن أن تشمل ما يلي:

  • تصلب وألم المفاصل.
  • إعياء.
  • التحمل ضعيف لممارسة الرياضة.
  • فرط النشاط.
  • ضيق في التنفس.
  • تقلب المزاج.
  • مرض التهاب الأمعاء.
  • الالتهابات البكتيرية المرتبطة بالأمعاء.

أسباب متلازمة الأمعاء المتسربة في الخيول

عند تناول المضادات الحيوية فإنه لا يقتل البكتيريا السيئة في الجهاز الهضمي فحسب بل يقتل البكتيريا الجيدة أيضًا، وهذا يسبب متلازمة الأمعاء المتسربة أو تغييرات في الفلورا المعوية الطبيعية، ويمكن أن يؤدي إلى مشاكل أخرى في الجهاز الهضمي، وسبب آخر يمكن أن يكون الحماض المعوي الخلفي يؤدي إلى تغيير في درجة الحموضة المعوية، وهذا يؤدي أيضا إلى حدوث متلازمة الأمعاء المتسربة، ويمكن أن تلعب المشكلات الطبية الأخرى التي تؤثر على الجهاز الهضمي دورًا محتملًا في التسبب في هذه المتلازمة أيضاً.

كيفية تشخيص متلازمة الأمعاء المتسربة في الخيول

عند تشخيص متلازمة الأمعاء المتسربة في الخيول سيتم أخذ عينة برازية لمعرفة الكائنات الحية الدقيقة الموجودة؛ حيث أنه في حالات الإصابة بهذه الحالة سيكون هناك تنوع منخفض من الكائنات الحية في البراز، وستساعد الأعراض أيضًا في تشخيص هذه المتلازمة، كما أنه في كثير من الأحيان تصاب الخيول بمتلازمة الأمعاء المتسربة دون التهاب القولون، وهذا يمكن أن يعني أن الحصان لن يكون لديه شهية، ولكن سيكون بدون أي أعراض أخرى، وفي حالات أخرى يمكن أن يؤدي نقص البكتيريا الجيدة في الجهاز الهضمي إلى سوء امتصاص العناصر الغذائية من النظام الغذائي للحصان، وهذا يمكن أن يؤدي إلى براز رخو أو سائل.

قد يرغب الطبيب البيطري أيضًا في إجراء فحوصات الدم للتحقق من وجود تشوهات أخرى قد يعاني منها الخيل، كما ستعطي لوحة فحص الدم والكيمياء الكاملة للطبيب البيطري المعلومات اللازمة لتحديد ما إذا كان الخيل يعاني من مرض أو طفيلي إضافي بالإضافة إلى أن فلورا الأمعاء تكون غير طبيعية.

علاج متلازمة الأمعاء المتسربة في الخيول

يمكن أن يشمل علاج متلازمة الأمعاء المتسربة عدة خطوات؛ حيث تقدم مكملات البروبيوتيك (Probiotic supplements) البكتيريا المفيدة للحصان لتعويض البكتيريا الجيدة التي فقدت، والبريبايوتك هي شكل آخر من أشكال البكتيريا الجيدة التي يمكن تناولها، ويُعتقد أيضًا أن استكمال النظام الغذائي للحصان بالخميرة مفيد، كما يساعد في الهضم ويمكن تقديمه مع مخاطر منخفضة من تطور متلازمة الأمعاء المتسربة، كما أن التأكد من تناول الحصان كمية كافية من الماء وتناول الطعام مهم أيضًا خلال هذا الوقت، ونظرًا لعدم امتصاص العناصر الغذائية بشكل صحيح فقد يؤدي ذلك إلى سوء التغذية.

وأيضًا قد يكون هناك فقد زائد للسوائل نظرًا للتداخل مع الامتصاص، كما أن التأكد من بقائه حصوله على كمية كافية من السوائل بالعلاج بالسوائل مع الإلكتروليتات المضافة أمر ضروري، ويعد تغيير النظام الغذائي للخيل إلى نظام أكثر ملاءمة لحالته أمرًا في غاية الأهمية للتعافي، واعتمادًا على الفلورا التي يفتقر إليها الخيل والأعراض الأخرى التي قد يعاني منها، سيتم تحديد أفضل نوع طعام له، كما أنّ هناك أنظمة غذائية محددة يمكن شراؤها للخيول التي تعاني من متلازمة الأمعاء المتسربة، ويجب استشارة الطبيب البيطري لاختيار الأفضل للخيل.

الشفاء التام من متلازمة الأمعاء المتسربة في الخيول

إذا لم يتم اتخاذ إجراءات تصحيحية لمساعدة الخيل، يمكن أن تؤدي متلازمة الأمعاء المتسربة إلى مشاكل أكثر خطورة وربما حتى الحاجة إلى القتل الرحيم، وإذا كان على الخيل تناول المضادات الحيوية لأي سبب من الأسباب، فيجب وضع بروبيوتيك في نفس الوقت لمحاولة منع تشوهات الفلورا المعوية من التطور، وبمجرد ملاحظة أن الخيل يتصرف بشكل غير طبيعي أو يتغير روثه، فيجب الاتصال بالطبيب البيطري في أسرع وقت ممكن، وكلما بدأ العلاج في وقت مبكر زادت التوقعات بالشفاء التام مع وجود آثار جانبية قليلة أو معدومة.


شارك المقالة: