نقّار الخشب ذو العرف وصغاره

اقرأ في هذا المقال


بفضل النظام الغذائي الثقيل يُعرف نقّار الخشب ذو العرف (Pileated Woodpecker) أيضًا باسم الطائر النجار، ونقّار الخشب ذو العرف أكبر أنواع نقار الخشب الشائعة في أمريكا الشمالية، وهي طيور يسهل التعرف عليها بفضل القمم الحمراء المميزة فوق رؤوسها، وتوجد في المقام الأول عبر جنوب كندا وشرق الولايات المتحدة وشمال جبال روكي وأجزاء من ساحل المحيط الهادئ، نقار الخشب المتجانس هي طيور أحادية الزوجة وغير مهاجرة، كما إنّهم يفضلون العيش في غابات قديمة النمو بها الكثير من الأشجار الميتة والواقفة، وهم مشهورون بترك ثقوب مستطيلة في الأشجار أثناء البحث عن طعامهم المفضل وهو النمل الحفار، وهذه الطيور ليست مهددة بالانقراض ولديها أعداد متزايدة من السكان بشكل مطرد.

موطن نقّار الخشب ذو العرف

من الناحية الجغرافية نقّار الخشب ذو العرف هو طيور توجد في الغالب في شرق الولايات المتحدة وجنوب كندا، وتوجد أيضًا على طول أجزاء من ساحل المحيط الهادئ وفي جبال روكي الشمالية، كما إنّهم يفضلون غابات النمو القديمة ذات الأشجار الميتة الواقفة وجذوع الأشجار المتساقطة والتي يحملونها ويسبرونها بألسنتهم الشائكة أثناء البحث عن الطعام، ويتكيف نقّار الخشب ذو العرف بشكل كبير مع ظروف الغابات المتغيرة، وتوجد في الغابات الصنوبرية والمختلطة والخشب الصلب وتوجد أحيانًا في الغابات والمتنزهات، ويجب أن يركز مراقبو الطيور على مناطق الغابات بالقرب من الأراضي السفلية والمجاري المائية أثناء البحث عن نقار الخشب.

تم العثور عليها في جميع ارتفاعات الغابة وأحيانًا تتغذى على جذوع الأشجار الميتة على الأرض، ونظرًا لأنّها طيور غير مهاجرة يمكن العثور عليها على مدار العام، وهم مقيمون دائمون فنقّار الخشب ذو العرف من الطيور غير المهاجرة لذلك يظلون في نفس الموطن طوال حياتهم وبالتالي لا يتبع أنماط الهجرة.

مظهر نقّار الخشب ذو العرف

نقّار الخشب ذو العرف هو طائر بحجم الغراب وله جسم رمادي فحم، وفي المتوسط ​ يبلغ طوله من 16 إلى 19 بوصة ويزن ما متوسطه 8.8 إلى 12.3 أونصة، ويبلغ متوسط ​​طول جناحيها من 26 إلى 30 بوصة، وتظهر خطوط حمار وحشي مميزة على رأسها وعنقها ويعلو رأسها قمة حمراء زاهية، ويمتلك الطائر منقارًا طويلًا على شكل إزميل يستخدمه لإحداث ثقوب في الأشجار وللدخول في قرع الطبول المميز.

وفي بعض الأحيان يتسبب هذا النشاط في أضرار جسيمة للشجرة، وفي الواقع تتسبب بعض الأشجار في الكثير من الضرر لدرجة أنّها تنقسم إلى نصفين، ويتم تعزيز جمجمة وعنق الطائر مما يسمح له بنقر الخشب بعيدًا لفترات طويلة من الزمن.

يقترن نقّار الخشب ذو العرف هؤلاء ويؤسسون مناطقهم التي يظلون فيها طوال العام، ويستخدمون أسطوانة العرض الخاصة بهم، والتي تتكون من دفعة من 11 إلى 30 نقرة، يتم إجراؤها جميعًا في أقل من ثانية- لإنشاء هذه المناطق، والتي تمتد على مدى عدة مئات من الأفدنة في المتوسط.

كما أنّهم يستخدمون الطبول لجذب زملائهم، ويمتلك الطائر نداءً مميزًا يتكون من سلسلة رنين سريعة تبدو مثل: “kuk-kuk-kuk-kuk-kuk” وهي ترتفع وتنخفض على طول الطريق، ولكل من الذكور والإناث أجسام رمادية فحمية وقمة حمراء فوق رؤوسهم، ومع ذلك فإنّ جبهة الأنثى البالغة لها لون بني بينما جبين الذكر قرمزي لامع، ولدى الذكور خط أحمر يمتد من المنقار إلى الحلق بينما في الإناث الخط أسود.

حمية نقّار الخشب ذو العرف

نقّار الخشب ذو العرف هذه تقنيًا حيوانات آكلة اللحوم، ومع ذلك فإنّها تعيش في الغالب على الحشرات لذلك فهي تعتبر أيضًا من آكلات الحشرات، ويحبون النمل الحفار بشكل خاص، وفي المتوسط ​ تمثل الحشرات ما يقرب من 60 ٪ من نظامهم الغذائي، كما أنّ يرقات الخنفساء المملة للخشب شائعة أيضًا وتستهلك الطيور أيضًا العديد من الحشرات الأخرى، ويكملون وجباتهم الغذائية مع التوت والمكسرات التي يتغذون عليها من أرضية الغابة، إذن العنصر الأساسي لنقّار الخشب ذو العرف هذا هو النمل الحفار.

نقّار الخشب ذو العرف والتهديدات

في البرية يُصطاد نقّار الخشب ذو العرف هذا أحيانًا بواسطة القطط، وتشمل الحيوانات المفترسة في مواقع التعشيش السناجب وأعراس وثعابين الفئران والثعالب الرمادية، ويشكل النشاط البشري تهديدًا لنقّار الخشب ذو العرف هؤلاء وغالبًا ما يُقتلون من الاصطدام بالنوافذ والأبواب الزجاجية، وقد أثرت أنشطة قطع الأشجار في القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين على أعداد السكان.

ولكن الأنواع انتعشت ولم تتعرض للخطر، وتم تصنيفها على أنّها الأقل إثارة للقلق على القائمة الحمراء للاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة (International Union for Conservation of Nature – IUCN)، ومن أضرارها بالبيئة في بعض الأحيان قد يتسبب نشاط نقّار الخشب ذو العرف في أضرار جسيمة للأشجار.

تكاثر نقّار الخشب ذو العرف والصغار

طيور نقّار الخشب ذو العرف أحادية الزواج، فنقار الخشب ذكور وإناث من الطيور التي تتزاوج وتبقى أحادية الزواج طوال حياتهم، ومع ذلك فإنّها عادة ما تجثم بشكل منفصل عن بعضها البعض، وأثناء المغازلة تنشر طيور نقّار الخشب ذو العرف أجنحتهم لإظهار بقع بيضاء مشرقة، وهم يتأرجحون رؤوسهم للأمام والخلف، بينما يرفعون القمة الحمراء في الأعلى، كما يقومون برحلة عرض شراعية لجذب زملائهم، وبعد الاقتران يحددون مواقع التعشيش المحتملة ويقضون أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع في بنائها، ويتم وضع ثلاث إلى خمس بيضات في كل مخلب ويحتضن كلا الجنسين البيض لمدة 18 يومًا تقريبًا.

بعد تحديد موقع التعشيش المحتمل -عادةً ما يكون ثقبًا مملوءًا في جذع الشجرة- يقوم نقّار الخشب ذو العرف من الذكور والإناث بالقرص والطبل على الخشب لإثارة عملية التودد، وتقع الأعشاش عادة على ارتفاع 15 إلى 50 قدمًا فوق سطح الأرض ويعمل كلا الجنسين على حفر الحفرة، وأثناء عملهم يقومون أحيانًا بإلقاء أكوام من رقائق الخشب على الأرض ويقومون بتغطية أعشاشهم ببعض الرقائق أيضًا، ويتخلى نقّار الخشب ذو العرف المهجور عن أعشاشهم بعد تربية صغارهم، ومن النادر جدًا أن يعيدوا استخدام العش القديم.

تصبح الصغار عراة وعزل عند الفقس ويطعمها كلا الوالدين من خلال القلس، وعادة ما تغادر صغار العش بعد 26 إلى 28 يومًا ولكنها تبقى مع والديها لمدة شهرين إلى ثلاثة أشهر أخرى، ويتساقط ريش الجسم كله تدريجيًا من أواخر الصيف وحتى أوائل الخريف، وقد انخفض عدد سكانها خلال القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين بسبب نشاط قطع الأشجار، ولكن الجهود المبذولة لاستعادة مناطق الغابات والتكيف العام للطيور تسببت في زيادة أعدادهم بشكل مطرد.

يقدر عدد سكان العالم من نقار الخشب بحوالي 1.9 مليون، وتم العثور على ما يقرب من 67٪ من هذه الطيور في الولايات المتحدة وحوالي 33٪ توجد في كندا، ويتزايد عدد سكانها بشكل مطرد وهي مدرجة على أنّها الأقل قلقًا في القائمة الحمراء للاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة، لذلك لا تعتبر مهددة بالانقراض.

المصدر: فادية كنهوش (2007)، أطلس الحيوانات (الطبعة الأولى)، حلب: دار ربيع.أميرة عبداللطيف (1-3-2014)، "الأهمية الاقتصادية للحيوانات البرية ومنتجاتها في أفريقيا حالة خاصة السودان"، جامعة السودان، اطّلع عليه بتاريخ 18-10-2016.ديانا أبي عبود عيسى (2003)، حياة الحيوانات (الطبعة الأولى)، بيروت: دار المجاني.هيئة من المؤلِّفين (1999)، الموسوعة العربية العالمية (الطبعة الثانية)، الرياض، المملكة العربية السعودية: مؤسسة أعمال الموسوعة للنشر والتوزيع.


شارك المقالة: