ما هو التجريد العسكري؟

اقرأ في هذا المقال


قد يعني التجريد من السلاح أو العسكري، تقليص عدد القوات المسلحة التابعة للدولة، حيث أنها نقيض العسكرة في كثير من النواحي. على سبيل المثال، لقد استتبع نزع السلاح من إيرلندا الشمالية، الحد من الأجهزة الأمنية والعسكرية البريطانية. عادة ما يكون نزع السلاح بهذا المعنى، نتيجة معاهدة سلام تنهي حرباً أو صراعاً كبيراً. يتميز المبدأ عن التسريح، الذي يشير إلى التخفيض الطوعي الكبير في حجم الجيش المنتصر.

مفهوم التجريد العسكري:

لقد كان نزع السلاح سياسة في عدد من البلدان بعد الحربين العالميتين. في أعقاب الحرب العالمية الأولى، قللت المملكة المتحدة بشكل كبير من قوتها العسكرية، التي يشار إليها أيضاً باسم نزع السلاح. لقد كان الموقف الناتج عن الضعف العسكري البريطاني، أثناء صعود النظام النازي في ألمانيا من بين الأسباب، التي أدت إلى سياسة الاسترضاء.
يطلق على تحويل القوة العسكرية أو شبه العسكرية، إلى قوة مدنية أيضاً اسم نزع السلاح. على سبيل المثال، لقد تم نزع سلاح Polizia di Stato الإيطالية في سنة 1981، أيضاً اندمجت قوات الدرك النمساوية مع الشرطة الوطنية، من أجل تشكيل هيئة مدنية جديدة. يمكن أن يشير نزع السلاح أيضاً إلى السياسات، التي استخدمتها قوات الحلفاء أثناء احتلال اليابان وألمانيا بعد الحرب العالمية الثانية.
لقد تمت إعادة تسمية الجيوش اليابانية والألمانية، لفصلهم عن تاريخ الحرب الحديث لكنهم ظلوا نشيطين، وعززوا لمساعدة الحلفاء في مواجهة التهديد السوفييتي الجديد، الذي أصبح واضحاً مع انتهاء الحرب العالمية الثانية وبدء الحرب الباردة.
يمكن أن يشير نزع السلاح أيضاً إلى تقليل نوع واحد أو أكثر من الأسلحة، أو أنظمة الأسلحة أو إزالة المعدات القتالية من سفينة حربية. أيضاً يشير نزع السلاح إلى فعل تخفيف أو تقييد الأسلحة، قد يشير المصطلح إلى نوع معين من أسلحة الدولة وأشهرها نزع أسلحة الدمار الشامل، مثل: الأسلحة النووية. مع ذلك قد ينطبق المصطلح أيضاً على الأسلحة إذا كانت قد انتشرت في أيدي مجموعات أخرى غير الدولة.
المنطقة منزوعة السلاح هي منطقة معينة، مثل: المنطقة العازلة بين البلاد التي سبق لها الخوض في نزاع مسلح، حيث يحظر استخدام العسكريين أو المعدات أو الأنشطة. يمكن أن يشمل ذلك أيضاً المناطق المحددة أثناء النزاعات، التي تحظر فيها الدول أو القوى العسكرية أو الجماعات المتصارعة المنشآت العسكرية أو الأنشطة أو الأفراد.
كما أن المنطقة منزوعة السلاح خالية من جميع الأنشطة، التي تساعد في المجهود الحربي لأي من المتحاربين. بشكل عام فإن هذه المنطقة محمية من الهجمات، أيضاً تمنع العديد من الدول قواتها من الاستهداف؛ لأنها قد تشكل انتهاكاً جسيماً أو جريمة حرب خطيرة من المرجح، أن تستدعي رفع دعوى جنائية. مع ذلك في حالة المنطقة الكورية منزوعة السلاح، فإن المناطق الواقعة خارج الشريط منزوع السلاح الذي يفصل بين الجانبين، هي مناطق عسكرية بشدة.

أمثلة على التجريد العسكري:

تشمل أمثلة نزع السلاح ما يلي:

  • قامت معاهدة فرساي بمنع ألمانيا بعد الحرب العالمية الأولى، من امتلاك قوة جوية ومدرعات وأشكال محددة من السفن البحرية. بالإضافة إلى ذلك لقد قامت بإنشاء منطقة منزوعة السلاح في راينلاند.
  • الخسائر الفادحة في عدد الأفراد العسكريين في دول الحلفاء، بعد الحرب العالمية الأولى.
  • إحالة القوات المسلحة البريطانية بعد الحرب العالمية الثانية.
  • معاهدة واشنطن البحرية.
  • اتفاقية الأسلحة الكيميائية.
  • ألغى الرئيس خوسيه فيغيريس جيش كوستاريكا في 1 ديسمبر سنة 1948.

لجنة الأمم العشر للتجريد العسكري:

لقد تم تشكيل هيئة نزع السلاح التابعة للأمم العشر (TNCD)، لمعالجة قضية نزع السلاح النووي خلال الحرب الباردة. لقد تم تشكيلها من خلال مزيج من قرار للأمم المتحدة، واتفاق بين القوى الأربع الكبرى، حيث بدأت اللجنة العمل في مارس سنة 1960، وظلت دون تغيير من مارس إلى يونيو سنة 1960.
لقد نشأت هيئة نزع السلاح التابعة للأمم العشر، من اجتماع الأربعة الكبار سنة 1959 في برلين. في الاجتماع لقد قررت القوى الأربع الكبرى: الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا والاتحاد السوفييتي إلى استئناف المحادثات التي تم تعليقها سابقاً بشأن نزع السلاح، أيضاً إنشاء منتدى تفاوض دولي جديد. نتيجة لهذا الاتفاق لقد جاءت سلطة قرار الأمم المتحدة، الصادر في 7 سبتمبر سنة 1959، بإنشاء هيئة نزع السلاح التابعة للأمم المتحدة، مما أدى إلى إنشاء هيئة نزع السلاح العشر. لقد بدأت اللجنة قصيرة العمر عملها رسمياً في جنيف سويسرا في 15 مارس سنة 1960.
لقد تم تقسيم عمل اللجنة إلى جلستين أصغر، حيث عقدت الأولى في الفترة من 15 مارس إلى 29 أبريل 1960، وفي يوم 29 أوقفت اللجنة عملها؛ بسبب انعقاد قمة باريس في نفس الوقت. امتد هذا التعليق حتى 7 يونيو سنة 1960، عندما اجتمعت اللجنة مرة أخرى في جنيف. الدورة الثانية للجنة كانت قصيرة أيضاً، حيث في 28 يونيو 1960، لقد تم تأجيل اللجنة إلى أجل غير مسمى بعد فشل قمة باريس، وحادث طائرة الاستطلاع U-2.


شارك المقالة: