ما هو مصطلح الاستراتيجية العسكرية؟

اقرأ في هذا المقال


مصطلح الاستراتيجية العسكرية: هي مجموعة من الأفكار التي تنفذها المنظمات العسكرية لتحقيق الأهداف الاستراتيجية المنشودة، حيث تتألف الاستراتيجية العسكرية تنسيق وتنفيذ الأنشطة وحركة القوات وتنظيمها والعمل على خداع العدو.

لمحة عن مصطلح الاستراتيجية العسكرية:

الاستراتيجية العسكرية تُعدّ توظيف المعارك لإنهاء الحرب وفن توزيع وتنفيذ الوسائل العسكرية لتحقيق أهداف السياسة، حيث ينظر إلى الخبير العسكري “صن تزو” على أنه والد الاستراتيجية العسكرية الشرقية الذي أثر بصورة واسعة على تكتيكات الحرب التاريخية والحديثة الصينية واليابانية والكورية والفيتنامية، حيث نمت شعبية فن الحرب بواسطة صن تزو وشهدت استعمالاً عملياً في المجتمع الغربي أيضاً.

وتستمر في التأثير على العديد من المساعي التنافسية في آسياوأوروبا وأمريكا، بما في ذلك الثقافة والسياسة والأعمال بالإضافة إلى الحرب الحديثة، حيث تختلف الاستراتيجية العسكرية الشرقية عن الغربية من خلال التركيز بشكل أكبر على الحرب غير المتكافئة والخداع.

وتختلف الاستراتيجية عن التكتيكات، حيث تشير هذه الاستراتيجية إلى توظيف كافة القدرات العسكرية لدولة ما، عن طريق التنسيق والتطوير والمشتريات على مستوى مرتفع وطويل الأمد لضمان الأمن أو النصر، أما التكتيكات هي العلوم العسكرية المستعملة لتأمين أهداف معينة كجزء من الاستراتيجية العسكرية، خصوصاً الأساليب التي يتم عن طريقها استعمال الرجال والمعدات والطائرات والسفن والأسلحة وتوجيهها ضد العدو، حيث تركز الاستراتيجية على كيفية كسب الحرب من خلال سلسلة من المعارك والحملات، وتركز التكتيكات على كيفية استخدم الوسائل المتاحة للفوز في ساحة المعركة.

وكانت الاستراتيجية العسكرية في القرن ال 19 لا تزال تُعدّ من الفنون أو العلوم التي تسيطر على إدارة الحرب والأخرى هي التكتيكات، وتطبيق الخطط والخدمات اللوجستية والحفاظ على الجيش، حيث انتشر الرأي منذ العصر الروماني وكان الحد الفاصل بين الاستراتيجية والتكتيك في ذلك الوقت غير واضح، وأحياناً يكون تصنيف القرار مسألة رأي شخصي تقريباً.

وتتعلق الاستراتيجية والتكتيكات تعلقاً قوياً وتوجد على نفس السلسلة والتفكير الحديث يضع المستوى التشغيلي بينهما كلها تتعامل مع المسافة والوقت والقوة، ولكن الاستراتيجية واسعة النطاق، حيث يمكن أن تتواصل لسنوات وهي مجتمعية بينما التكتيكات صغيرة الحجم وتنطوي على التخلص من عدد أقل من العناصر التي تدوم ساعات إلى أسابيع.

وفي الأساس كانت الاستراتيجية تفهم على أنها تسيطر على مقدمة المعركة، بينما التكتيكات تسيطر في تنفيذها، مع ذلك في الحروب العالمية في القرن ال 20 توسع التمييز بين المناورة والمعركة والاستراتيجية والتكتيكات مع قدرة التكنولوجيا والعبور، حيث سيتم تنفيذ التكتيكات التي كانت ذات يوم مقاطعة لسرية سلاح الفرسان على جيش الدبابات.

أساسيات الاستراتيجية العسكرية:

الاستراتيجية العسكرية هي تخطيط وتنفيذ المنافسة بين مجموعات الخصوم المسلحين، وهي فرع من فروع الحرب والسياسة الخارجية لتأمين المصالح الوطنية، حيث إنها أكبر في المنظور من التكتيكات العسكرية، والتي تنطوي على تنظيم ومناورة الوحدات في بحر معين أو ساحة معركة، ولكنها أقل اتساعاً من الاستراتيجية الكبرى التي تسمى الاستراتيجية الوطنية، وهي الاستراتيجية الشاملة لأكبر المنظمات مثل: الدولة القومية أو الاتحاد الكونفدرالي أو التحالف الدولي، ويتضمن استخدام الموارد الدبلوماسية والإعلامية والعسكرية والاقتصادية.

وتتضمن الاستراتيجية العسكرية استخدام الموارد العسكرية مثل: الأشخاص والمعدات والمعلومات ضد موارد الخصم لكسب السيادة، أو تقليل إرادة الخصم للقتال والتي تم تطويرها من خلال مبادئ العلوم العسكرية.

ويتمثل تعريف حلف الناتو للاستراتيجية في تقديم الطريقة التي ينبغي بها تطوير القوة العسكرية وتطبيقها لتحقيق الأهداف الوطنية أو تلك الخاصة بمجموعة من البلدان، حيث يمكن تقسيم الاستراتيجية إلى استراتيجية كبرى ونطاق جيوسياسي، واستراتيجية عسكرية تعمل على إحداث تحول جيوسياسي وأهداف السياسة إلى أهداف وحملات قابلة للتحقيق عسكرياً.

ويجب أن تتطور الاستراتيجية والتكتيكات باستمرار استجابة للتقدم التكنولوجي، وتميل الاستراتيجية الناجحة من حقبة واحدة إلى البقاء في مصلحتها لفترة طويلة بعد أن جعلتها التطورات الجديدة في الأسلحة والعتاد العسكري عفا عليها الزمن، مثل: الحرب العالمية الأولى والمدنية الأمريكية إلى حد كبير، حيث شهدت الحرب تكتيكات نابليون للهجوم بأي ثمن ضد القوة الدفاعية للخندق والمدفع الرشاش والأسلاك الشائكة.

ولذلك كرد فعل على تجربتها في الحرب العالمية الأولى، دخلت فرنسا الحرب العالمية الثانية بعقيدة دفاعية خالصة تجسدها خط ماجينو “الذي لا يقهر”، لكن تم التحايل عليه بالكامل من قبل الحرب الخاطفة الألمانية في سقوط فرنسا.


شارك المقالة: