الأزمات الدولية

اقرأ في هذا المقال


لقد شكَّلت أواخر الحرب الباردة، بداية جديدة في تاريخ العلاقات الدولية، حيث اتسمت بإعادة تشكيل العديد من المصطلحات، التي كانت متداولة منذ القدم ومنحها الأولوية في الخطابات السياسية؛ لارتباطها المباشر بالظواهر الدولية.

مفهوم الأزمات الدولية:

ترجع أصل الأزمة إلى العصور القديمة، حيث اشتقت من الكلمة الإغريقية krino، التي تعني القرار المهم أو الحاسم. ومن المجال السياسي، تُعَدّ الأزمة: عبارة عن حالة تناقش مظاهر النظام السياسي، أيضاً تتطلب وجود قرار لمجابهة التحدي الذي تمثله.
ولقد تنوَّعت المفاهيم للأزمات الدولية، حيث يرجع سبب هذا الاختلاف والتنوع، إلى عاملين رئيسيين، الأول: متعلق بتنوع الأبعاد العلمية والفكرية، الثاني: يرجع إلى الاستعمال الشامل لمحتواها تقديم أهداف معينة.
وعرفت كورال بيل الأزمة الدولية: هي بداية تحول في خصائص العلاقة بين جوانب ما، حيث تزداد النزاعات إلى مستوى، يتوعد باختلاف خصائص العلاقات بين الدول، مثلاً: في حالة الأزمات بين الأعداء، من الممكن تتحول العلاقات من سلمية إلى حربية، أو من تعاونية إلى نزاعية، بينما في حالة الأزمات بين الأحلافن تتغير العلاقة من تحالفية إلى انفصالية.

سمات الأزمات الدولية:

  • سمة المفاجئة: تجسد الأزمة الدولية، بداية انتقال غير متوقعة في العلاقات بين البلاد، حيث تجري بصورة غير مخطط لها سابقاً.
  • سمة التهديد: تلك التي تهدد الأهداف العليا والأمن القومي للدولة.
  • سمة ضيق الوقت: حيث يكون الوقت المتوفر لمجابهتها قصير، في ظل نقص البيانات أو انعدامها.
  • سمة المخاطرة: تفرض على صانع القرار، ضرورة اتخاذ قرارات مصيرية لمجابهة الأحداث، التي قد تؤدي إلى تغير في مستقبل العلاقات بين الأطراف.

المراحل التي تمر بها الأزمات الدولية:

  • ميلاد الأزمة: حيث يبدأ صانع القرار الشعور بخطر ما يصيب في المستقبل، حيث يجب عليه التدارك والتعامل معه، قبل ازدياده وانتقاله للفترة التالية.
  • نمو الأزمة و اتساعها: تبدأ الأزمة في التوسع والنضج، مكتسبة قوتها من محفزات داخلية وخارجية، نتيجة عدم قدرة صانع القرار الاستيلاء عليها في المرحلة الأولى.
  • نضج الأزمة: تعد هذه المرحلة الأخطر من عمر الأزمة فيها تصل الأزمة إلى أقصى قوتها وعمقها؛ ممّا يصعب السيطرة عليها. وفي كثير من الأحيان تقف الأزمات عند هذه المرحلة لأسباب داخلية أو إقليمية أو دولية.
  • انحسار الأزمة: تبدأ بالتراجع بعد التعارض الشديد، الذي يفقدها قسم هام من قوة دفعها، حيث يجعلها تتلاشى بشكل تدريجي.
  • حل الأزمة: هنا تنتهي الأزمة بشكل كامل.

المصدر: سيكولوجية ادارة الازمات، اياد نصرإدارة الأزمات و الكوارث، عبد الكريم أحمد جميلإدارة الأزمات، د. محسن الخضري


شارك المقالة: