لقد بدأ مفهوم التكنوقراطية عام 1932 في الولايات المتّحدة، حيث كان أصحابها عبارة عن متخصصون، بعلم العمارة والهندسة والاقتصاد. ولكن اقتصاد النظم الاجتماعية المعقد الذي يسيطر عليها السياسيون، يجب أن يقودها مختصون بإدارة الشؤون الاقتصادية للعلماء والمهندسين. ولقد كانت هذه الدعوة أثراً رجعياً، تمّ ترتيبه بشكل تلقائي على التقدم التكنولوجي.
مفهوم التكنوقراطية:
هي نظام مقترح للحكم، يتمَّ فيه اختيار صانع القرار على أساس الخبرة في تخصص معين، حيث يمتلك القدرة خاصة فيما يتعلق بالمهارات التقنية، الصفات القيادية، المعرفة التكنولوجية والشهادات العلمية.
والهدف منه قصد حل المشاكل الاجتماعية التي تواجه المواطنين؛ من أجل النهوض بالمجتمع، أيضاً زيادة مستوى الرفاهية فيه.
ويتناقض هذا النظام بصورة واضحة مع فكرة أن الممثل المنتخب. ويجب أن يكون صانع القرار الرئيسي في الحكومة، على الرغم من أنه لا يعني بالضرورة حذف الممثلين المنتخبين، بل إن الأمر يستند بالأساس على الأداء والخبرة، بدلاً من الانتماء السياسي أو المهارة البرلمانية، كما هو معمول به في النظام الديمقراطي.
مميزات التكنوقراطية:
التكنوقراطية تدل بصورة أخرى، هو وجود أشخاص ذوو تدريب مهني عالي المستوى، حيث يروا أن الكثير من المشكلات الاجتماعية الضرورية هي قابلة للحل. ونادراً ما يقدّمون حلول كثيرة من أجل تطور الدولة في مجالات محددة.
ويرى الإداري غونار نجالسون أن الأشخاص التكنوقراطيون موجهون أساساً بتفكيرهم المعرفي لحل المشكلات؛ من خلال اهتمامات جماعية معينة.
ولقد تم الاعتقاد بأن أعمال التكنوقراطيين، أيضاً الازدهار المتواصل لأفكارهم، حيث كان عامل أساسي وراء نشر التكنولوجيا الحديثة، أيضاً انتشار ما يُسمّى بمجتمع المعلومات. ويمكننا التفريق بين التكنوقراطيين والاقتصاديين والبيروقراطيين، عن طريق عقولهم وطريقة تفكيرهم عند حلّ المشكلات.
الانتقادات على التكنوقراطية:
لقد انتبه المنتقدين بوجود خلل تكنوقراطي بين لجنة مهيمنة مسيطرة عليها بمستويات مختلفة، من قِبل التكنوقراطيين وأعضاء من عامة الناس. وقيل إن هذا الخلل التكنوقراطي، هو خلل في الأنشطة يستمر بين الهيئات المسيطرة وأعضاء الجمهور العام، التي تستعمل مبادئ تكنوقراطية؛ بهدف المساهمة في صنع القرار الحكومي.
وإن التحدي الأساسي الذي تنتجه هذه التوزيعات، يتمثّل في أن التكنوقراطية توفر امتيازات لوجهات نظر الخبراء، بينما في الوقت ذاته تقوم بعدم إعطاء أيّ أهمية لوجهات نظر الجمهور العام.